منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

منتدي جمال عزوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي جمال عزوز

منتدي الادب والفنون والكتابات النثرية والقصة القصيرة

المواضيع الأخيرة

» من كتاب الشخصية6
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية5
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية4
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية3
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية2
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin

» نموذج من بناء الشخصية
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin

» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin

» رواية جديدة
الاغاني للاصفهاني6 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

مارس 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

اليومية اليومية

تصويت

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 254 مساهمة في هذا المنتدى في 142 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 35 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو sansharw فمرحباً به.

سحابة الكلمات الدلالية


2 مشترك

    الاغاني للاصفهاني6

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 150
    نقاط : 444
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    العمر : 50

    الاغاني للاصفهاني6 Empty الاغاني للاصفهاني6

    مُساهمة  Admin الخميس ديسمبر 31, 2009 8:43 am

    وما حلاوة الدنيا إن تم الصدع بين عمر والثريا فقدمنا ليلا غير محرمين، فدق على عمر بابه، فخرج إليه وسلم عليه ولم ينزل عن راحلته، فقال له: اركب أصلح بينك وبين الثريا، فأنا رسولك الذي سألت عنه. فركب معنا وقدمنا الطائف، وقد كان عمر أرضى أم نوفل فكانت تطلب له الحيل لإصلاحها فلا يمكنها. فقال ابن أبي عتيق للثريا: هذا عمر قد جشمني السفر من المدينة إليك، فجئتك به معترفا لك بذنب لم يجنه، معتذرا إليك من إساءته إليك، فدعيني من التعداد والترداد، فإنه من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، فصالحته أحسن صلح وأتمه وأجمله، وكررنا إلى مكة، فلم ينزلها ابن أبي عتيق حتى رحل. وزاد عمر في أبياته:
    أزهقت أم نوفل إذ دعـتـهـا مهجتي، ما لقاتلي من متـاب
    حين قالت لها أجيبي فقـالـت من دعاني? قالت أبو الخطاب
    فاستجابت عند الدعاء كما لـب ى رجال يرجون حسن الثواب قال الزبير: وما دعتها أم نوفل إلا لابن أبي عتيق، ولو دعتها لعمر ما أجابت. قال: وسألت عمي عن أم نوفل، فقال: هي أم ولد عبد الله بن الحارث أبي الثريا. وسألته عن قوله:
    ... كـمـا لـــبـــى رجال يرجون حسن الثواب فقال: كررت في التلبية كما يفعل المحرم، فقالت: لبيك لبيك.
    وأخبرني حبيب بن نصر قال حدثنا الزبير بن بكار عن عمه أن بعض المكيين قال: كانت الثريا تصب عليها جرة ماء وهي قائمة فلا يصيب ظاهر فخذيها منه شيء من عظم عجيزتها.
    وأخبرني حبيب بن نصر قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى بخبر الثريا هذا مع عمر، فذكر نحوا مما ذكره الزبير، وقال فيه: لما أناخ ابن أبي عتيق بباب الثريا أرسلت إليه: ما حاجتك? قال: أنا رسول عمر بن أبي ربيعة وأنشدها الشعر. فقالت: ابن أبي ربيعة فارغ ونحن في شغل، وقد تعبت فانزل بنا. فقال: ما أنا إذا برسول. ثم كر راجعا إلى ابن أبي ربيعة بمكة فأخبره الخبر فأصلح بينهما.
    حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني يعقوب بن نعيم قال حدثني إبراهيم بن إسحاق العنزي قال حدثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي، وأخبرني به الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أيوب بن عباية، وأخبرني به الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير عن مؤمن بن عمر بن أفلح عن عبد العزيز بن عمران، قالوا: قدم عمر بن أبي ربيعة المدينة، فنزل على ابن أبي عتيق - وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر - فلما استلقى قال: أوه.

    من رسولي إلى الثريا فإنـي ضقت ذرعا بهجرها والكتاب فقال ابن أبي عتيق: كل مملوك لي حر إن بلغها ذاك غيري. فخرج، حتى إذا كان بالمصلى مر بنصيب وهو واقف فقال: يا أبا محجن. قال لبيك قال: أتودع إلى سلمى شيئا? قال: نعم. قال: وما ذاك? قال: تقول لها يابن الصديق: إنك مررت بي فقلت لي: أتودع إليها شيئا، فقلت:
    أتصبر عن سلمى وأنت صبـور وأنت بحسن العزم منك جـدير
    وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا سنى بارق نحو الحجاز أطـير قال: فمر بسلمى وهي في قرية يقال لها القسرية فأبلغها الرسالة، فزفرت زفرة كادت أن تفرق أضلاعها. فقال ابن أبي عتيق: كل مملوك حر إن لم يكن جوابك أحسن من رسالته، ولو سمعك الآن لنعق وصار غرابا. ثم مضى إلى الثريا فأبلغ الكتاب. فقالت له: أما وجد رسولا أصغر منك انزل فأرح. فقال: لست إذا برسول وسألها أن ترضى عنه، ففعلت. وقال الزبير في خبره: فقال لها: أنا رسول ابن أبي ربيعة إليك، وأنشدها الأبيات، وقال لها: خشيت أن تضيع هذه الرسالة. قالت: أدى الله عنك أمانتك. قال: فما جواب ما تجشمته إليك? قالت: تنشده قوله في رملة:
    وجلا بردها وقد حسرتـه ضوء بدر أضاء للناظرينا فقال: أعيذك بالله يابنة أخي أن تغلبيني بالمثل السائر. قالت: وما هو? قال: حريص لا يرى عمله . قالت: فما تشاء? قال: تكتبين إليه بالرضا عنه كتابا يصل على يدي، ففعلت. فأخذ الكتاب ورجع من فوره حتى قدم مكة، فأتى عمر. فقال له: من أين أقبلت? قال: من حيث أرسلتني. قال: وأنى ذلك? قال: من عند الثريا، أفرخ روعك هذا كتابها بالرضا عنك إليك.


