مختـارات شعـرية
حـَان
صَرخَـة
تَحُطُّ – فِي الصَّبَاحِ – فَوقَ شُبَّاكِي.
أهُشُّـهَا:
تَحُطُّ فَوْقَ شَـعْرِي:
أهُشُّـهَا:
تَحُطُّ فِي قَلْبِي.
أقُـول:
حَـانَ مَوْعِدِي المَرِيـر.
قَتيــلاَ
عَلَى خَاصِرَة الأرْضِ، أمضِي
جَمِيـلاَ.
كَفَّاي : فَارِغَتَـان.
قَلْبِي : شَاسِعٌ لِلطَّعْنَةِ المُفَاجِئَـة.
فَكُلُّ شَيْءٍ يُشْبِه الشَّبَقَ المُرَاوِغَ : لِي.
وَلِي : شَجَرٌ أُعَلِّمُه الكِتَابَةَ وَالغِنَاء.
ثُم
أمْضِي عَنْه
- عَلَى خَاصِرَةِ الأرْض -
قَتِيــلاَ.
عَــاريا
عَارِيــاً:
أصُوغُ ذَاكِرَةً جَدِيدَة.
أدُسُّ فِيهَا مَن سَيُقْتَلُون فِي الصَّبَاح،
وَمَا تَيَسَّرَ مِن نِسَاءٍ حَامِضَات،
مَا سَيَسْقُطُ فِي يَدِي مِن شَائِعَات،
وَكُوبَ شَايٍ بَارِدٍ، وَأقْلاَمَ رَصَاصٍ، وَسَجَائِر،
وَصُرَاخَ طُيُورِ البَحْر،
وَسُفُنًا غَرْقَى، وَسَبَايَا،
وَخِنْجَرًا
لِلَحْظَةِ الصِّفْرِ البَعِيدَة.
عَارِيًا:
أصُوغُ لِي جَهَنَّمَ الجَدِيدَة.
لِـي
فِي اللَّيْلِ:
يَنْبُتُ لِي جَنَاحٌ مِن غُبَار.
أسْقِيهِ زُرْقَتِي،
وَأنسَلُّ خَفِيفَا.
لِي، فِي الفَضَاءِ: بَيْتٌ
بِلاَ جدَار.
وَلِي، فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ: نَهَار.
لِي: مَا لَيْسَ لِي.
وَلِي: حَشْدٌ مِنَ الأشْيَاءِ يُشْعِلُنِي،
يُتَوِّجُنِي إلَهًا،
أو خَرِيفَا.
وفِي الصَّبَـاح:
أبْتَنِي بَيْتَ الفَرَار.
حُطــام
مَاجَت – هُنَيْهَةً – وفَرَّت.
وَفِي يَدِي :
رَمَادُهَا اسْـتَلْقَى، وَنَـام.
لاَ طَائِرُ النِّسْـيَانِ يَأتِينِي،
وَلاَ تُوَاتِي طَعْنَةُ السَّــلاَم.
فِي انْتِصَافٍ آسِـنٍ : ألُوب.
مِثْلَمَا حَجَرٌ عَلَى زَمَنٍ،
نُعَاسٌ فَوقَ غَابَاتِ الكَلاَم.
فَرَّت.
وَفِي يَدِي :
شَـبَّ الحُطَام.
نهايــة
كُنْتُ فِي الصَّبَاحِ حَجَـرًا،
أو شَـجَرَة.
أمشِـي،
وَخَلْفِي تَرْكُضُ الفُصُول.
لاَ الشَّمْسُ سَـيِّدَتِي وَسَرْجِي،
وَلاَ سَرِيرِي وَرْدَة الأُفُـول.
أمشِـي،
فَتَنْهَارُ خَلْفِي سَمَاوَاتٌ كَسِيرَة،
وَتَصْعَدُ مِن غُبَـارِي:
فَرَاشَةٌ مَنْحَسِرَة.
وَفِي المَسَاء:
أقْتَفِي نِهَايَتِي المُنتَظـرَة.
هُطُــول
لَحْظَةٌ آفِلَـة.
أنْسَلُّ مِنْهَا رَشِيـقَا:
غَيْمَـةً،
أو حَجَـرَا.
أمضِي إلَى لَحْظَةٍ قَاتِلَـة.
وَأصْنَعُ مِن جَسَدِي لَهَا:
مِعْوَلاً،
أو طَرِيقَا
لأهْطِلَ فِي اللَّحْظَةِ الفَاصِلَـة:
زُرْقَـةً،
أو
شَـجَرَا.
مَرتــان
كَانَ الصَّمْتُ شَاهِدَا.
فَتَحْتُ البَابَ،
وَانزَلَقْتُ صَـاعِدَا
إلَى سَحَابَةٍ عَابِرَة.
كَانَ الصَّمْتُ شَـاهِدَا.
هَطَلْتُ مَرَّتَين:
أحجَارًا مِنَ الدُّخَـان،
مَا ابتَلَلت.
مَرَّتَيْن : أسْرَابًا مِنَ الذِّكْرَى الخَبِيثَة،
مَا ابتَلَلْت.
فَتَحْتُ البَابَ،
وَانزَلَقْت
عَائِـدَا.
مُضِيــئَا
أمشِي عَلَى حَدِّ انتِصَافِ اللَّيـل:
صَاخِبًا،
جَرِيئَا.
وَلِي قَدَمَانِ تَخْتَرِعَانِ مَا أشَاءُ مِن دُرُوب.
تَحْفُرَانِ لِي – فِي كُلِّ خُطْوَةٍ –
مَفَـازَةً،
أو هَاوِيَـة.
وَتُغْمِضَانِ العَيْن،
كَيْ أهْـوِي،
عَلَى حَدِّ انتِصَافِ الوَيْل،
ضَاحِكًا،
مُضِيـئَا.
مرأة الظِّل.. مرأة.. لي
تَجِيءُ فِي انتِصَافِهَا.
تَرْمِي ظَهِيرَتَهَا
عَلَىْ.
جَسَدٌ مِن لاَرِنْج.
وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ طَاعَةً قَرَوِيَّة.
شَهْوَةٌ مِن شُهُب.
وَسِبْعٌ وَثَلاَثُونَ أُمُومَةً مَنْزِلِيَّة.
لأصَابِعِهَا طَعْمُ الصَّبَاح.
وَلَهَا لَيْلٌ يَجْهَلُ الظُّلْمَة.
لَيْلٌ لَه شُمُوسٌ صَغِيرَة.
فَضَاءٌ مِن شُمُوسٍ وَاخِزَة.
وَحَقلٌ مِن وُعُولٍ نَائِمَة.
مَن يُوقِظُهَا؟
ظَهِيرَةٌ جَارِحَة.
وَذَاكِرَةٌ تَحْتَلُّ مَرأةً فَادِحَة.
مَن يُحَرِّرُهَا؟
تَنْفَتِحُ لِي :
غَابَةً مِن عَصَافِيرَ وَتُوتٍ أحْمَر.
آكُلُهَا.
لاَ أشْبَعُ وَلاَ تَنْفَد.
فَآكُلَهَا.
تَقْضُمُنِي.
فَأكْتَمِـل.
تَأوِي طُيُورُهَا إلَيْ.
أُطْلِقُهَا.
فَوْقِي كَسَمَاءٍ
أو
صَاعِقَـة.
مَرْأةُ ظِل.
آوِي إلَيْهَا فِي القَيْلُولَة.
" فِي السِّر،
عَتَّقْتُ لَكَ أُنُوثَتِي.
وَأخْفَيْتُهَا
حتَّى
عَنِّي".
تَنَامُ فِي جَسَدِي
مَوْجَةً مِن لَيْمُونٍ وَزَعْفَرَان.
لاَ أُوقِظُهَا.
حِينَ تَصْحُو،
تُبِيحُنِي لِوُعُولِهَا وَطُيُورِهَا؛
أكْتَشِفُ بِحَارًا لِي وَسَمَاوَات.
مَرْأةٌ لِيقِينٍ وَحِيد:
أنَــا
رَجُلٌ لِظَهِيرَةٍ وَحِيدَة:
هِـي
عَلَى بَابِي،
تَخْلَعُ قَبَائِلَهَا الصَّدِئَة،
وَظَلاَمَهَا القَدِيم،
وَأسْلاَكَهَا الشَّائِكَة.
مَخْفُورَةً
بِقُطْعَانِ مَاعِزٍ جَبَلِي،
وَأسْرَابِ بَطٍّ بَرِّي،
تَلْتَهِمُ فِي الصَّمْت أعشَابِيَ اليَتِيمَة.
لَيْسَت امرَأة.
هِيَ وَقْت:
وَقْتِي
كَمَوْجَةٍ تَمْضِي
وَمَوْجَةٍ تَجِيء.