    صفحة : 61

    تغني ابن عائشة بشعره في مجلس حسن بن حسن بن علي
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أيوب بن عباية قال: اجتمع ابن عائشة ويونس ومالك عند حسن بن حسن بن علي فقال الحسن لابن عائشة: غنني من رسولي إلى الثريا... ؛ فسكت عنه فلم يجبه. فقال له جليس له: أيقول لك غنني فلا تجيبه فسكت. فقال له الحسن: مالك? ويحك أبك خبال كان والله ابن أبي عتيق أجود منك بما عنده؛ فإنه لما سمع هذا الشعر قال لابن أبي ربيعة: أنا رسولك إليها، فمضى نحو الثريا حتى أدى رسالته، وأنت معنا في المجلس تبخل أن تغنيه لنا فقال له: لم أذهب حيث ظننت، إنما كنت أتخير لك أي الصوتين أغني: أقوله:
    من رسولي إلى الثريا فإنـي ضافني الهم واعترتني الهموم
    يعلم الله أننـي مـسـتـهـام بهواكم وأنـنـي مـرحـوم أم قوله:
    من رسولي إلى الثريا فإنـي ضقت ذرعا بهجرها والكتاب فقال له الحسن: أسأنا بك الظن أبا جعفر غن بهما جميعا، فغناهما. فقال له الحسن: لولا أنك تغضب إذا قلنا لك: أحسنت، لقلت لك: أحسنت والله قال: ولم يزل يرددهما بقية يومه.
    عمر وابن أبي عتيق وإنشاده شعره في الثريا
    أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير قال حدثني يعقوب بن إسحاق الربعي عن أبيه قال: أنشد عمر بن أبي ربيعة ابن أبي عتيق قوله:
    لم تر العين للثريا شبيها بمسيل التلاع يوم التقينا فلما بلغ إلى قوله:
    ثم قالت لأختها قد ظلمنا إن رددناه خائبا واعتدينا قال: أحسنت والهدايا وأجادت. ثم أنشده ابن أبي عتيق متمثلا قول الشاعر:
    أريني جوادا مات هزلا لعلني أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا فلما بلغ عمر إلى قوله في الشعر:
    في خلاء من الأنيس وأمن قال ابن أبي عتيق: أمكنت للشارب الغدر من عال بعدها فلا انجبر .
    فلما بلغ إلى قوله:
    فمكثنا كذاك عشرا تباعا في قضاء لديننا واقتضينا قال: أما والله ما قضيتها ذهبا ولا فضة ولا اقتضيتها إياه، فلا عرفكما الله قبيحا فلما بلغ إلى قوله:
    كان ذا في مسيرنا إذ حججنا علم الله فيه ما قد نـوينـا قال: إن ظاهر أمرك ليدل على باطنه، فأرود التفسير، ولئن مت لأموتن معك، أف للدنيا بعدك يا أبا الخطاب فقال له عمر: بل عليها بعدك العفاء يا أبا محمد قال: فلقي الحارث بن خالد ابن أبي عتيق فقال: قد بلغني ما دار بينك وبين ابن أبي ربيعة، فكيف لم تتحللا مني? فقال له ابن أبي عتيق: يغفر الله لك يا أبا عمرو، إن ابن أبي ربيعة يبرىء القرح، ويضع الهناء مواضع النقب، وأنت جميل الخفض. فضحك الحارث بن خالد وقال: حبك الشيء يعمي ويصم . فقال: هيهات أنا بالحسن عالم نظار خبر السواد في ثنيتي عمر وأما خبر السواد في ثنيتي عمر فإن الزبير بن بكار ذكره عن عمه مصعب في خبره: أن امرأة غارت عليه فاعترضته بمسواك كان في يدها فضربت به ثنيتيه فاسودتا.
    وذكر إسحاق الموصلي عن أبي عبد الله المسيبي وأبي الحسن المدائني: أنه أتى الثريا يوما ومعه صديق له كان يصاحبه ويتوصل بذكره في الشعر، فلما كشفت الثريا الستر وأرادت الخروج إليه، رأت صاحبه فرجعت. فقال لها: إنه ليس ممن أحتشمه ولا أخفي عنه شيئا؛ واستلقى فضحك - وكان النساء إذ ذاك يتختمن في أصابعهن العشر - فخرجت إليه فضربته بظاهر كفها، فأصابت الخواتيم ثنيتيه العلييين فنغضتا وكادتا تسقطان، فقدم البصرة فعولجتا له، فثبتتا واسودتا. فقال الحزين الكناني يعيره بذلك - وكان عدوه وقد بلغه خبره -:
    ما بال سنيك أم ما بال كسرهمـا أهكذا كسرا في غير مـا بـاس
    أم نفحة من فتاة كنت تألـفـهـا أم نالها وسط شرب صدمة الكاس قال: ولقيه الحزين الكناني يوما فأنشده هذين البيتين؛ فقال له عمر: اذهب اذهب، ويلك فإنك لا تحسن أن تقول: صوت

    ليت هندا أنجزتنا ما تعد وشفت أنفسنا مما تجـد
    واستبدت مـرة واحـدة إنما العاجز من لا يستبد

    صفحة : 62

    لابن سريج في هذا الشعر رمل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق، وخفيف رمل أيضا في هذه الإصبع وهذا المجرى عن ابن المكي. ولمالك فيه ثقيل أول عن الهشامي. ولمتيم ثاني ثقيل عن ابن المعتز. وذكر أحمد بن أبي العلاء عن مخارق أن خفيف الرمل ليحيى المكي صنعه وحكى فيه لحن هذا الصوت :
    اسلمي يا دار من هند خبر الثريا مع الحارث الملقب بالقباع حدثني علي بن صالح قال حدثني أبو هفان عن إسحاق الموصلي عن رجاله المذكورين: أن الثريا واعدت عمر بن أبي ربيعة أن تزوره، فجاءت في الوقت الذي ذكرته، فصادفت أخاه الحارث قد طرقه وأقام عنده، ووجه به في حاجة له ونام مكانه وغطى وجهه بثوبه، فلم يشعر إلا بالثريا قد ألقت نفسها عليه تقبله، فانتبه وجعل يقول: اغربي عني فلست بالفاسق، أخزاكما الله فلما علمت بالقصة انصرفت. ورجع عمر فأخبره الحارث بخبرها؛ فاغتم لما فاته منها، وقال: أما والله لا تمسك النار أبدا وقد ألقت نفسها عليك. فقال له الحارث: عليك وعليها لعنة الله.
    وأخبرني بهذه القصة الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن يعقوب بن إسحاق الربعي عن الثقة عنه عن ابن جريج عن عثمان بن حفص الثقفي: أن الحارث بن عبد الله زار أخاه، ثم ذكر نحوا من الذي ذكره إسحاق، وقال فيه: فبلغ عمر خبرها، فجاء إلى أخيه الحارث وقال له: جعلت فداءك ما لك ولأمة الوهاب ابنتك ? أتتك مسلمة عليك فلعنتها وزجرتها وتهددتها، وها هي تيك باكية. فقال: وإنها لهي قال: ومن تراها تكون? قال: فانكسر الحارث عنه وعن لومه.
    تزوج الثريا بسهيل في غيبة عمر وما قاله من الشعر في ذلك
    أخبرني علي بن صالح قال حدثني أبو هفان عن إسحاق بن إبراهيم عن جعفر بن سعيد عن أبي سعيد مولى فائد هكذا قال إسحاق، وأخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير قال حدثني جعفر بن سعيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار. ورواه أيضا حماد بن إسحاق عن أبيه عن جعفر بن سعيد فقال فيه: عن أبي عبيدة العماري، ولم يذكر أبا سعيد مولى فائد، قالوا: تزوج سهيل بن عبد العزيز بن مروان الثريا - وقال الزبير: بل تزوجها أبو الأبيض سهيل بن عبد الرحمن بن عوف - فحملت إليه وهو بمصر. والصواب قول من قال: سهيل بن عبد العزيز؛ لأنه كان هناك منزله، ولم يكن لسهيل بن عبد الرحمن هناك موضع. فقال عمر: صوت

    أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
    هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني الغناء للغريض خفيف ثقيل بالبنصر. وفيه لعبد الله بن العباس ثاني ثقيل بالبنصر. وأول هذه القصيدة:
    أيها الطارق الذي قد عناني بعد ما نام سامر الركبـان
    زار من نازح بغير دلـيل يتخطى إلي حتى أتانـي وذكر الرياشي عن ابن زكريا الغلابي عن محمد بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي قال: كان عمر بن أبي ربيعة قد ألح على الثريا بالهوى، فشق ذلك على أهلها، ثم إن مسعدة بن عمرو أخرج عمر إلى اليمن في أمر عرض له، وتزوجت الثريا وهو غائب، فبلغه تزويجها وخروجها إلى مصر، فقال:
    أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان وذكر الأبيات. وقال في خبره: ثم حمله الشوق على أن سار إلى المدينة فكتب إليها:
    كتبت إليك من بلدي كتاب موله كـمـد
    كئيب واكف العينـي ن بالحسرات منفرد
    يؤرقه لهيب الشـو ق بين السحر والكبد
    فيمسك قلـبـه بـيد ويمسح عينـه بـيد وكتبه في قوهية وشنفه وحسنه وبعث به إليها. فلما قرأته بكت بكاء شديدا، ثم تمثلت:
    بنفسي من لا يستقل بنـفـسـه ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع وكتبت إليه تقول:
    أتاني كتاب لم ير الناس مثـلـه أمد بكافور ومسك وعـنـبـر
    وقرطاسه قـوهـية وربـاطـه بعقد من الياقوت صاف وجوهر
    وفي صدره: مني إليك تـحـية لقد طال تهيامي بكم وتـذكـري
    وعنوانه من مسـتـهـام فـؤاده ألى هائم صب من الحزن مسعر

    صفحة : 63

    قال مؤلف هذا الكتاب: وهذا الخبر عندي مصنوع، وشعره مضعف يدل على ذلك، ولكني ذكرته كما وقع إلي.
    قال أبو سعيد مولى فائد ومن ذكر خبره مع الثريا: فمات عنها سهيل أو طلقها، فخرجت إلى الوليد بن عبد الملك وهو خليفة بدمشق في دين عليها، فبينا هي عند أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، إذ دخل عليها الوليد فقال: من هذه? فقالت: الثريا جاءتني، تطلب إليك في قضاء دين عليها وحوائج لها. فأقبل عليها الوليد فقال: أتروين من شعر عمر بن أبي ربيعة شيئا? قالت: نعم، أما إنه يرحمه الله كان عفيفا عفيف الشعر، أروي قوله: صوت

    ما على الرسم بالبلـيين لـو ب ين رجع السـلام أو أجـابـا
    فإلى قصر ذي العشيرة فالصا ئف أمسى من الأنيس يبـابـا
    وبما قد أرى به حـي صـدق ظاهري العيش نعمة وشبابـا
    إذ فؤادي يهوى الرباب وأني ال دهر حتى الممات أنسى الربابا
    وحسانـا جـواريا خـفـرات حافظات عند الهوى الأحسابـا
    لا يكثرن في الحـديث ولا يت بعن ينعقن بالبهام الـظـرابـا فقضى حوائجها وانصرفت بما أرادت منه. فلما خلا الوليد بأم البنين قال لها: لله در الثريا أتدرين ما أرادت بإنشادها ما أنشدتني من شعر عمر? قالت: لا.
    قال: إني لما عرضت لها به عرضت لي بأن أمي أعرابية. وأم الوليد وسليمان ولادة بنت العباس بن جزي بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي.
    <H6 نسبةالأبيات التي أنشدتها الثريا</H6 الغناء في الأبيات التي أنشدتها الثريا الوليد بن عبد الملك لمالك بن أبي السمح خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر. وفيها لابن سريج رمل بالخنصر في مجرى البنصر. وفيها لإبراهيم خفيف ثقيل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكر حبش أيضا أن فيها لابن مسجح خفيف رمل بالوسطى. وذكر عمرو بن بانة أن لابن محرز فيها خفيف ثقيل بالوسطى.
    ومما يغنى فيه من أشعار عمر بن أبي ربيعة التي قالها في الثريا من القصيدة التي أولها من رسولي : صوت

    وتبدت حتى إذا جن قلبي حال دوني ولائد بالثياب
    يا خليلي فأعلما أن قلبي مستهام بربة المحراب الغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو. ومنها: صوت

    أقتليني قتلا سـريعـا مـريحـا لا تكوني علـي سـوط عـذاب
    شف عنها مـحـقـق جـنـدي فهي كالشمس من خلال السحاب الغناء للغريض ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو. ومنها: صوت

    قال لي صاحبي ليعلم ما بي أتحب البتول أخت الرباب
    قلت وجدي بها كوجدك بالما ء إذا منعت برد الشـراب الغناء لمالك رمل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق. ومنها: صوت

    أذكرتني من بهجة الشمس لما برزت من دجنة وسـحـاب
    أزهقت أم نوفل إذ دعـتـهـا مهجتي، ما لقاتلي من متـاب
    حين قالت لها أجيبي فقـالـت من دعاني? قالت أبو الخطاب الغناء للغريض خفيف رمل عن الهشامي وحماد بن إسحاق.
    ومنها: صوت

    مرحبا ثم مرحبا بالتـي قـا لت غداة الوداع عند الرحيل
    للثريا قولي له أنت هـمـي ومنى النفس خاليا وخليلـي الغناء لابن محرز ثقيل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لابن سريج خفيف رمل بالوسطى عن عمرو.
    ومنها: صوت

    زعموا بأن البين بعد غـد فالقلب مما أزمعوا يجف
    تشكو ونشكو ما أشت بنـا كل لوشك البين يعتـرف
    حلفوا لقد قطعوا ببينهـم وحلفت ألفا مثل ما حلفوا الغناء للغريض خفيف ثقيل بالوسطى.
    ومنها: صوت

    فلوت رأسها ضرارا وقالت لا وعيشي ولو رأيتك متـا
    حين آثرت بالمودة غـيري وتناسيت وصلنا ومللـتـا
    قد وجدناك إذ خبرت ملولا طرفا لم تكن كما كنت قلتا

    صفحة : 64

    الغناء لمالك رمل ثقيل أول بالوسطى عن عمرو. وفيه لابن سريج خفيف ثقيل عن الهشامي، وكذا روته دنانير عن فليح، وقد نسب قوم لحن مالك إلى الغريض. ومنها: صوت