وَأنَا أطْفُو فِيهَا غَرِيقَا.
مِن أيْنَ جَاءنِي
البَلَل؟
أعضَاؤُهَا شَجَرُ القَطِيفَة.
وَلَهَا فَرَاشَاتٌ تَحُطُّ عَلَى سُرَّتِي؛
فَرَاشَاتٌ مِن مَطَرٍ بُرْتُقَالِي.
تَحْتِي:
كَمَوْجَةٍ تَهِمُّ بِالطَّيَرَان.
لَجَسَدِهَا طَعْمُ القَيْلُولَةِ القَدِيمَة.
أنَامُ فِيهَا،
وَأهُشُّ اليَقَظَـة.
صَوْتُهَا مَطَرٌ لَيْلِيٌّ عَلَى بَدَنِي.
يُبَلِّلُنِي،
وَلاَ يُرْوِي عَطَشِي.
ثَدْيَاهَا قَطِيعٌ نَافِرٌ يَنَامُ فِي يَدِي.
أوقِظُه يَطْعَنُنِي،
وَيَهْبِطُنِي،
وَيَمْضِي.
نَهَارُهَا لِي.
لَيْلُهَا لِكَائِنَاتٍ بَائِدَة.
أنَامُ فِيهَا وَاحِدًا وَأربَعِينَ تَعَبًا،
وَيَأسَيْن،
وَثَلاَثَةَ انطِفَاءَات.
أصْحُو شَجَرَةً لَهَا صَهِيل.
"عِنْدَمَا تَخْرُجُ مِنِّي،
يَحْزَنُ جَسَدِي".
تَمُدُّ يَدَهَا.
تَرْفَعُ السَّمَاءَ عَنِّي لأعْلَى،
لأعْلَى.
تَفتَحُ كُوَّةً،
تَقُول:
صَبَاح الخَيْر.
تَخْرُجُ مِنِّي،
يُصْبِحُ جَسَدِي يَتِيمَا،
يَفْتَحُ سُرَادِقَاتِه لِلْعَزَاء.
تَتَّسِعُ لِي، كُلَّمَا هَمَمْت.
وَمِن فُرْجَةِ الشُّبَّاكِ المُوَارَب،
تُطِلُّ سَمَاءٌ صَغِيرَة.
" لَم تُسْقِط الرِّيحُ سِوَى
أوْرَاقِيَ الذَّابِلَة.
لَم تَأخُذ الظُّلْمَةُ غَيْر ظِلِّي.
هَكَذَا،
بَقَيْتُ سِرِّيَّةً:
أنْتَظِرُك".
تَمْضِي إلَى الشَّاي، فِي المَطْبَخِ، عَارِيَة.
تَنْسَى، عَلَى السَّرِيرِ، رَائِحَتَهَا،
وَدِفْئَهَا،
وَالمُلاَءَةَ المَبْلُولَة.
تَنْسَى، فِي جَسَدِي، جَسَدَهَا.
مَرأة
تَخْتَصِر
سَبْعَةَ آلافِ سَنَةٍ
مِن نِسَاء.
رَجُلٌ
وَحْده.
عَلَى هَاوِيَةٍ
يَلْتَقِيَان.
تنحدر صخور الوقت إلى الهاوية
لاَ.. لاَ شَـيء
مَا الوَقْتُ الآن
كَانَ الأُفْقُ يَنَامُ عَلَى خَاصِرَةِ الأرْضِ، فَيُوصِدُ فِي وَجْهِ طُيُورِ البَحْرِ شَبَابِيكَ التَّرحَال.
أكَانَ الصَّيْفُ إذِ انْتَصَفَ الزَّمَنُ الوَاعِدُ فِي جَسَدَيْنَا.. فَاشْتَعَلاَ، أم أنَّ غُيُومَ النَّوْمِ انْفَلَتَت فِي الطُّرقَات.
أتَذْكُر
حَقًّـا..
لكِنَّ قَلِيلاً مِن ثَرْثَرَةِ اللَّيْلِ تُزِيلُ عَنِ القَلْبِ هُمُومَ اليَوم.
هَل يُمْكِنُ حَقًّا لِقَلِيلٍ مِن ثَرْثَرَةِ اللَّيْل
أن يُصْلِحَ مَا أفْسَدَه اليَوم؟
تَنْعَقِدُ الكَلِمَاتُ دُخَانًا يَتَكَاثَفُ
يَصَّاعَدُ حَتَّى يَصْدِمَه السَّقْفُ فَيَرْتَد
تَصْدِمَه الأرْضُ فَيَرْتَد
يَتَصَادَمُ بِالجُدْرَان
يَتَحَرَّشُ بِزُجَاجِ الشُّبَّاكِ المَوصُود، فَيَنْحَل
يَـذُوب.