    يا خليلي سائلا الأطلالا ومحلا بالروضتين أحالا - ويروى:
    بالبليين إن أحـزن سـؤالا
    وسفاه لولا الصبابة حبسي في رسوم الديار ركبا عجالا
    بعد ما أقفرت من آل الثـريا وأجدت فيها النعاج ظـلالا الغناء لابن سريج هزج خفيف مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لحكم الوادي ثقيل أول من جامع أغانيه. وذكر ابن دينار أن فيه لابن عائشة لحنا لم يذكر طريقته. وذكر إبراهيم أن فيه لدحمان لحنا ولم يجنسه.
    وقال حبش: فيه لإسحاق ثقيل أول بالوسطى.
    عمر والثريا وقد نقلها زوجها إلى الشأم أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا أبو عبد الله التميمي يعني أبا العيناء عن القحذمي عن أبي صالح السعدي قال: لما تزوج سهيل بن عبد العزيز الثريا ونقلها إلى الشأم، بلغ عمر بن أبي ربيعة الخبر، فأتى المنزل الذي كانت الثريا تنزله، فوجدها قد رحلت منه يومئذ، فخرج في أثرها فلحقها على مرحلتين، وكانت قبل ذلك مهاجرته لأمر أنكرته عليه. فلما أدركهم نزل عن فرسه ودفعه إلى غلامه ومشى متنكرا حتى مر بالخيمة، فعرفته الثريا وأثبتت حركته ومشيته، فقالت لحاضنتها: كلميه، فسلمت عليه وسألته عن حاله وعاتبته على ما بلغ الثريا عنه، فاعتذر وبكى، فبكت الثريا، فقالت: ليس هذا وقت العتاب مع وشك الرحيل. فحادثها إلى وقت طلوع الفجر ثم ودعها وبكيا طويلا، وقام فركب فرسه ووقف ينظر إليهم وهم يرحلون، ثم أتبعهم بصره حتى غابوا، وأنشأ يقول:
    يا صاحبي قفا نستخبـر الـطـلـلا عن حال من حله بالأمس ما فعـلا
    فقال لي الربع لما أن وقـفـت بـه إن الخليط أجد البين فـاحـتـمـلا
    وخادعتك النوى حـتـى رأيتـهـم في الفجر يحتث حادي عيسهم زجلا
    لما وقفنا نحييهـم وقـد صـرخـت هواتف البين واستولت بهـم أصـلا
    صدت بعادا وقالت للتـي مـعـهـا بالله لوميه في بعض الذي فـعـلا
    وحدثيه بما حدثـت واسـتـمـعـي ماذا يقول ولا تـعـيي بـه جـدلا
    حتى يرى أن ما قال الـوشـاة لـه فينا لـديه إلـينـا كـلـه نـقـلا
    وعرفيه به كالهزل واحـتـفـظـي في بعض معتبة أن تغضبي الرجلا
    فإن عهدي به والـلـه يحـفـظـه وإن أتى الذنب ممن يكره الـعـذلا
    لو عندنا اغتيب أو نيلت نقـيصـتـه ما آب مغتابه من عـنـدنـا جـذلا
    قلت اسمعي فلقد أبلغت في لطـف وليس يخفى على ذي اللب من هزلا
    هذا أرادت به بـخـلا لأعـذرهـا وقد أرى أنها لن تعـدم الـعـلـلا
    ما سمي القلب إلا مـن تـقـلـبـه ولا الفؤاد فؤادا غـير أن عـقـلا
    أما الحديث الذي قالـت أتـيت بـه فما عبأت بـه إذ جـاءنـي حـولا
    ما إن أطعت بها بالغيب قد علمـت مقالة الكاشح الواشـي إذا مـحـلا
    إني لأرجعه فيها بـسـخـطـتـه وقد يرى أنه قـد غـرنـي زلـلا وهي قصيدة طويلة مذكورة في شعره.
    وفاة الثريا أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري وحبيب بن نصر ومحمد بن خلف بن المرزبان قالوا حدثنا عمر بن شبة قال أخبرنا محمد بن يحيى قال زعم عبيد بن يعلى قال حدثني كثير بن كثير السهمي قال: لما ماتت الثريا أتاني الغريض فقال لي: قل أبيات شعر أنح بها على الثريا فقلت: صوت

    ألا يا عين مالك تدمعينـا أمن رمد بكيت فتكحلينـا
    أم أنت حزينة تبكين شجوا فشجوك مثله أبكى العيونا غنى الغريض في هذين البيتين لحنا من خفيف الثقيل الأول بالوسطى عن عمرو ويحيى المكي والهشامي وغيرهم.
    وفاة عمر بن أبي ربيعة


    صفحة : 65

    أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عبد الجبار بن سعيد المساحقي قال حدثني إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن ثعلبة بن عبد الله بن صعير: أن عمر بن أبي ربيعة نظر في الطواف إلى امرأة شريفة، فرأى أحسن خلق الله صورة، فذهب عقله عليها، وكلمها فلم تجبه، فقال فيها:
    الريح تسحب أذيالا وتنشـرهـا يا ليتني كنت ممن تسحب الريح
    كيما تجر بنا ذيلا فتطـرحـنـا على التي دونها مغبـرة سـوح
    أنى بقربكم أم كيف لـي بـكـم هيهات ذلك ما أمست لنـا روح
    فليت ضعف الذي ألقى يكون بها بل ليت ضعف الذي ألقى تباريح
    إحدى بنيات عمي دون منزلهـا أرض بقيعانها القيصوم والشيح فبلغها شعره فجزعت منه. فقيل لها: اذكريه لزوجك، فإنه سينكر عليه قوله. فقالت: كلا والله لا أشكوه إلا إلى الله. ثم قالت: اللهم إن كان نوه باسمي ظالما فاجعله طعاما للريح. فضرب الدهر من ضربه، ثم إنه غدا يوما على فرس فهبت ريح فنزل فاستتر بسلمة، فعصفت الريح فخدشه غضن منها فدمي وورم به ومات من ذلك.

    أخبار ابن سريج ونسبه
    نسب ابن سريج وشيء من أوصافه
    هو عبيد بن سريج، ويكنى أبا يحيى، مولى بني نوفل بن عبد مناف. وذكر ابن الكلبي عن أبيه وأبي مسكين أنه مولى لبني الحارث بن عبد المطلب.
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان قال: ابن سريج مولى لبني ليث، ومنزله مكة.
    وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال: سألت الحسن بن عتبة اللهبي عن ابن سريج فقال: هو مولى لبني عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وفي بني عائذ يقول الشاعر:
    فإن تصلح فإنك عـائذي وصلح العائذي إلى فساد قال إسحاق: وقال سلمة بن نوفل بن عمارة: ابن سريج مولى عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن نوفل، أو ابن عامر بن الحارث بن نوفل بن عبد مناف.
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز عن أبي أيوب المديني قال: ذكر إبراهيم بن زياد بن عنبسة بن سعيد بن العاص: أن ابن سريج كان آدم أحمر ظاهر الدم سناطا في عينيه قبل، بلغ خمسا وثمانين سنة، وصلع فكان يلبس جمة مركبة، وكان أكثر ما يرى مقنعا، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر.
    وقال ابن الكلبي عن أبيه قال: كان ابن سريج مخنثا أحول أعمش يلقب وجه الباب ، وصلع فكان يلبس جمة، وكان لا يغني إلا مقنعا يسبل القناع على وجهه.
    وقال ابن الكلبي عن أبي وأبي مسكين: كان ابن سريج أحسن الناس غناء، وكان يغني مرتجلا ويوقع بقضيب، وغنى في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومات في خلافة هشام بن عبد الملك.
    قال إسحاق: وكان الحسن بن عتبة اللهبي يروي مثل ذلك فيه. وذكر أن قبره بنخلة قريبا من بستان ابن عامر.
    قال إسحاق وحدثني الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان قال: كان عبيد بن سريج من أهل مكة وكان أحسن الناس غناء. قال إسحاق قال عمارة بن أبي طرفة الهذلي: سمعت ابن جريج يقول: عبيد بن سريج من أهل مكة مولى آل خالد بن أسيد.
    قال إسحاق وحدثني إبراهيم بن زياد عن أيوب بن سلمة المخزومي قال: كان في عين ابن سريج قبل حلو لا يبلغ أن يكون حولا، وغنى في خلافة عثمان رضي الله عنه، ومات بعد قتل الوليد بن يزيد، وكان له صلع في جبهته، وكان يلبس مركبة فيكون فيها أحسن شيء، وكان يلقب وجه الباب ولا يغضب من ذلك، وكان أبوه تركيا.
    وقال أبو أيوب المديني: كان ابن سريج، فيما روينا عن جماعة من المكيين، مولى بني جندع بن ليث بن بكر، وكان إذا غنى سدل قناعه على وجهه حتى لا يرى حوله، وكان يوقع بقضيب وقيل: إنه كان يضرب بالعود، وكانت علته التي مات منها الجذام.
    أنه أول من ضرب بالعود الفارسي
    على الغناء العربي
    قال إسحاق وحدثني أبي قال: أخبرني من رأى عود ابن سريج وكان على صنعة عيدان الفرس، وكان ابن سريج أول من ضرب به على الغناء العربي بمكة. وذلك أنه رآه مع العجم الذين قدم بهم ابن الزبير لبناء الكعبة، فأعجب أهل مكة غناؤهم. فقال ابن سريج: أنا أضرب به على غنائي، فضرب به فكان أحذق الناس.
    أم ابن سريج


    صفحة : 66

    قال إسحاق وذكر الزبيري: أن أم ابن سريج مولاة لآل المطلب يقال لها رائقة ، وقيل: بل أمه هند أخت رائقة، فمن ثم قيل: إنه مولى بني المطلب بن حنطب. وكان ابن سريج بعد وفاة عبد الله بن جعفر قد انقطع إلى الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب أحد بني مخزوم، وكان من سادة قريش ووجوهها. وأخذ ابن سريج الغناء عن ابن مسجح.
    الأشخاص المعدودون أصولا للغناء العربي
    قال إسحاق: وأصل الغناء أربعة نفر: مكيان ومدنيان، فالمكيان: ابن سريج وابن محرز، والمدنيان: معبد ومالك.
    أول شهرة ابن سريج بالغناء
    قال إسحاق: وقال سلمة بن نوفل بن عمارة: أخبرني بذلك من شئت من مشيختنا: أن يوما شهر فيه ابن سريج بالغناء في ختان ابن مولاه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. قال لأم الغلام: خفضي عليك بعض الغرم والكلفة، فوالله لألهين نساءك حتى لا يدرين ما جئت به ولا ما عزمت عليه.
    شهادة هشام بن المربة في ابن سريج قال إسحاق: وسألت هشام بن المرية، وكان قد عمر، وكان عالما بالغناء فلا يبارى فيه، فقلت له: من أحذق الناس بالغناء? فقال لي: أتحب الإطالة أم الاختصار? فقلت: أحب الاختصار الذي يأتي على سؤالي. قال: ما خلق الله تعالى بعد داود النبي عليه الصلاة والسلام أحسن صوتا من ابن سريج، ولا صاغ الله عز وجل أحدا أحذق منه بالغناء، ويدلك على ذلك أن معبدا كان إذا أعجبه غناؤه قال: أنا اليوم سريجي.
    شهادة يونس بن محمد الكاتب فيه قال وأخبرني إبراهيم - يعني أباه - قال: أدركت يونس بن محمد الكاتب فحدثني عن الأربعة: ابن سريج وابن محرز والغريض ومعبد. فقلت له: من أحسن الناس غناء? فقال: أبو يحيى. قلت: عبيد بن سريج? قال نعم. قلت: وكيف ذاك?. قال: إن شئت فسرت لك، وإن شئت أجملت. قلت: أجمل. قال: كأنه خلق من كل قلب، فهو يغني لكل إنسان ما يشتهي.
    شهادة إبراهيم الموصلي فيه أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال قال حماد بن إسحاق: أخبرني أبي عن الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك قال: سألت إبراهيم الموصلي ليلة وقد أخذ منه النبيذ: من أحسن الناس غناء? فقال لي: من الرجال أم من النساء? فقلت: من الرجال. فقال: ابن محرز. قلت: ومن النساء? قال: ابن سريج. ثم قال لي: إن كان ابن سريج إلا كأنه خلق من كل قلب فهو يغني له ما يشتهي شهادة إسحاق الموصلي فيه أخبرني جحظة قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال: أرسلني محمد بن الحسين بن مصعب إلى إسحاق أسأله عن لحنه ولحن ابن سريج في:
    تشكى الكميت الجري لما جهدته أيهما أحسن? فصرت إليه فسألته عن ذلك، فقال لي: يا أبا الحسن، والله لقد أخذت بخطام راحلته فزعزعتها وأنختها وقمت بها فما بلغته. فرجعت إلى محمد بن الحسين فأخبرته؛ فقال: والله إنه ليعلم أن لحنه أحسن من لحن ابن سريج، ولقد تحامل لابن سريج على نفسه، ولكن لا يدع تعصبه للقدماء. وقد أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى هذا الخبر عن أبيه، فذكر نحو ما ذكره جحظة في خبره ولم يقل: أرسلني محمد بن الحسين إلى إسحاق. وقال جحظة في خبره: قال علي بن يحيى: وقد صدق محمد بن الحسين؛ لأنه قلما غني في صوت واحد لحنان فسقط خيرهما، والذي في أيدي الناس الآن من اللحنين لحن إسحاق، وقد ترك لحن ابن سريج، فقل من يسمعه إلا من العجائز المتقدمات ومشايخ المغنين. هذا أو نحوه.
    لحن إسحاق في تشكى الكميت
    مأخوذ من لحن الأبجر في يقولون. أبكاك البيت
    وأخبرني يحيى بن علي قال حدثنا أبو أيوب المديني عن إبراهيم بن علي بن هشام قال: يقولون: إن ابتداء غناء إسحاق الذي في:
    تشكى الكميت الجري لما جهدته أنما أخذه من صوت الأبجر:
    يقولون ما أبكاك والمال غامر نسبة هذا الصوت صوت

    يقولون ما أبكاك والمال غامر عليك وضاحي الجلد منك كنين
    فقلت لهم لا تسألوني وانظروا إلى الطرب النزاع كيف يكون غناه الأبجر ثقيلا أول بالبنصر، عن عمرو ودنانير. وذكر الهشامي أن فيه لعزة المرزوقية ثاني ثقيل بالوسطى.
    مولده ووفاته واشتغاله بالغناء بعد النياحة