يَتَكَثَّفُ قَطَرَاتٍ تَجْرِي في المُنْحَدَرَاتِ إلَى البَالُوعَات.
كَانَ الأفْقُ يَنَامُ، فَتَصْحُو الأشْيَاءُ اللَّيْلِيَّةٌ وَالثِّيرَانُ الوَحْشِيَّةُ وَطَنِينُ الأرضِ يُدَوِّمُ فِي السَّاحَاتِ المَهْجُورَةِ كَانَ الصَّيْفُ جَمِيلاً حِينَ رَكَضْنَا لِلْبَحْرِ العَسَسُ المُنْتَشِرُونَ بِلاَ ظِلٍّ وَرَذَاذُ الضَّوْءِ المَائِيِّ يُلَوِّنُ خَطَّ الجَسَدِ الْبَحْر الثِّيرَانُ الْوَحْشِيَّةُ فِي رَقْدَتِهَا تَتَمَلْمَلُ وَالأفْقُ عَلَى خَاصِرَةِ الأرْضِ يَنَـام.
قُلْ لِي
هَل ألْقَاهَا ثَانِيَةً،
أم يُوغِلُ هَذَا اللَّيْلُ بِلاَ شُطْـآن.
هَلْ تَدْرِي
كُنْتِ تَخَافِينَ الظُّلْمَةَ إذ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ،
فَتَرتَجِفِينَ بِصَدْرِي :
- "أخْشَى أن أُغْمِضَ عَيْنِي،
حَتَّى لاَ يَنْفَجِرَ الرُّعْبُ المُتَرَبِّصُ فِي الأرْكَان".
وَتَنْزِلِقِيــن.
فَإلَى أيْنَ تَغُوصُ خُطَاكِ،
وَهَذَا اللَّيْلُ بِلاَ شُـطْآن.
هَل حَقًّا يَتَّسِـعُ الوَقْت
كَانَ الإيقَاعُ اللَّيْلِيُّ يُدَاعِي خَدَرًا قْطْنِيًّا، وَطُيُورُ البَحْرِ مُسَجَّاةٌ فَوْقَ الرَّمْلِ، وَكَانَ الوَرْدُ البَحْرِيُّ عَلَى صَدْرِكِ يَنْمُو، العَسَسُ المُنْتَشِرُونَ بِلاَ ظِلٍّ فِي خَوْذَاتِ الحَرْبِ، وَحَشْرَجَةُ المَوْتَى اللَّيْلِيَّةُ تَلْتَفُّ سَحَابَاتٍ فِي وَاجِهَةِ الصَّمْتِ المَصْقُولِ قُرُونُ الثِّيرَانِ تَشُدُّ الأُفْقَ إلَى الجُرْحِ المَفْتُوحِ، أنَرْحَلُ فِي المَاءِ النَّاعِمِ أم أنَّ الجَسَدَ النَّارِيَّ فَسِيحٌ، وَطُيُورُ البَحْرِ حَصًى فِي الرِّيحِ الرَّمْلِيَّةِ، وَالسَّاحَاتُ خَرَاب.
لاَ..
لَيْسَ الأمْرُ كَمَا يَبْدُو.
فَلِمَاذَا أُبْصِرُ مَا يَتَوَتَّرُ فِي الأُفْقِ القَادِم.
وَالأوْفَقُ أن نَتَحَرَّى فِي البَدْءِ
حُدُودَ الألْفَاظِ المُشْتَبِهَةِ وَالمُشْتَبِكَة.
كَانَ الجَسَدُ خَلِيجًا يَهْفُو لِلأمْوَاجِ الشَّبِقَة.
وَأنَا
وَتَرٌ يَتَرَاخَى
وَالإيقَاعُ يَضِيـع.
وَأضِيـع.
فَهَل حَقًّا يَتَّسِـعُ الوَقْت
أم يُوغِلُ هَذَا اللَّيْلُ بِلاَ شُـطْآن.