    صفحة : 67

    أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال حدثني إبراهيم بن المهدي قال حدثني إسماعيل بن جامع عن سياط قال: كان ابن سريج أول من غنى الغناء المتقن بالحجاز بعد طويس، وكان مولده في خلافة عمر بن الخطاب، وأدرك يزيد بن عبد الملك وناح عليه، ومات في خلافة هشام. قال: وكان قبل أن يغني نائحا ولم يكن مذكورا، حتى ورد الخبر مكة بما فعله مسرف بن عقبة بالمدينة، فعلا على أبي قبيس وناح بشعر هو اليوم داخل في أغانيه، وهو:
    يا عين جودي بالدموع السفـاح وابكي على قتلى قريش البطاح فاستحسن الناس ذلك منه، وكان أول من ندب به.
    قال ابن جامع: وحدثني جماعة من شيوخ أهل مكة أنهم حدثوا: أن سكينة بنت الحسين بعثت إلى ابن سريج بشعر أمرته أن يصوغ فيه لحنا يناح به، فصاغ فيه، وهو الآن داخل في غنائه. والشعر:
    يا أرض ويحك أكرمي أمواتي فلقد ظفرت بسادتي وحماتي فقدمه ذلك عند أهل الحرمين على جميع ناحة مكة والمدينة والطائف.
    قال وحدثني ابن جامع وابن أبي الكنات جميعا: أن سكينة بعثت إليه بمملوك لها يقال له عبد الملك، وأمرته أن يعلمه النياحة، فلم يزل يعلمه مدة طويلة، ثم توفي عمها أبو القاسم محمد بن الحنفية، وكان ابن سريج عليلا علة صعبة فلم يقدر على النياحة. فقال لها عبدها عبد الملك: أنا أنوح لك نوحا أنسيك به نوح ابن سريج. قالت: أو تحسن ذاك? قال نعم. فأمرته فناح؛ فكان نوحه في الغاية من الجودة، وقال النساء: هذا نوح غريض؛ فلقب عبد الملك الغريض. وأفاق ابن سريج من علته بعد أيام وعرف خبر وفاة ابن الحنفية، فقال لهم: فمن ناح عليه? قالوا: عبد الملك غلام سكينة. قال: فهل جوز الناس نوحه? قالوا: نعم وقدمه بعضهم عليك. فحلف ابن سريج ألا ينوح بعد ذلك اليوم، وترك النوح وعدل إلى الغناء، فلم ينح حتى ماتت حبابة، وكانت قد أخذت عنه وأحسنت إليه فناح عليها، ثم ناح بعدها على يزيد بن عبد الملك، ثم لم ينح بعده حتى هلك.
    قال: ولما عدل ابن سريج عن النوح إلى الغناء عدل معه الغريض إليه، فكان لا يغني صوتا إلا عارضه فيه.
    ابن سريج وعطاء بن أبي رباح
    أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال: حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي وأنا حاضر أن يحيى المكي حدثه أن عطاء بن أبي رباح لقي ابن سريج بذي طوى، وعليه ثياب مصبغة وفي يده جرادة مشدودة الرجل بخيط يطيرها ويجذبها به كلما تخلفت؛ فقال له عطاء: يا فتان، ألا تكف عما أنت عليه كفى الله الناس مئونتك. فقال ابن سريج: وما على الناس من تلويني ثيابي ولعبي بجرادتي? فقال له: تفتنهم أغانيك الخبيثة. فقال له ابن سريج: سألتك بحق من تبعته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك، إلا ما سمعت مني بيتا من الشعر، فإن سمعت منكرا أمرتني بالإمساك عما أنا عليه. وأنا أقسم بالله وبحق هذه البنية لئن أمرتني بعد استماعك مني بالإمساك عما أنا عليه لأفعلن ذلك. فأطمع ذلك عطاء في ابن سريج، وقال: قل. فاندفع يغني بشعر جرير:
    صوت

    إن الذين غدوا بلبك غـادروا وشلا بعينك لا يزال معينـا
    غيضن من عبراتهن وقلن لي ماذا لقيت من الهوى ولقينـا - لحن ابن سريج هذا ثقيل أول بالوسطى عن ابن المكي والهشامي، وله أيضا فيه رمل. ولإسحاق فيه رمل آخر بالوسطى. وفيه هزج بالوسطى ينسب إلى ابن سريج والغريض - قال: فلما سمعه عطاء اضطرب اضطرابا شديدا ودخلته أريحية، فحلف ألا يكلم أحدا بقية يومه إلا بهذا الشعر، وصار إلى مكانه من المسجد الحرام؛ فكان كل من يأتيه سائلا عن حلال أو حرام أو خبر من الأخبار، لا يجيبه إلا بأن يضرب إحدى يديه على الأخرى وينشد هذا الشعر حتى صلى المغرب، ولم يعاود ابن سريج بعد هذا ولا تعرض له.
    ابن سريج ويزيد ابن عبد الملك
    أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه، وأخبرني الحسن بن علي قال حدثني الفضل بن محمد اليزيدي قال حدثني إسحاق عن ابن جامع عن سياط عن يونس الكاتب قال: لما قال عمر بن أبي ربيعة:

    صفحة : 68


    نظرت إليها بالمحصب من منى ولي نظر لولا التحرج عـارم غنى فيه ابن سريج.
    قال: وحج يزيد بن عبد الملك في تلك السنة بالناس، وخرج عمر بن أبي ربيعة ومعه ابن سريج على نجيبين رحالتاهما ملبستان بالديباج، وقد خضبا النجيبين ولبسا حلتين، فجعلا يتلقيان الحاج ويتعرضان للنساء إلى أن أظلم الليل، فعدلا إلى كثيب مشرف والقمر طالع يضيء، فجلسا على الكثيب، وقال عمر لابن سريج: غنني صوتك الجديد؛ فاندفع يغنيه، فلم يستتمه إلا وقد طلع عليه رجل راكب على فرس عتيق، فسلم ثم قال: أيمكنك - أعزك الله - أن ترد هذا الصوت? قال: نعم ونعمة عين، على أن تنزل وتجلس معنا. قال: أنا أعجل من ذلك، فإن أجملت وأنعمت أعدته وليس عليك من وقوفي شيء ولا مئونة، فأعاده. فقال له: بالله أنت ابن سريج? قال نعم. قال: حياك الله وهذا عمر بن أبي ربيعة? قال نعم. قال: حياك الله يا أبا الخطاب فقال له: وأنت فحياك الله قد عرفتنا فعرفنا نفسك. قال: لا يمكنني ذلك. فغضب ابن سريج وقال: والله لو كنت يزيد بن عبد الملك لما زاد. فقال له: أنا يزيد بن عبد الملك. فوثب إليه عمر فأعظمه، ونزل ابن سريج إليه فقبل ركابه؛ فنزع حلته وخاتمه فدفعهما إليه، ومضى يركض حتى لحق ثقله. فجاء بهما ابن سريج إلى عمر فأعطاه إياهما، وقال له: إن هذين بك أشبه منهما بي. فأعطاه عمر ثلثمائة دينار وغدا فيهما إلى المسجد، فعرفهما الناس وجعلوا يتعجبون ويقولون: كأنهما والله حلة يزيد بن عبد الملك وخاتمه، ثم يسألون عمر عنهما فيخبرهم أن يزيد بن عبد الملك كساه ذلك.
    وأخبرني بهذا الخبر جعفر بن قدامة أيضا قال وحدثني ابن عبد الله بن أبي سعيد قال حدثني علي بن الصباح عن ابن الكلبي قال: غناء ابن سريج في طريق الحاج
    ووقفه الناس بحسن غنائه
    حج عمر بن أبي ربيعة في عام من الأعوام على نجيب له مخضوب بالحناء مشهر الرحل بقراب مذهب، ومعه عبيد بن سريج على بغلة له شقراء، ومعه غلامه جناد يقود فرسا له أدهم أغر محجلا، وكان عمر بن أبي ربيعة يسميه الكوكب في عنقه طوق ذهب - وجناد هذا هو الذي يقول فيه: صوت