يَمْتَدُّ اللَّيْلُ بِحَارًا دُونَ ضِفَافٍ يَتَرَاخَى فَتَمُدُّ خُيُولُ الرُّعْبِ الأعْنَاقَ وَعَدْوًا نَحْوَ المَاءِ حِرَابُ العَسَسِ المَنْشُورَةُ غَابَاتٍ فِي اللَّيْلِ وَحَشْرَجَةُ المَوتَى تَصَّاعَدُ غَيْمًا يُمْطِرُ أشْلاَءً وَصَدِيدًا وَكَمُهْرَةِ عِشْقِي تَنْفَلِتِينَ وَثِيرَانُ اللَّيْلِ تَقُومُ عَلَى مَهَلٍ وَالأُفْقُ عَلَى جُرْحِ الأرْضِ يَنَامُ.. فَتَنْفَجِرَ الصَّرخَات.
وَأضِيــع
وَتَضِيــع
فَآآآآآآآه
آآآآه
وَتَنْفَلِتِينَ كَمُهْرَةِ عِشْقِي، غَامِضَةً كَالحُلْمِ، وَعَارِيَةً كَالمَاء
فَهَل حقًّا فاتَ الوَقْت
سَوْفَ يَكُونُ المَوْت.
وَهَذِي الظُّلْمَةُ مُوغِلَةٌ كَصَحَارى دُونَ سَرَاب.
فَلِمَاذَا يَطْفُو وَجْهُكِ فِي ذَاكِرَتِي
ثُمَّ يَغِيب
لِيَطْفُـو
ثُم يَغِيب
وَيَغِيب.
فَهَل حَقًّا فَاتَ الوَقْت
وأخْلَعُ فِيكِ رُسُومِي وَالظُّلْمَةُ وَطَنٌ مِن خَيْلِ الرُّعْبِ الجَامِحِ فِي الطُّرقَاتِ، العَسَسُ اللَّيْلِيُّ يَجُوسُ وَئِيدًا، صَخْرٌ دُونَ المَاءِ، هَل انْفَلَتَت فِي السَّاحَاتِ غُيُومُ النَّومِ أم انْفَجَرَت ثِيرَانُ اللَّيْلِ عَن المَوْتِ القَادِمِ، وَالأشْلاَءُ تَنِزُّ دَمًا أو قَيْحًا لزِجًا، وَالمَوْتَى يَشْتَعِلُونَ عَن الرَّقَصَاتِ المَجْنُونَةِ، وَالوَطَنُ المُتَسَرِّبُ فِي الكَفَّيْنِ سَرَاب.
قَد يَتَّسِعُ الوَقْت.
قَد.
حَتَّى يَنْمُو الأبَدُ وَئِيدًا فِي جَسَدِي.
لَكِن..
هَل مِن غُفْرَانٍ يُرْجَى
إذ تَنْفَلِتِينَ، مُرَاوِغَةً، مُوغِلَةً، تَشْتَعِلِين عَلَى حَدِّ الحُلْمِ النَّارِيِّ، فَيَنْفَلِتَ الزَّمَنُ دُخَانًا وَتُرَابًا تَنْحَدِرُ صَخُورُ الوَقْتِ إلَى الهَاوِيَةِ، وَتَنْفَلِتِين: فَيَنْفَلِتَ الأبَدُ المَائِيُّ إلَى جَسَدِي المَنْهُوكِ صُرَاخًا وَعَوِيلاً مَجْنُونَا.
وَتَرُوغِين.
فَهَل أخْلَعُ جَسَدِي عَنِّي،
أم يَمْتَدُّ الأبَدُ المَائِيُّ وَئِيدًا دُونَ عَنَاء.
لاَ شَيءَ إذَن..
لاَ شَيء.
تَنْفَلِتِينَ إِلَى جَسَدِي، وَالمَوْتَى يَشْتَعِلُونَ، بِلاَ مَاءٍ، وَالأَمطَارُ الحَجَرِيَّةُ تَهْمِي، يَنْكَشِفُ العَسَسُ اللَّيْلِيُّ عَنِ الدَّمِ وَالأَشْلاَءِ المَبْقُورَةِ فِي الطُّرقَاتِ، الظُّلْمَةُ كُتْلَةُ صَخْرٍ مُوغِلَةٌ، يَتَرَاخَى وَإِلَى جَسَدِي تَنْفَلِتِينَ رُوَيْدًا وَحِرَابُ العَسَسِ المَنشُورَةُ تَقْتَلِعُ الضَّوْءَ النَّائِي، وَالأَشْيَاءُ اللَّيْلِيَّةُ قَوْسٌ مَشْدُودٌ، يَتَرَاخَى يَتَرَاخَى تَنْفَلِتِينَ، وَتَلْتَفِّينَ، وَتَنْحَدِرِينَ، وَفِي الزَّمَنِ الفَاصِلِ: تَنْفَجِرِين، الثِّيرَانُ، الثِّيرَانُ، الثِّيرَانُ اللَّيْلِيَّةُ، وَالوَقْتُ مَوَات.
يَتَّسِعُ الوَقْت.
وَقْتٌ لِلمِيلاَد.
وَوَقْتٌ لِلمَوت.
وَمَا عَادَت حُورِيَّاتُ البَحرِ يُغَنِّين.
وَلِي.. لاَ وَقْت.
وَوَجْهُكِ وَعْدٌ يَغْفُو فِي زَبَدِ البَحْرِ، بِلاَ سَلْوَى، وَغُيُومُ الذِّكْرَى لاَ تُمْطِرُ غَيْرَ الحُزْنِ الآسِنِ، وَالوَقْتُ دُخَان.
وَأَنَا فِي مُنْتَصَفِ الطُّرُقِ الرَّمْلِيَّةِ, وَجْهِي زَمَنٌ يَبْحَثُ عَن تَارِيخٍ مَنْسِيٍّ، أَو قَطْرَةِ مَاء.
تَنْسَابُ الأَيَّامُ عَلَى سَطْحِ الذَّاكِرَةِ المَصْقُولِ، وَوَجْهُكِ بَاق.
تَنْسَابُ الأَحْلاَمُ عَلَى كَفَّيَّ الخَاوِيَتَيْنِ،
وَوَجْهُكِ بَاق.
فَمَتَى أَخْدِشُ هَذَا الصَّمْتَ الرَّاكِدَ، كَي أَصْرُخَ.. آآآآآه.
فَأَنَّى لِي أَن أَبْدَأ.
وَفَرَاشَاتُ الضَّوْءِ الذَّهَبِيِّ ذَهَبْنَ،
بِلاَ مِيعَاد.
تَنْدَفِقُ الثِّيرَانُ اللَّيْلِيَّةُ فِي جُرْحِ الأَرْضِ المَفْتُوحِ لِتَمْضِي
فَتَهَادَى أَيَّتُهَا الآلاَمُ العَذْبَةُ، حَتَّى أُنْهِي أُغْنِيَتِي
وَحِرَابُ العَسَسِ المَنْشُورَةُ تُوصِدُ أَبْوَابَ الهَرَبِ السِّرِّيَّةَ وَالمَوْتَى يَنْتَشِرُونَ شِرَاكًا فِي مُفْتَرَقِ السَّاحَات
تَهَادَي..
حَتَّى أُبْصِرَ جُثَّتِيَ المَشْئُومَةَ تَسْبَحُ فِي ضَوْءِ القَمَرِ العَارِي
وَأَنِينُ الأَرْضُ مُرَاوحَةٌ فِي الوَقْتِ الضَّائِعِ، وَالصَّرخَاتُ ذِرَاعٌ مَمْدُودٌ يَخْمِشُ وَجْهَ الأُفْقِ المَوصُودِ، دَمٌ يَتَرَاكَضُ فِي المُنْحَدَرَاتِ، هَل انطَفَأَ النَّجْمُ البَاقِي
وَفَرَاشَاتُ الضَّوْءِ الذَّهَبِيِّ ذَهَبْنَ وَوَجْهُكِ بَاق
أَم أَنَّ رِيَاحَ العَفَنِ اللاَّهِبِ تَعْدُو لاَهِيَةً بِالأشْلاَءِ، دَمٌ وَصَدِيدٌ، وَالأَشْيَاءُ اللَّيْلِيَّةُ قَوْسٌ مَقْطُوعٌ فِي الفَلَوَاتِ الخَاوِيَةِ، صَهِيلُ خُيُولِ المَوْتِ مَدًى نَارِيٌّ يَتَرَاكَضُ، حَمْحَمَةٌ تَبْحَثُ فِي جُثَثِ القَتْلَى عَن جِسَدٍ
فَتَهَادَى.
لاَ مَاءَ هُنَا.
بَل صَخْرٌ مَسْنُونٌ مَسْمُوم.
صَخْرٌ دُونَ المَاء.
قَطْرَةُ مَاء.
لاَ صَخْر.
بَل قَطْرَةُ مَاء.
بَل صَوتُ المَاءِ يُنَقِّرُ فَوْقَ الصَّخْر.
لَكِن.. لاَ مَاء.