    فقلت لجناد خذ السيف واشـتـمـل عليه برفق وارقب الشمس تغـرب
    وأسرج لي الدهماء واعجل بممطري ولا تعلمن خلقا من الناس مذهبـي الغناء لزرزر غلام المارقي خفيف ثقيل وهو أجود صوت صنعه - قال: ومع عمر جماعة من حشمه وغلمانه ومواليه وعليه حلة موشية يمانية، وعلى ابن سريج ثوبان هرويان مرتفعان، فلم يمروا بأحد إلا عجب من حسن هيئتهم، وكان عمر من أعطر الناس وأحسنهم هيئة، فخرجوا من مكة يوم التروية بعد العصر يريدون منى، فمروا بمنزل رجل من بني عبد مناف بمنى قد ضربت عليه فساطيطه وخيمه، ووافى الموضع عمر فأبصر بنتا للرجل قد خرجت من قبتها، وستر جواريها دون القبة لئلا يراها من مر. فأشرق عمر على النجيب فنظر إليها، وكانت من أحسن النساء وأجملهن. فقال لها جواريها: هذا عمر بن أبي ربيعة. فرفعت رأسها فنظرت إليه، ثم سترتها الجواري وولائدها عنه وبطن دونها بسجف القبة حتى دخلت. ومضى عمر إلى منزله وفساطيطه بمنى، وقد نظر من الجارية إلى ما تيمه ومن جمالها إلى ما حيره، فقال فيها:
    نظرت إليها بالمحصب مـن مـنـى ولي نظر لولا الـتـحـرج عـارم
    فقلت أشمس أم مـصـابـيح بـيعة بدت لك خلف السجف أم أنت حالـم
    بعيدة مهوى القرط إمـا لـنـوفـل أبوها وإما عبد شـمـس وهـاشـم
    ومد عليها السجـف يوم لـقـيتـهـا على عجل تبـاعـهـا والـخـوادم
    فلم أستطعها غير أن قـد بـدا لـنـا على الرغم منها كفها والمعـاصـم
    معاصم لم تضرب على البهم بالضحى عصاها ووجه لم تلحه الـسـمـائم
    نضـير تـرى فـيه أسـاريع مـائه صبيح تغاديه الأكـف الـنـواعـم
    إذا ما دعت أترابها فاكتـنـفـنـهـا تمايلن أو مالت بـهـن الـمـآكـم
    طلبن الصبا حتى إذا مـا أصـبـنـه نزعن وهن المسلمات الـظـوالـم

    صفحة : 69

    ثم قال عمر لابن سريج: يا أبا يحيى، إني تفكرت في رجوعنا مع العشية إلى مكة مع كثرة الزحام والغبار وجلبة الحاج فثقل علي، فهل لك أن نروح رواحا طيبا معتزلا، فنرى فيه من راح صادرا إلى المدينة من أهلها، ونرى أهل العراق وأهل الشأم ونتعلل في عشيتنا وليلتنا ونستريح? قال: وأنى ذلك يا أبا الخطاب? قال: على كثيب أبي شحوة المشرف على بطن يأجج بين منى وسرف، فنبصر مرور الحاج بنا ونراهم ولا يرونا. قال ابن سريج: طيب والله يا سيدي. فدعا بعض خدمه فقال: اذهبوا إلى الدار بمكة، فاعلموا لنا سفرة واحملوها مع شراب إلى الكثيب، حتى إذا أبردنا ورمينا الجمرة صرنا إليكم - قال: والكثيب على خمسة أميال من مكة مشرف على طريق المدينة وطريق الشأم وطريق العراق، وهو كثيب شامخ مستدق أعلاه منفرد عن الكثبان - فصارا إليه فأكلا وشربا. فلما انتشيا أخذ ابن سريج الدف فنقره وجعل يغني وهم ينظرون إلى الحاج. فلما أمسيا رفع ابن سريج صوته يغني في الشعر الذي قاله عمر، فسمعه الركبان فجعلوا يصيحون به: يا صاحب الصوت أما تتقي الله قد حبست الناس عن مناسكهم فيسكت قليلا، حتى إذا مضوا رفع صوته وقد أخذ فيه الشراب فيقف آخرون، إلى أن مرت قطعة من الليل، فوقف عليه في الليل رجل على فرس عتيق عربي مرح مستن فهو كأنه ثمل، حتى وقف بأصل الكثيب وثنى رجله على قربوس سرجه، ثم نادى: يا صاحب الصوت، أيسهل عليك أن ترد شيئا مما سمعته. قال: نعم ونعمة عين، فأيها تريد? قال: تعيد علي:
    ألا يا غراب البين مالك كلمـا نعبت بفقدان علـي تـحـوم
    أبالبين من عفراء أنت مخبري عدمتك من طير فأنت مشوم - قال: والغناء لابن سريج - فأعاده، ثم قال له ابن سريج: ازدد إن شئت. فقال: غنني:
    أمسلم إنـي يابـن كـل خـلـيفة ويا فارس الهيجا ويا قمر الأرض
    شكرتك إن الشكر حبل من التقـى وما كل من أقرضته نعمة يقضي
    ونوهت لي باسمي وما كان خاملا ولكن بعض الذكر أنبه من بعض فغناه، فقال له: الثالث ولا أستزيدك. فقال: قل ما شئت. فقال: تغنيني
    يا دار أقوت بالجزع فالكثب بين مسيل العذيب فالرحـب
    لم تتقنع بفضـل مـئزرهـا دعد ولم تسق دعد في العلب فغناه. فقال له ابن سريج: ابقيت لك حاجة? قال: نعم، تنزل إلي لأخاطبك شفاها بما أريد. فقال له عمر: انزل إليه، فنزل. فقال له: لولا أني أريد وداع الكعبة وقد تقدمني ثقلي وغلماني لأطلت المقام معك ولنزلت عندكم، ولكني أخاف أن يفضحني الصبح، ولو كان ثقلي معي لما رضيت لك بالهوينى، ولكن خذ حلتي هذه وخاتمي ولا تخدع عنهما، فإن شراءهما ألف وخمسمائة دينار. وذكر باقي الخبر مثل ما ذكره حماد بن إسحاق.
    نسبة ما في هذا الخبر من الأغاني صوت

    نظرت إليها بالمحصب من منـى ولي نظر لولا التـحـرج عـارم
    فقلت أشمس أم مصـابـيح بـيعة بدت لك خلف السجف أم أنت حالم
    بعيدة مهوى القرط إما لـنـوفـل أبوها وإما عبد شمـس وهـاشـم الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لمعبد ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لابن سريج رمل بالسبابة في مجرى البنصر عنه. وقد نسب في مواضع من هذا الكتاب.
    صوت

    ألا يا غراب البين مالك كلمـا نعبت بفقدان علـي تـحـوم
    أبا لبين من عفراء أنت مخبري عدمتك من طير فأنت مشـوم الشعر لقيس بن ذريح، وقيل: إنه لغيره. والغناء لابن سريج رمل بالوسطى عن الهشامي.
    صوت

    أمسلم إنـي يابـن كـل خـلـيفة ويا فارس الهيجا ويا قمر الأرض
    شكرتك إن الشكر حبل من التقـى وما كل من أوليته نعمة يقضـي
    ونوهت لي باسمي وما كان خاملا ولكن بعض الذكر أنبه من بعض الشعر لأبي نخيلة الحماني. والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى، وقد أخرج هذا الصوت مع سائر أخبار أبي نحيلة في موضع آخر.
    إجلال المغنين له وعلو كعبه
    في صنعة الغناء


    صفحة : 70

    حدثني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن سلام الجمحي قال حدثني عمر بن أبي خليفة قال: كان أبي نازلا في علو، فكان المغنون يأتونه. قال فقلت: فأيهم كان أحسن غناء? قال: لا أدري، إلا أني كنت أراهم إذا جاء ابن سريج سكتوا.
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني الزبيري - يعني عبد الله بن مصعب - عن عمرو بن الحارث، قال إسحاق: وحدثنيه المدائني ومحمد بن سلام عن المحرز بن جعفر عن عمر بن سعد مولى الحارث بن هشام قال: خرج ابن الزبير ليلة إلى أبي قبيس فسمع غناء، فلما انصرف رآه أصحابه وقد حال لونه، فقالوا: إن بك لشرا. قال: إنه ذاك. قالوا: ما هو? قال: لقد سمعت صوتا إن كان من الجن إنه لعجب، وإن كان من الإنس فما انتهى منتهاه شيء قال: فنظروا فإذا هو ابن سريج يتغنى: صوت

    أمن رسم دار بوادي غـدر لجارية من جواري مضر
    خدلجة الساق مـمـكـروة سلوس الوشاح كمثل القمر
    تزين النساء إذا مـا بـدت ويبهت في وجهها من نظر الشعر ليزيد بن معاوية. الغناء لابن سريج رمل بالبنصر عن يونس وحبش.
    قال إسحاق: وذكر المدائني في خبره أن عمر بن عبد العزيز مر أيضا فسمع صوت ابن سريج وهو يتغنى:
    بت الخليط قوى الحبل الذي قطعوا فقال عمر: لله در هذا الصوت لو كان بالقرآن قال المدائني: وبلغني من وجه آخر أنه سمعه يغني:
    قرب جيراننا جـمـالـهـم ليلا فأضحوا معا قد ارتفعوا
    ما كنت أدري بوشك بينهـم حتى رأيت الحداة قد طلعوا فقال هذه المقالة.
    نسبة هذين الصوتين صوت

    بت الخلطي قوى الحبل الذي قطعوا إذ ودعوك فولوا ثم ما رجـعـوا
    وآذنوك ببـين مـن وصـالـهـم فما سلوت ولا يسليك ما صنعـوا
    يابن الطويل وكم آثرت من حسـن فينا وأنت بما حملت مضـطـلـع
    نحظى ونبقى بخير ما بقيت لـنـا فإن هلكت فما في ملجأ طـمـع الشعر للأحوص. والغناء لابن سريج رمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق وذكر حبش أن فيه رملا بالوسطى عن الهشامي.
    نسبة الصوت الآخر صوت

    قرب جيراننا جـمـالـهـم ليلا فأضحوا معا قد ارتفعوا
    ما كنت أدري بوشك بينهـم حتى رأيت الحداة قد طلعوا
    على مصكين من جمالـهـم وعنتريسين فيهما خـضـع
    يا قلب صبرا فإنـه سـفـه بالحر أن يستفزه الـجـزع الغناء لابن سريج ثقيل اول من أصوات قليلة الأشباه عن إسحاق. وفيه رمل في مجرى الوسطى ذكره إسحاق ولم ينسبه إلى أحد، وذكر أيضا فيه خفيف رمل بالسبابة في مجرى الوسطى ولم ينسبه. وذكر الهشامي أن الرمل للغريض وخفيف الرمل لابن المكي وذكرت دنانير والهشامي فيه لمعبد ثاني ثقيل. وذكر عمرو بن بانة أن الثقيل الأول للغريض. وذكر عبد الله بن موسى أن لحن ابن - سريج خفيف ثقيل.
    عدد الأصوات التي غنى فيها
    أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثني يوسف بن إبراهيم قال: حضرت أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي وعنده إسحاق الموصلي، فقال إسحاق: غنى ابن سريج ثمانية وستين صوتا. فقال له أبو إسحاق: ما تجاوز قط ثلاثة وستين صوتا. فقال بلى. ثم جعلا ينشدان أشعار الصحيح منها حتى بلغا ثلاثة وستين صوتا وهما يتفقان على ذلك، ثم أنشد إسحاق بعد ذلك أشعار خمسة أصوات أيضا.
    فقال أبو إسحاق: صدقت، هذا من غنائه، ولكن لحن هذا الصوت نقله من لحنه في الشعر الفلاني، ولحن الثاني من لحنه الفلاني، حتى عد له الخمسة الأصوات. فقال له إسحاق: صدقت. ثم قال له إبراهيم: إن ابن سريج كان رجلا عاقلا أديبا، وكان يغني الناس بما يشتهون، فلا يغنيهم صوتا مدح به أعداؤهم ولا صوتا عليهم فيه عار أو غضاضة، ولكنه يعدل بتلك الألحان إلى أشعار في أوزانها، فالصوتان واحد لا ينبغي أن نعدهما اثنين عند التحصيل منا لغنائه، فصدقه إسحاق. فقال له إبراهيم: فأيها أولى عندك بالتقدمة? فقال:

    صفحة : 71


    وإذا ما عثرت في مرطـهـا نهضت باسمي وقالت يا عمر فقال له إبراهيم: أحسبك يا أبا محمد - متعت بك - ما أردت إلا مساعدتي. فقال: لا، والله ما إلى هذا قصدت، وإن كنت أهوى كل ما قربني من محبتك.
    فقال له: هذا أحب أغانيه إلي، وما أحسبه في مكان أحسن منه عندي، ولا كان ابن سريج يتغناه أحسن مما يتغناه جواري، ولئن كان كذلك فما هو عندي في حسن التجزئة والقسمة وصحتهما مثل لحنه في: صوت من المائة لمختارة من رواية جحظة
    حييا أم يعـمـــرا قبل شحط من النوى
    أجمع الحي رحـلة ففؤادي كذى الأسى
    قلت لا تعجلوا الروا ح ف
    avatar
    ناصر


    عدد المساهمات : 3
    نقاط : 3
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009

    الاغاني للاصفهاني6 Empty رد: الاغاني للاصفهاني6

    مُساهمة  ناصر الأحد يناير 03, 2010 12:18 am

    ممتاز انك حطيت الكتاب ده علي المنتدي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 5:12 pm