وَوَجْهُكِ بَاق
دُونَ المَاء.
اللَّيْلُ ثَقِيلٌ كَالجُثَّةِ، وَالظُّلْمَةُ كَالأبَدِ الرَّاسِخِ، لاَ هَسْهَسَةٌ، أَو هَمْهَمَةٌ، غَيْر رَفِيفِ البُومِ، دَبِيبِ الأَبْرَاصِ، فَحِيحِ الحَيَّاتِ، الثَّيرَانُ اللَّيْلِيَّةُ- رَاضِيَةً- تَرْعَى كَلأَ المَوْتِ، وَتَلْعَقُ مَا يَجْرِي فِي المُنْحَدَرَات، وَلاَ شَيْءَ، طُبُولٌ أَو أَسْرَابُ صُرَاخٍ تَمْرُقُ عَابِرَةً فِي قَوْسِ الأُفْقِ المَقْلُوبِ، وَلاَ شَيءَ، صَدَى الأَبْوَاقِ الرَّنَّانَةِ أَو أَشْلاَءِ الـ"لاَ" تَخْبُو فِي دُخَانِ الزَّمَنِ الضَّائِع.
مَا عَادَت حُورِيَّاتُ البَحْرِ يُغَنِّين،
بَل غِيلاَنٌ تَتَرَاقَصُ فِي ظِلِّ القَمَرِ المُظْلِمِ،
دُونَ عَزَاء.
أَشْبَاحٌ أَو جِنِّيَّاتٌ يَصْعَدْنَ مِنَ الآبَارِ المَسْمُومَةِ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، فَيَخْطُفْنَ الأَطْفَالَ مِنَ النَّوْمِ السِّحْرِيِّ إِلَى مَمْلَكَةِ الغَرَقِ السُّفْلِيَّةِ، وَيُغَنِّين
يَا طِفْلَنَـا الغَرِيب
الوَعْـدُ يَرْتَسِـم
نَم فِي حِمَى الكَرَى
يَا طِفْلَنَـا الغَرِيب فِي مَهْـدِه الصَّغِير
فِي وَجْهِكَ الغَرِير
نَم فِي مَدَى النُّعَاس
فِي مَوْتِهِ الأَخِيـر
تَهَادَى.. أَيَّتُهَا الآلاَمُ.. تَهَادَى
حَتَّى أُنْهِي أُغْنِيَتِي؛
فَالحُورِيَّاتُ ذَهَبْنَ، بِلاَ مِيعَاد.
لاَ شَيءَ، فَرَاغُ العَالَمِ مَبْقُورٌ، يَنْدَاحُ، وَتَنْطَفِئُ النِّيرَانُ، وَلاَ شَيءَ، اللَّيْلُ صُخُورٌ رَاكِدَةٌ فِي مُنْتَصَفِ الوَقْتِ، الثِّيرَانُ اللَّيْلِيَّةُ تَرْعَى، وَالأَشْيَاءُ مُرَاوحَةٌ، وَرِيَاحٌ تَطْفُو فِي فَاجِعَةٍ، لاَ مَاءَ، صُخُورٌ رَاكِدَةٌ، تَخْبُو، لاَ شَيْءَ، سَمَاءٌ مِن أَصْدَاءَ، وَأَصْدَافٌ مِن زَبَدٍ، حَمْحَمَةٌ تَذْوِي فِي جَسَدٍ- هَل تَذْوِينَ الآن
فَهَل ضَاعَ الوَقْتُ سُدًى؟
فَلِمَن أَجْرَاسُ اللَّيْلِ تَدُق؟
أَم هَل يَتَّسِعُ الوَقْتُ لأَفْعَلَ مَا لَم يَخْطُر فِي قَلْبِ بَشَر؟
فَلِمَاذَا تَنْفَلِتِينَ وَوَجْهُكِ وَعْدٌ يَطْفُو فِي ذَاكِرَتِي وَأَنَا وَتَرٌ يَتَرَاخَى لَكِن كَيْفَ هِي المَسْأَلَةُ المَلْعُونَةُ بَل لاَ صَوْتُُ المَاءِ يُنَقِّرُ فَوْقَ الصَّخْرِ وَلاَ وَجْهُكِ فِي ذَاكِرَتِي يَغْفُو وَالوَقْتُ جِرَاحٌ تَنْزِفُنِي وَالغِيلاَنُ تُرَاوِدُنِي فِي رَقْصَتِهَا المَحْمُومَةِ هَل مَن تَارِيخٍ مَنْسِيٍّ يَبْحَثُ عَن زَمَنٍ أَم جِنِّيَّاتٌ يَصْعَدْنَ مِنَ الآبَارِ المَسْمُومَةِ يَخْنِقْنَ الأَطْفَالَ بِلاَ سَلْوَى
أَجْرَاسُ اللَّيْلِ تَدُق.
فَهَل ضَاعَ الوَقْتُ سُدًى..؟
تَتَمَادَى، وَالأُفْقُ نَزِيفٌ فِي خَاصِرَةِ الأَرْضِ، بُيُوتُ الطِّينِ المَهْجُورَةُ أَفْوَاهٌ تَحْلُمُ بِالصَّرخَاتِ، فَيَنْمُو عُشْبُ النَّدَمِ الشَّوْكِيِّ بَعَيْنَيْنَا: لاَ تَلْتَقِيَانِ، الأَقْدَامُ تَسُوخُ، وَنَجْمٌ يَتَنَاءَى، يَتَرَاخَى، وَطُيُورُ البَحْرِ حَصًى- هَل نَرْحَلُ، أَم أَنَّ الجَسَدَ يَضِيقُ، العَسَسُ اللَّيْلِيُّ نَخِيلٌ مَسْمُومٌ يَمْتَدُّ إِلَى قَارِعَةِ العَالَمِ، وَيَضِيقُ، يَضِيقُ، فَتَنْطَفِئِين، وَلاَ شَيء.
فَهَل أَلْقَاهَا،
أَم يُوغِلُ هَذَا اللَّيْلُ بِلاَ شُطْآن
وَالحُورِيَّاتُ الجِنِّيَّاتُ فَرَاشَاتُ الضَّوْءِ قِفِي يَا سَيِّدَةَ الأَلَمِ العَذْبِ فَوَجْهِي زَمَنٌ مَنْسَيٌّ فِي طُرقَاتِ النَّوْمِ وَوَجْهُكِ بَاقٍ فِي مُنْتَصَفِ الحُلْمِ
وَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا يَبْدُو
وَالجَسَدُ خَلِيجٌ وَغُيُومُ الذِّكْرَى آسِنَةٌ هَل أَنْتَظِرُ الحُورِيَّاتِ الذَّهَبِيَّةَ أَم تَأتِي الجِنِّيَّاتُ بِلاَ مِيعَادٍ أَيَّتُهَا الأَشْبَاحُ أَيُوغِلُ هَذَا اللَّيْلُ الطَّافِي أَم يَنْفَجِرُ الرُّعْبُ المُتَرَبِّصُ فِي الأَرْكَانِ وَأَجْرَاسُ اللَّيْل
فَهَل تَذْكُرُ حَقًّا..
فَلَعَلَّ قَلِيلاً مِن ثَرْثَرَةِ اللَّيْل
يَذُوب
يَتَكَثَّفُ قَطَرَاتٍ تَجْرِي فِي المُنْحَدَرَاتِ إِلَى البَالُوعَات
أَكَانَ الصَّيْفُ إِذِ انتَصَفَ الزَّمَنُ الوَاعِدُ فِي جَسَدَيْنَا.. فَاشْتَعَلاَ، أَم كَانَ الأُفْقُ يَنَامُ عَلَى خَاصِرَةِ الأَرْضِ، فَيُوصِدُ فِي وَجْهِ طُيُورِ البَحْرِ شَبَابِيكَ التَّرحَال.
وَلاَ شَيء
وَأَجْرَاسُ اللَّيْلِ الأَجْرَاسُ اللَّيْلُ رَنِينُ الدَّقَّاتِ يَؤُوبُ يَلُوبُ وَلاَ فَلِمَن
أَجْرَاسُ اللَّيْلِ تَدُقُّ لِمَن
أَجْرَاسُ اللَّيْل تَدُق
لِمَن
أجْرَاس اللَّيْل
تَدُقُّ، تَدُق
دُق دُق دُق دُق
فَمَن
مَن يَطْرُقُ مُنْتَصَفَ الوَقْتِ الرَّاكِدِ، مَن
أَسْمَعُ خَرْخَشَةً خَلْفَ البَابِ، فَمَن
هَلاَّ قُمْتَ لِتُبْصِرَ مَن يَطرُقُ مُنْتَصَفَ الوَقْت
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية5
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية4
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية3
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية2
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin
» نموذج من بناء الشخصية
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin
» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin
» رواية جديدة
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin