منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

منتدي جمال عزوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي جمال عزوز

منتدي الادب والفنون والكتابات النثرية والقصة القصيرة

المواضيع الأخيرة

» من كتاب الشخصية6
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية5
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية4
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية3
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية2
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin

» نموذج من بناء الشخصية
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin

» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin

» رواية جديدة
الاغاني للاصفهاني 16 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

نوفمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

تصويت

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 254 مساهمة في هذا المنتدى في 142 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 35 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو sansharw فمرحباً به.

سحابة الكلمات الدلالية


2 مشترك

    الاغاني للاصفهاني 16

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 150
    نقاط : 444
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    العمر : 50

    الاغاني للاصفهاني 16 Empty الاغاني للاصفهاني 16

    مُساهمة  Admin الخميس ديسمبر 31, 2009 9:17 am

    بها زرجونات بقفر تنسمت لها الريح حتى بينهن رفيف قال: فلما سمع زوجها هذه الأبيات أتاها فحلف بطلاقها: لئن وجد ابن ميادة عندها ليدقن فخذها، ثم أعرض عنها واغترها، حتى وجده يوما عند بيتها فدق فخذها، واحتمل فرحل ورحل بها معه؛ فقال ابن ميادة:
    أتانا عام سار بنو كـلاب حراميون ليس لهم حرام
    كأن بيوتهم شجر صغـار بقيعان تقيل بها النـعـام
    حراميون لا يقرون ضيفا ولا يدرون ما خلق الكرام قال: ثم سارت عليهم بعد ذلك بنو جعفر بن كلاب، فأعجب بامرأة منهم يقال لها أم البختري، وكان يتحدث إليها مدة مقامهم، ثم ارتحلوا فقال فيها:
    أرقت لبرق لا يفـتـر لامـعـه بشهب الربى والليل قد نام هاجعه
    أرقت له من بعد ما نام صحبتـي وأعجبني إيماضه وتـتـابـعـه
    يضيىء صبيرا من سحاب كأنـه هجان أرنت للحنـين نـوازعـه
    هنيئا لأم البختـري الـروي بـه وإن أنهج الحبل الذي النأي قاطعه
    لقد جعل المستبضع الغش بينـنـا ليصرح حبلينا تجوز بضـائعـه
    فما سرحة تجري الجداول تحتهـا بمطرد القيعان عذب ينـابـعـه
    بأحسن منها يوم قالت بذي الغضـا أترعى جديد الحبل أم أنت قاطعه وخطب إلى بني سلمى بن مالك
    فلم يزوجوه فقال شعرا
    أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن ابي طاهر قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال: وذكر أبو الأشعث أن ابن ميادة خطب امرأة من بين سلمى بن مالك بن جعفر ثم من بني البهثة - وهم بطن يقال لهم البهثاء - فأبوا أن يزوجوه وقالوا: أنت هجين ونحن أشرف منك؛ فقال:
    فلو طاوعتني آل سلمى بن مالـك لأعطيت مهرا من مسرة غالـيا
    وسرب كسرب العين من آل جعفر يغادين بالكحل العيون السـواجـيا
    إذا ما هبطن النيل أو كـن دونـه بسرو الحمى ألقين ثم المـراسـيا مات في صدر خلافة المنصور
    قال أحمد بن إبراهيم: مات ابن ميادة في صدر من خلافة المنصور، وقد كان مدحه ثم لم يفد إليه ولا مدحه، لما بلغه من قلة رغبته في مدائح الشعراء وقلة ثوابه لهم.

    أخبار حنين الحيري
    نسبه
    حنين بن بلوع الحيري مختلف في نسبه، فقيل: إنه من العباديين من تميم، وقيل: إنه من بني الحارث بن كعب، وقيل من قوم بقوا من جديس وطسم فنزلوا في بني الحارث بن كعب فعدوا فيهم، ويكنى أبا كعب، وكان شاعرا مغنيا فحلا من فحول المغنين، وله صنعة فاضلة متقدمة، وكان يسكن الحيرة ويكري الجمال إلى الشأم وغيرها، وكان نصرانيا. وهو القائل يصف الحيرة ومنزله بها: صوت

    أنا حنين ومنزلي الـنـجـف وما نديمي إلا الفتى القصف
    أقرع بالكأس ثغـر بـاطـية مترعة، تـارة وأغـتـرف
    من قهوة باكر التجار بـهـا بيت يهود قرارها الخـزف
    والعيش غض ومنزلي خصب لم تغذني شقوة ولا عـنـف الغناء والشعر لحنين، ولحنه خفيف رمل بالبنصر. وفيه لابن المكي خفيف ثقيل قديم. ولعريب فيه خفيف ثقيل آخر عن الهشامي.
    غنى هشام بن عبد الملك في الحج
    أخبرنا وكيع قال قال حماد حدثني أبي عن أبي الخطاب قال وحدثني ابن كناسة عن سليمان بن داود: مولى ليحيى، وأخبرني بهذا الخبر الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن قعنب بن المحرز الباهلي عن المدائني قالوا جميعا: حج هشام بن عبد الملك وعديله الأبرش الكلبي، فوقف له حنين بظهر الكوفة ومعه عوده وزامر له، وعليه قلنسية طويلة، فلما مر هشام عرض له، فقال: من هذا? فقيل: حنين، فأمر به فحمل في محمل على جمل وعديله زامره، وسير به أمامه وهو يتغنى: صوت

    أمن سلمى بظهر الكو فة الآيات والطـلـل
    يلوح كما تلوح علـى جفون الصيقل والخلل - الصنعة في هذا الصوت لحنين ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو. وفيه خفيف ثقيل ينسب إلى حنين أيضا وإلى غيره - قال: فأمر له هشام بمائتي دينار، وللزامر بمائة. وذكر إسحاق في خبره عن أبي الخطاب أنه غنى هشاما:

    صفحة : 217

    صوت

    صاح هل أبصرت بالخب تين من أسـمـاء نـارا
    موهنا شبـت لـعـينـي ك ولم توقـد نـهـارا
    كتلالي البرق في المـز ن إذا البرق استـطـارا
    أذكرتني الوصل من سع دى وأيامـا قـصـارا - الشعر للأحوص، والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. ونسبه ابن المكي إلى الغريض. وقال يونس: فيه لحنان لمالك ولم يجنسهما. وقال الهشامي: فيه لمالك خفيف رمل - قال: فلم يزل هشام يستعيده حتى نزل من النجف، فأمر له بمائتي دينار.

    كان يغلي بغنائه الثمن وقال إسحاق: قيل لحنين: أنت تغني منذ خمسين سنة ما تركت لكريم مالا ولا دارا ولا عقارا إلا أتيت عليه فقال: بأبي أنتم، إنما هي أنفاسي أقسمها بين الناس، أفتلومونني أن أغلي بها الثمن.
    غنى في ظل بيت أبي موسى الأشعري أخبرني الحسين بن يحيى ومحمد بن مزيد قالا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه ومصعب بن الزبير عن بعض المكيين، وأخبرني به الحرمي بن أبي العلاء وحبيب بن نصر قالا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي مصعب قال حدثني شيخ من المكيين يقال له شريس قال: إن لبالأبطح أيام الموسم نشتري ونبيع إذ أقبل شيخ أبيض الرأس واللحية على بغلة شهباء ما ندري أهو أشد بياضا أم بغلته أم ثيابه؛ فقال: أين بيت أبي موسى? فأشرنا له إلى الحائط؛ فمضى حتى انتهى إلى الظل من بيت أبي موسى، ثم استقبلنا ببغلته ووجهه ثم اندفع يغني: صوت

    أسعـدينـي بـدمـعة أسـراب من دموع كثيرة الـتـسـكـاب
    إن أهل الحصاب قد تركـونـي مغرما مولعا بأهل الحـصـاب
    فارقوني وقد علـمـت يقـينـا ما لمـن ذاق مـيتة مـن إياب
    سكنوا الجزع جزع بيت أبي مـو سى إلى النخل من صفي السباب
    كم بذاك الحجون من حي صـدق وكـهـول أعـفة وشـبــاب
    أهل بيت تتايعـوا لـلـمـنـايا ما على الموت بعدهم من عتاب
    فلي الويل بعدهـم وعـلـيهـم صرت فردا وملني أصحـابـي - الشعر لكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي. والغناء لمعبد ثقيل أول بالسبابة في مجرى الوسطى. وفيه لابن أبي دباكل الخزاعي ثاني ثقيل بالوسطى عن ابن خرداذبة - قال: ثم صرف الرجل بغلته وذهب، فتبعناه حتى أدركناه، فسألناه من هو، فقال: أنا حنين بن بلوع وأنا رجل جمال أكري الأبل ثم مضى.
    خاف أن يفوقه ابن محرز بالعراق
    فرده عنه
    أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حماد على أبي عن المدائني، قال: كان حنين غلاما يحمل الفاكهة بالحيرة، وكان لطيفا في عمل التحيات، فكان إذا حمل الرياحين إلى بيوت الفتيان ومياسير أهل الكوفة وأصحاب القيان والمتطربين إلى الحيرة ورأوا رشاقته وحسن قده وحلاوته وخفة روحه استحلوه، وأقام عندهم وخف لهم، فكان يسمع الغناء ويشتهيه ويصغي إليه ويستمعه ويطيل الإصغاء إليه، فلا يكاد ينتفع به في شيء إذا سمعه، حتى شدا منه أصواتا فأسمعها الناس - وكان مطبوعا حسن الصوت - واشتهوا غناءه والاستماع منه وعشرته، وشهر بالغناء ومهر فيه، وبلغ منه مبلغا كبيرا، ثم رحل إلى عمر بن داود الوادي وإلى حكم الوادي، وأخذ منهما، وغنى لنفسه في أشعار الناس، فأجاد الصنعة وأحكمها، ولم يكن بالعراق غيره فاستولى عليه في عصره. وقدم ابن محرز حينئذ إلى الكوفة فبلغ خبره حنينا، وقد كان يعرفه، فخشي أن يعرفه الناس فيستحلوه ويستولي على البلد فيسقط هو، قال له: كم منتك نفسك من العراق? قال: ألف دينار، قال: فهذه خمسمائة دينار عاجلة فخذها وانصرف واحلف لي أنك لا تعود إلى العراق؛ فأخذها وانصرف.
    أخبرني عمي وعيسى بن الحسين قالا حدثنا أبو أيوب المدائني عن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال: كان ابن محرز قدم الكوفة وبها بشر بن مروان، وقد بلغه أنه يشرب الشراب ويسمع الغناء، فصادفه وقد خرج إلى البصرة؛ وبلغ خبره حنين بن بلوع فتلطف له حتى دعاه؛ فغناه ابن محرز لحنه - قال أحمد بن إبراهيم وهو من الثقيل الثاني من جيد الأغاني -: صوت

    وحر الزبرجد في نـظـمـه على واضح الليت زان العقودا

    صفحة : 218


    يفـصـل ياقـوتـــه دره وكالجمر أبصرت فيه الفريدا قال: فسمع شيئا هاله وحيره، فقال له حنين: كم منتك نفسك من العراق? قال: ألف دينار، فقال: هذه خمسمائة دينار حاصلة عاجلة ونفقتك في عودتك وبدأتك ودع العراق لي وامض مصاحبا حيث شئت - قال: وكان ابن محرز صغير الهمة لا يحب عشرة الملوك ولا يؤثر على الخلوة شيئا - فأخذها وانصرف.
    خرج إلى حمص وغنى بها
    فلم يستطعم أهلها غناؤه
    وقال حماد في خبره قال أبي حدثني بعض أهل العلم بالغناء عن حنين قال: خرجت إلى حمص ألتمس الكسب بها وأرتاد من أستفيد منه شيئا، فسألت عن الفتيان بها وأين يجتمعون، فقيل لي: عليك بالحمامات فإنهم يجتمعون بها إذا أصبحوا فجئت إلى أحدها فدخلته، فإذا فيه جماعة منهم، فأنست وانبسطت، وأخبرتهم أني غريب، ثم خرجوا وخرجت معهم، فذهبوا بي إلى منزل أحدهم، فلما قعدنا أتينا بالطعام فأكلنا وأتينا بالشراب فشربنا، فقلت لهم: هل لكم في مغن يغنيكم? قالوا: ومن لنا بذلك? قلت: أنا لكم به، هاتوا عودا فأتيت به، فابتدأت في هنيات أبي عباد معبد، فكأنما غنيت للحيطان لا فكهوا لغنائي ولا سروا به، فقلت: ثقل عليهم غناء معبد لكثرة عمله وشدته وصعوبة مذهبه، فأخذت في غناء الغريض فإذا هو عندهم كلا شيء، وغنيت خفائف ابن سريج، وأهزاج حكم، والأغاني التي لي، واجتهد في أن يفهموا، فلم يتحرك من القوم أحد، وجعلوا يقولون: ليت أبا منبه قد جاءنا، فقلت في نفسي: أرى أني سأفتضح اليوم بأبي منبه فضيحة لم يتفضح أحد قط مثلها. فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو منبه، وإذا هو شيخ عليه خفان أحمران كأنه جمال، فوثبوا جميعا إليه وسلموا عليه وقالوا: يا أبا منبه أبطأت علينا، وقدموا له الطعام وسقوه أقداحا، وخنست أنا حتى صرت كلا شيء خوفا منه، فأخذ العود ثم اندفع يغني:
    طرب البحر فاعبري يا سفينه لا تشقي على رجال المدينة فأقبل القوم يصفقون ويطربون ويشربون، ثم أخذ في نحو هذا من الغناء؛ فقلت في نفسي: أنتم ها هنا لئن أصبحت سالما لا أمسيت في هذه البلدة. فلما أصبحت شددت رحلي على ناقتي واحتقبت ركوة من شراب ورحلت متوجها إلى الحيرة، وقلت:
    ليت شعري متى تخب بي النا قة بين السدير والـصـنـين
    محقبا ركوة وخـبـز رقـاق وبقولا وقطـعة مـن نـون
    لست أبغي زادا سواها من الشا م وحسبي علالة تكـفـينـي
    فإذا أبت سالما قلت سـحـقـا وبعادا لمعشر فـارقـونـي غنى خالد القسري بعد ما حرم الغناء
    أخبرني محمد بن مزيد والحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه، وأخبرنا به وكيع في عقب أخبار رواها عن حماد بن إسحاق عن أبيه فقال: وقال لي إسحاق، فلا أدري أأدرج الإسناد وهو سماعه أم ذكره مرسلا، قال إسحاق وذكر ابن كناسة: أن خالد بن عبد الله القسري حرم الغناء بالعراق في أيامه، ثم أذن للناس يوما في الدخول عليه عامة ، فدخل إليه حنين ومعه عود تحت ثيابه، فقال: أصلح الله الأمير، كانت لي صناعة أعود بها على عيالي فحرمها الأمير فأضر ذلك بي وبهم، فقال: وما صناعتك? فكشف عن عوده وقال: هذا؛ فقال له خالد: عن، فحرك أوتاره وغنى: صوت

    أيها الشأمت المعير بـالـده ر أأنت المبرأ المـوفـور
    أم لديك العهد الوثيق من الأي ام بل أنت جاهل مغـرور
    من رأيت المنون خلدن أم من ذا عليه من أن يضام خفـير قال: فبكى خالد وقال: قد أذنت لك وحدك خاصة فلا تجالسن سفيها ولا معربدا. فكان إذا دعي قال: أفيكم سفيه أو معربد? فإذا قيل له: لا، دخل.
    شعر هذا الصوت المذكور لعدي بن زيد، والغناء لحنين رمل بالوسطى عن عمرو. وقوله: المبرأ، يعني المبرأ من المصائب. والموفور: الذي لم يذهب من ماله ولا من حاله شيء، يقال: وفر الرجل يوفر. ولديك بمعنى عندك ها هنا.
    غنى بشر بن مروان بحضور الشعبي


    صفحة : 219

    أخبرني أبو صالح محمد بن عبد الواحد الصحاف الكوفي قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال أخبرنا الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش وعن مجالد عن الشعبي جميعا، وأخبرني محمد بن مزيد وحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش عن الشعبي قال: لما ولي بشر بن مروان الكوفة كنت على مظالمه، فأتيته عشية وحاجبه أعين صاحب حمام أعين جالس، فقلت له: استأذن لي على الأمير فقال لي: يا أبا عمرو، هو على حال ما أظنك تصل إليه معها؛ فقلت: أعلمه - وخلاك ذم - فقد حدث أمر لابد لي من إنهائه إليه - وكان لا يجلس بالعشي - فقال: لا، ولكن اكتب حاجتك في رقعة حتى أوصلها إليه؛ فكتبت رقعة، فما لبث أن خرج التوقيع على ظهرها: ليس الشعبي ممن يحتشم منه فأذن له، فأذن لي فقال: ادخل، فدخلت فإذا بشر بن مروان عليه غلالة رقيقة صفراء وملاءة تقوم قياما من شدة الصقال، وعلى رأسه إكليل من ريحان، وعلى يمينه عكرمة بن ربعى، وعلى يساره خالد بن عتاب بن ورقاء، وإذا بين يديه حنين بن بلوع معه عوده، فسلمت فرد علي السلام ورحب وقرب، ثم قال: يا أبا عمرو، لو كان غيرك لم آذن له على هذه الحال، فقلت: أصلح الله الأمير، عندي لك الستر لكل ما أرى منك والدخول معك فيما لا يجمل، والشكر على ماتوليني؛ فقال: كذلك الظن بك، ثم التفت إلى حنين وعوده في حجره وعليه قباء خشك شوي - وقال إسحاق: خشكون - ومستقة حمراء وخفان مكعبان، فسلم علي؛ فقلت له: كيف أنت ابا كعب، فقال: بخير أبا عمرو؛ فقلت: احزق الزير وأعرخ البم ففعل؛ وضرب فأجاد؛ فقال بشر لأصحابه: تلومونني على أن آذن له في كل حال ثم أقبل علي فقال: أبا عمرو، من أين وقع لك حزق الزير? فقلت: ظننت أن الأمر هناك، فقال: فإن الأمر كما ظننت هناك كله. ثم قال: فمن أين تعرف حنينا? فقلت: هذا بطة أعراسنا فكيف لا أعرفه فضحك، وغنى حنين فأجاد فطرب وأمر له بجائزة، ثم ودعته وقمت بعد أن ذكرت له ما جئت فيه، فأمر لي بعشرة آلاف درهم وعشرة أثواب، فقمت مع الخادم حتى قبضت ذلك منه وانصرفت. وقد وجدت هذا الخبر بخط أبي سعيد السكري يأثره عن محمد بن عثمان المخزومي عن أبيه عن جده: أنه كان عند بشر بن مروان يوم دخل عليه الشعبي هذا المدخل وأن حنين بن بلوع غناه:
    هم كتموني سيرهم حين أزمعوا وقالوا اتعدنا للرواح وبكـروا وهذا القول خطأ قبيح، لأن هذا الشعر للعباس بن الأحنف، والغناء لعلويه رمل بالوسطى، وغني للمأمون فيه فقال: سخروا من أبي الفضل أعزه الله.
    شيء من أوصاف الحيرة
    أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حماد بن إسحاق: قرأت على أبي، وقال أبو عبيد الله الكاتب حدثني سليمان بن بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان قال: وكان بعض ولاة الكوفة يذم الحيرة في أيام بني أمية، فقال له رجل من أهلها - وكان عاقلا ظريفا -: أتعيب بلدة يضرب بها المثل في الجاهلية والإسلام قال: وبماذا تمدح? قال: بصحة هوائها، وطيب مائها، ونزهة ظاهرها، تصلح للخف والظلف، سهل وجبل، وبادية وبستان، وبر وبحر، محل الملوك ومزارهم، ومسكنهم ومثواهم، وقد قدمتها - أصلحك الله - مخفا فرجعت مثقلا ووردتها مقلا فأصارتك مكثرا، قال: فكيف نعرف ما وصفتها به من الفضل? قال: بأن تصير إلي، ثم ادع ما شئت من لذات العيش، فوالله لا أجوز بك الحيرة فيه؛ قال: فاصنع لنا صنيعا واخرج من قولك؛ قال: أفعل، فصنع لهم طعاما وأطعمهم من خبزها وسمكها وماصيد من وحشها: من ظباء ونعام وأرانب وحبارى، وسقاهم من ماءها في قلالها، وخمرها في آنيتها، وأجلسهم على رقمها - وكان يتخذ بها من الفرش أشياء ظريفة - ولم يستخدم لهم حرا ولا عبدا إلا من مولديها ومولداتها من خدم ووصائف ووصفاء كأنهم اللؤلؤ لغتهم لغة أهلها، ثم غناهم حنين وأصحابه في شعر عدي بن زيد شاعرهم وأعشى همدان لم يتجاوزهما، وحياهم برياحينها، ونقلهم على خمرها، وقد شربوا بفواكهها؛ ثم قال له: هل رأيتني استعنت على شيء مما رأيت وأكلت وشربت وافترشت وشممت وسمعت بغير ما في الحيرة? قال: لا والله، لقد أحسنت صفة بلدك ونصرته فأحسنت نصرته والخروج مما تضمنته، فبارك الله لكم في بلدكم.
    المغنون المشهورون بالحيرة غير حنين ونوع غنائهم

    صفحة : 220

    قال إسحاق: ولم يكن بالحيرة مذكور في الغناء سوى حنين إلا نفرا من السدريين يقال لهم: عباديس، وزيد بن الطليس، وزيد بن كعب، ومالك بن حممة، وكانوا يغنون غناء الحيرة بين الهزج والنصب وهو إلى النصب أقرب ولم يدون منه شيء لسقوطه وأنه ليس من أغاني الفحول. وما سمعنا نحن لأحد من هؤلاء خبرا إلا لمالك بن حممة، أخبرني به عمي عن عبد الله بن أبي سعد.
    عمره ونسبه
    وقال وكيع في خبره عن إسحاق حدثني أبو بشر الفزاري قال حدثني بشر بن الحسين بن سليمان بن سمرة بن جندب قال: عاش حنين بن بلوع مائة سنة وسبع سنين، وكان يقال أنه من جديس؛ قال وقيل أيضا: إنه من لخم، وكان هو يزعم أنه عبادي وأخواله من بني الحارث بن كعب غنى حفيده لإبراهيم بن المهدي
    وقص عليه خبر جده مع ابن سريج
    أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني قال حدثنا يوسف بن إبراهيم قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي قال: كنت مع الرشيد في السنة التي نزل فيها على عون العبادي، فأتاني عون بابن ابن حنين بن بلوع، وهو شيخ، فغناني عدة أصوات لجده، فما استحسنتها، لأن الشيخ كان مشوه الخلق، طن الغناء، قليل الحلاوة، إلا أنه كان لا يفارق عمود الصوت أبدا حتى يفرغ منه، فغناني صوت ابن سريج:
    فتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلة رأسه والمعصم فما أذكر أني سمعته من أحد قط أحسن مما سمعته منه، فقلت له: لقد أحسنت في هذا الصوت، وما هو من أغاني جدك، وإني لأعجب من ذلك فقال لي الشيخ: والصليب والقربان ما صنع هذا الصوت إلا في منزلنا وفي سرداب لجدي، ولقد كاد أن ياتي على نفس عمتي؛ فسألته عن الخبر في ذلك فقال: ضافه ابن سريج متنكرا فأكرمه ثم بالغ في إكرامه لما عرفه حدثني أبي أن عبيد بن سريج قدم الحيرة ومعه ثلثمائة دينار. فأتى بها منزلنا في ولاية بشر بن مروان الكوفة، وقال: أنا رجل من أهل الحجاز من أهل مكة، بلغني طيب الحيرة وجودة خمرها وحسن غنائك في هذا الشعر:
    حنتني حانيات الدهر حـتـى كأني خاتـل يدنـو لـصـيد
    قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقـيدا أنـي بـقـيد فخرجت بهذه الدنانير لأنفقها معك وعندك ونتعاشر حتى تنفد وأنصرف إلى منزلي. فسأله جدي عن اسمه ونسبه فغيرهما وانتمى إلى بني مخزوم، فأخذ جدي المال منه وقال: موفر مالك عليك ولك عندنا كل ما يحتاج إليه مثلك ما نشطت للمقام عندنا، فإذا دعتك نفسك إلى بلدك جهزناك إليه ورددنا عليك مالك وأخلفنا ما أنفقته عليك إلى أن جئتنا، وأسكنه دارا كان ينفرد فيها، فمكث عندنا شهرين لا يعلم جدي ولا أحد من أهلنا أنه يغني، حتى انصرف جدي من دار بشر بن مروان في يوم صائف مع قيام الظهيرة، فصار إلى باب الدار التي كان أنزل ابن سريج فيها فوجده مغلقا فارتاب بذلك، ودق الباب فلم يفتح له ولم يجبه أحد، فصار إلى منازل الحرم فلم يجد فيها ابنته ولا جواريه، ورأى ما بين الدار التي فيها الحرم ودار ابن سريج مفتوحا، فانتضى سيفه ودخل الدار ليقتل ابنته؛ فلما دخلها رأى ابنته وجواريه وقوفا على باب السرداب، وهن يومئن إليه بالسكوت وتخفيف الوطء، فلم يلتفت إلى إشارتهن لما تداخله، إلى أن سمع ترنم ابن سريج بهذا الصوت، فألقى السيف من يده وصاح به - وقد عرفه من غير أن يكون رآه، ولكن بالنعت والحذق -: أبا يحيى، جعلت فداءك، أتيتنا بثلثمائة دينار لتنفقها عندنا في حيرتنا فوحق المسيح لا خرجت منها إلا ومعك ثلثمائة دينار وثلثمائة دينار وثلثمائة دينار سوى ما جئت به معك، ثم دخل إليه فعانقه ورحب به ولقيه بخلاف ما كان يلقاه به، وسأله عن هذا الصوت، فأخبره أنه صاغه في ذلك الوقت. فصار معه إلى بشر بن مروان فوصله بعشرة آلاف درهم أول مرة، ثم وصله بعد ذلك بمثلها؛ فلما أراد الخروج رد عليه جدي ماله وجهزه ووصله بمقدار نفقته التي أنفقها من مكة إلى الحيرة، ورجع ابن سريج إلى أهله وقد أخذ جميع من كان في دارنا منه هذا الصوت.
    استقدمه ابن سريج والغريض ومعبد إلى الحجاز فقدم وغنى فازدحم الناس فسقط عليه السطح فمات أخبرني عمي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني حسان بن محمد الحارثي قال حدثنا عبد الله قال حدثنا عبيد بن حنين الحيري قال:

    صفحة : 221

    كان المغنون في عصر جدي أربعة نفر ثلاثة بالحجاز وهو وحده بالعراق، والذين بالحجاز: ابن سريج والغريض ومعبد، فكان يبلغهم أن جدي حنينا قد غنى في هذا الشعر:
    هلا بكيت على الشباب الذاهـب وكففت عن ذم المشـيب الآئب
    هذا ورب مسوفين سقـيتـهـم من خمر بابل لذة لـلـشـارب
    بكروا علي بسحرة فصبحتـهـم من ذات كوب مثل قعب الحالب
    بزجاجة ملء الـيدين كـأنـهـا قنديل فصح في كنيسة راهـب قال: فاجتمعوا فتذاكروا أمر جدي وقالوا: ما في الدنيا أهل صناعة شر منا، لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز، لا نزوره ولا نستزيره. فكتبوا إليه ووجهوا إليه نفقة وكتبوا يقولون: نحن ثلاثة وأنت وحدك فأنت أولى بزيارتنا، فشخص إليهم، فلما كان على مرحلة من المدينة بلغهم خبره فخرجوا يتلقونه، فلم ير يوم كان أكثر حشرا ولا جمعا من يومئذ، ودخلوا، فلما صاروا في بعض الطريق قال لهم معبد: صيروا إلي؛ فقال له ابن سريج: إن كان لك من الشرف والمروءة مثل ما لمولاتي سكينة بنت الحسين عطفنا إليك؛ فقال: مالي من ذلك شيء، وعدلوا إلى منزل سكينة. فلما دخلوا إليها أذنت للناس إذنا فغصت الدار بهم وصعدوا فوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة فأكلوا منها، ثم إنهم سألوا جدي حنينا أن يغنيهم صوته الذي أوله:
    هلا بكيت على الشباب الذاهب فغناهم إياه بعد أن قال لهم: ابدءوا أنتم؛ فقالوا: ما كنا لنتقدمك ولا نغني قبلك حتى نسمع هذا الصوت؛ فغناهم إياه، وكان من أحسن الناس صوتا، فازدحم الناس على السطح وكثروا ليسمعوه، فسقط الرواق على من تحته فسلموا جميعا وأخرجوا أصحاء، ومات حنين تحت الهدم؛ فقالت سكينة: لقد كدر علينا حنين سرورنا، انتظرناه مدة طويلة وكأنا والله كنا نسوقه إلى منيته.
    نسبة ما في الخبر الأول من الغناء
    الغناء في الأصوات المتقدمة صوت

    وتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلة رأسه والمعصم
    إن تغدفي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم الشعر لعنترة بن شداد العبسي، والغناء فيه لحنين ثاني ثقيل.
    ومنها: صوت

    حنتني حانيات الدهر حـتـى كأني خاتـل يدنـو لـصـيد
    قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقـيدا أنـي بـقـيد الغناء لحنين الحيري ثقيل أول: وفيه لإبراهيم الموصلي ماخوري جميعا عن ابن المكي، ووافقه عمرو بن بانة في لحن إبراهيم الموصلي. ونسبة الشعر الذي غناه حنين في منزل سكينة يقال: إنه لعدي بن زيد، وقيل: إن بعضه له وقد أضافه المغنون إليه. ولحنه خفيف ثقيل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق.

    صوت من المائة المختارة

    راع الفؤاد تفرق الأحـبـاب يوم الرحيل فهاج لي أطرابي
    فظللت مكتئبا أكفكف عبـرة سحا تفيض كواشل الأسراب
    لما تنادوا للرحـيل وقـربـوا بزل الجمال لطـية وذهـاب
    كاد الأسى يقضي عليك صبابة والوجه منك لبين إلفك كابي عروضه من الكامل. والشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء للغريض، ولحنه المختار من الثقيل الأول بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق. وقال حبش: وفيه لأبي كامل ثاني ثقيل بالوسطى . وذكر حبش: أن للغريض أيضا فيه خفيف ثقيل بالوسطى. ولمالك ثقيل أول بالوسطى. وهذه الأبيات قالها عمر بن أبي ربيعة في بنت لعبد الملك بن مروان كانت حجت في خلافته.
    ابن أبي ربيعة مع بنت عبد الملك
    أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال أخبرني أبو هفان عن إسحاق بن إبراهيم عن الزبيري والمدائني ومحمد بن سلام والمسيبي:

    صفحة : 222

    أن بنتا لعبد الملك بن مروان حجت، فكتب الحجاج إلى عمر بن أبي ربيعة يتوعده إن ذكرها في شعره بكل مكروه؛ وكانت تحب أن يقول فيها شيئا وتتعرض لذلك، فلم يفعل خوفا من الحجاج. فلما قضت حجها خرجت فمر بها رجل فقالت له: من أين أنت? قال: من أهل مكة؛ قالت: عليك وعلى أهل بلدك لعنة الله قال: ولم ذاك? قالت: حججت فدخلت مكة ومعي من الجواري ما لم تر الأعين مثلهن، فلم يستطع الفاسق ابن أبي ربيعة أن يزودنا من شعره أبياتا نلهو بها في الطريق في سفرنا قال: فإني لا أراه إلا قد فعل؛ قالت: فأتنا بشيء إن كان قاله ولك بكل بيت عشرة دنانير؛ فمضى إليه فأخبره؛ فقال: لقد فعلت، ولكن أحب أن تكتم علي؛ قال: أفعل؛ فأنشده:
    راع الفؤاد تفرق الأحـبـاب يوم الرحيل فهاج لي أطرابي وهي طويلة. وأنشده:
    هاج قلبي تذكر الأحبـاب واعترتني نوائب الأطراب وهي طويلة أيضا، يقول فيها:
    اقتليني قتلا سريعـا مـريحـا لا تكوني علي سـوط عـذاب
    شف عنها محـقـق جـنـدي فهي كالشمس من خلال سحاب - ذكر حبش: أن في هذه الثلاثة الأبيات للهذلي ثاني ثقيل بالبنصر - قال: فعاد إليها الرجل فأنشدها هاتين القصيدتين فدفعت إليه ما وعدته به.

    ذكر الغريض وأخباره
    اسمه وكنيته وسبب لقبه
    الغريض لقب لقب به، لأنه كان طري الوجه نضرا غض الشباب حسن المنظر، فلقب بذلك. والغريض: الطري من كل شيء. وقال ابن الكلبي: شبه بالإغريض وهو الجمار فسمي به، وثقل ذلك على الألسنة فحذفت الألف منه، فقيل له: الغريض: واسمه: عبد الملك، وكنيته: أبو يزيد.
    وأخبرنا إسماعيل بن يونس الشيعي عن عمر بن شبة عن أبي غسان عن جماعة من المكيين: أنه كان يكنى أبا مروان. وهو مولى العبلات، وكان مولدا من مولدي البربر. وولاؤه وولاء يحيى قيل وسمية للثريا صاحبة عمر بن أبي ربيعة وأخواتها: الرضيا وقريبة وأم عثمان بنات علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر، وقد مضت أخبارهن في صدر الكتاب.
    أخذه الغناء عن ابن سريج
    فلما رأى ابن سريج مخايل التفوق فيه حده وطرده
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني محمد بن نصر الضبعي قال حدثني عبد الكريم بن أبي معاوية العلابي عن هشام بن الكلبي عن أبيه وعن أبي مسكين، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني عمر بن شبة قال حدثني أبو غسان محمد بن يحيى، وأخبرني الحسين بن يحيى ومحمد بن أبي الأزهر حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن الزبيري والمدائني ومحمد بن سلام، وقد جمعت رواياتهم في قصة الغريض، قالوا: كان الغريض يضرب بالعود وينقر بالدف ويوقع بالقضيب، وكان جميلا وضيئا، وكان يصنع نفسه ويبرقها. وكان قبل أن يغني خياطا. وأخذ الغناء في أول أمره عن ابن سريج، لأنه كان يخدمه. فلما رأى ابن سريج طبعه وظرفه وحلاوة منطقه خشي أن يأخذ غناءه فيغلبه عليه عند الناس ويفوقه بحسن وجهه وجسده؛ فاعتل عليه، وشكاه إلى مولياته، وهن كن دفعنه إليه ليعلمه الغناء، وجعل يتجنى عليه ثم طرده؛ فشكا ذلك إلى مولياته وعرفهن غرض ابن سريج في تنحيته إياه عن نفسه، وأنه حسده على تقدمه؛ تعلم النوح وكان ينوح في المآتم
    فقلن له: هل لك في أن تسمع نوحنا على قتلانا فتأخذه وتغني عليه? قال: نعم فافعلن، فأسمعنه المراثي فاحتذاها وخرج غناء عليها كالمراثي، وكان ينوح مع ذلك فيدخل المآتم وتضرب دونه الحجب ثم ينوح فيفتن كل من سمعه. ولما كثر غناؤه اشتهاه الناس وعدلوا إليه لما كان فيه من الشجا. فكان ابن سريج لا يغني صوتا إلا عارضه الغريض فيه لحنا آخر. فلما رأى ابن سريج موقع الغريض اشتد عليه وحسده، فغنى الأرمال والأهزاج فاشتهاها الناس؛ فقال له الغريض: يا أبا يحيى، قصرت الغناء وحذفته؛ قال: نعم يا مخنث حين جعلت تنوح على أمك وأبيك.


    صفحة : 223

    قال إسحاق وحدثني أبو عبيدة قال: لما غضب ابن سريج على الغريض فأقصاه وهجره لحق بحوراء وبغوم - جاريتين نائحتين كانتا في شعب ابن عامر بمكة، ولم يكن قبلهما ولا بعدهما مثلهما - فرأتاه يوما يعصر عينيه ويبكي؛ فقالتا له: ما لك تبكي? فذكر لهما ما صنع به ابن سريج؛ فقالتا له: لا أرقأ الله دمعك ألزز رأسك بين ما أخذته عنه وبين ما تأخذه منا، فإن ضعت بعدها فأبعدك الله.
    عداده في الأربعة المشهورين بالغناء
    قال إسحاق وحدثني أبو عبد الله الزبيري قال: رأيت جريرا في مجلس من مجالس قريش فسمعته يقول: كان المغنون بمكة أربعة، فسيد مبرز وتابع مسدد؛ فسألناه عن ذاك، فقال: كان السيد أبو يحيى بن سريج والتابع أبو يزيد الغريض. وكان هناك رجل عالم بالصناعة فقال: كان الغريض أحذق أهل زمانه بمكة بالغناء بعد ابن سريج، كان الناس لا يفرقون بينه وبين ابن سريج وما زال أصحابنا لا يفرقون بينهما لمقاربتهما في الغناء. قال الزبيري وقال بعض أهلي: لو حكمت بين أبي يحيى وابي يزيد لما فرقت بينهما، وإنما تفضيلي أبا يحيى بالسبق، فأما غير ذلك فلا، لأن أبا يزيد عنه أخذ ومن بحره اغترف وفي ميدانه جرى، فكان كأنه هو؛ ولذلك قالت سكينة لما غنى الغريض وابن سريج:
    عوجي علينا ربة الهودج والله ما أفرق بينكما، وما مثلكما عندي إلا كمثل اللؤلؤ والياقوت في أعناق الجواري الحسان لا يدرى أي ذلك أحسن.
    <H6 قيل كان أشجى غناء من ابن سريج</H6 قال إسحاق: وسمعت جماعة من البصراء عند أبي يتذاكرونهما، فأجمعوا على أن الغريض أشجى غناء، وأن ابن سريج أحكم صنعة.
    غنى الناس بجمع فحسبوه من الجن
    قال إسحاق وحدثني أبو عبد الله الزبيري قال حدثني بعض أهلي قال: حججنا فلما كنا بجمع سمعنا صوتا لم نسمع أحسن منه ولا أشجى، فأصغى الناس كلهم إليه تعجبا من حسنه، فسألت: من هذا الرجل? فقيل لي: الغريض، فتتابع جماعة من أهل مكة فقالوا: ما نعرف اليوم أحسن غناء من الغريض، ويدلك على ذلك أنه يعترض بصوته الحاج وهم في حجهم فيصغون إليه. فسألوا الغريض عن ذلك، فقال: نعم، فسألوه أن يغنيهم فأجابهم، وخرج فوقف حيث لا يرى ويسمع صوته فترنم ورجع صوته وغنى في شعر عمر بن أبي ربيعة:
    أيها الرائح المجد ابتـكـارا قد قضى من تهامة الأوطارا فما سمع السامعون شيئا كان أحسن من ذلك الصوت، وتكلم الناس فقالوا: طائفة من الجن حجاج.
    نسبة هذا الصوت
    صوت

    أيها الرائح المجد ابتـكـارا قد قضى من تهامة الأوطارا
    من يكن قلبه الغـداة خـلـيا ففؤادي بالخيف أمسى معارا
    ليت ذا الحج كان حتما علينـا كل شهرين حجة واعتمـارا عروضه من الخفيف. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن محرز، ولحنه من القدر الأوسط من الثقيل الثاني بالخنصر في مجرى الوسطى. وفيه لحن للغريض من رواية حماد عن أبيه.
    غنى هو ومعبد وابن سريج
    على أبي قبيس فعفا الوالي عنهم بعد الأمر بنفيهم
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري وإسماعيل بن يونس قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثني إسحاق بن إبراهيم قال: بلغني أن معبدا وابن سريج والغريض اجتمعوا بمكة ذات ليلة فقالوا: هلم نبك أهل مكة، ووجدت هذا الخبر بغير إسناد مرويا عن يونس الكاتب: أن أميرا من أمراء مكة أمر بإخراج المغنين من الحرم، فلما كان في الليلة التي عزم بهم على النفي في غدها اجتمعوا على أبي قبيس - وكان معبد قد زارهم - فبدأ معبد فغنى - كذا روي عن يونس ولم يذكره الباقون: صوت

    أتربي من أعلى معد هديتما أجدا البكا إن التفرق باكر
    فما مكثنا دام الجميل عليكما بثهلان إلا أن تزم الأباعر - عروضه من الطويل. هكذا ذكره ولم ينسبه ولا جنسه - قال: فتأوه أهل مكة وأنوا وتمخطوا. واندفع الغريض يغني:
    أيها الرائح المجد ابتـكـارا قد قضى من تهامة الأوطارا فارتفع البكاء والنحيب. واندفع ابن سريج يغني:
    جددي الوصل يا قريب وجودي لمحب فـراقـه قـد ألـمـا
    ليس بين الحياة والـمـوت إلا أن يردوا جمالهم فـتـزمـا

    صفحة : 224

    فارتفع الصراخ من الدور بالويل والحرب. قال يونس في خبره: واجتمع الناس إلى الأمير فاستعفوه من نفيهم فأعفاهم. وذكر الباقون أن الغريض ابتدأ بلحنه:
    أيها الراكب المجد ابتكارا وتلاه ابن سريج في جددي الوصل. قال: وارتفع الصراخ فلم يسمع من معبد شيء ولم يقدر على أن يغني.
    غنت شطباء المغنية علي بن جعفر فطرب
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال أخبرني عبد الرحمن بن محمد السعدي قال: حضرت شطباء المغنية جارية علي بن جعفر ذات يوم تغني:
    ليس بين الرحيل والبين إلا أن يردوا جمالهم فتزمـا فطرب علي بن جعفر وصاح: سبحان الله العظيم ألا يوكون قربة ألا يشدون محملا ألا يعلقون سفرة ألا يسلمون على جار هذه والله العجلة.
    لما ماتت الثريا ناح عليها الغريض
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز وإسماعيل بن يونس قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا محمد بن يحيى قال زعم عبيد بن يعلى قال: قال لي كثير بن كثير السهمي: لما ماتت الثريا أتاني الغريض فقال لي: قل لي شعرا أبك به عليها؛ فقلت: صوت

    ألا يا عين ما لك تدمعينـا أمن رمد بكيت فتكحلينـا
    أم أنت مريضة تبكين شجوا فشجوك مثله أبكى العيونا فناح به عليها. قال: وأخبرني من رآه بين عمودي سريرها ينوح به. الغناء للغريض في هذين البيتين خفيف ثقيل بالوسطى عن ابن المكي. وفيه ثقيل أول مجهول.
    تحاكم هو وابن سريج إلى سكينة
    بنت الحسين فساوت بينهما
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن سلام وأخبرنا وكيع قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن محمد بن سلام عن جرير، ورواه حماد عن أبيه عن ابن سلام عن جرير أيضا: أن سكينة بنت الحسين حجت فدخل إليها ابن سريج والغريض وقد استعار ابن سريج حلة لامرأة من قريش فلبسها؛ فقال لها ابن سريج: يا سيدتي، إني كنت صنعت صوتا وحسنته وتنوقت فيه، وخبأته لك في حريرة في درج مملوء مسكا فنازعنيه هذا الفاسق - يعني الغريض - فأردنا أن نتحاكم إليك فيه. فأينا قدمته فيه تقدم؛ قالت: هاته، فغناها:
    عوجي علينا ربة الهودج إنك إلا تفعلي تحرجي فقالت: هاته أنت يا غريض؛ فغناها إياها؛ فقالت لابن سريج: أعده، فأعاده، وقالت: يا غريض، أعده، فأعاده؛ فقالت: ما أشبهكما إلا بالجديين: الحار والبارد لا يدرى أيهما أطيب. وقال إسحاق في خبره: ما أشبهكما إلا باللؤلؤ والياقوت في أعناق الجواري الحسان لا يدرى أيهما أحسن.
    نسبة هذا الصوت
    صوت

    عوجي علينا ربة الـهـودج إنك إلا تفعلي تـحـرجـي
    إني أتيحـت لـي يمـانـية إحدى بني الحارث من مذحج
    نلبث حولا كـامـلا كـلـه لا نلتقي إلا على مـنـهـج
    في الحج إن حجت وماذا مني وأهله إن هي لم تـحـجـج
    أيسر ما نال مـحـب لـدى بين حبـيب قـولـه عـرج عروضه من السريع. والشعر للعرجي. والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو. وفيه للغريض ثقيل أول بالوسطى عن حبس. ولإسحاق في الأول والثالث ثقيل أول بالبنصر عن عمرو. وللأبجر فيه ثاني ثقيل بالخنصر في مجرى البنصر عن ابن المكي. ولعلوية خفيف ثقيل عن الهشامي. ولحكم خفيف رمل عنه أيضا.
    غنى عطاء بشعر العرجي فرده عليه
    أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن بشر قال حدثني إبراهيم بن المنذر قال حدثني حمزة بن عتبة اللهبي عن عبد الوهاب بن مجاهد أو غيره قال: كنت مع عطاء بن ابي رباح فجاءه رجل فأنشده قول العرجي:
    إني أتيحت لي يمانية وذكر الأبيات وختمها بقوله:
    في الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحـجـج قال فقال عطاء: بمنى والله وأهله خير كثير إذ غيبها الله وإياه عن مشاعره.
    قصة الأوقص المخزومي مع سكران يغني
    أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني إسحاق قال: ولي قضاء مكة الأوقص المخزومي فما رأى الناس مثله في عفافه ونبله، فإنه لنائم ليلة في جناح له إذ مر به سكران يتغنى:
    عوجي علينا ربة الهودج

    صفحة : 225

    فأشرف عليه فقال: يا هذا شربت حراما وأيقظت نياما وغنيت خطأ خذه عني فأصلحه له وانصرف.
    عطاء بن رباح والأبجر المغني
    أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني إسحاق عن حمزة بن عتبة اللهبي قال: مر الأبجر بعطاء وهو سكران فعذله وقال: شهرت نفسك بالغناء واطرحتها وأنت ذو مروءة، فقال: امرأته طالق ثلاثا إن برحت أو أغنيك صوتا، فإن قلت لي: هو قبيح تركته؛ فقال له عطاء: هات ويحك فقد أضررت بي، فغناه:
    في الحج إن حجت وماذا مني وأهله إن هي لم تحـجـج فقال له عطاء: الخير والله كله هناك حجت أو لم تحج، فاذهب الآن راشدا فقد برت يمينك.
    ابن أبي عتيق والغريض
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني المغيرة بن محمد قال حدثني هارون بن موسى الفروي قال حدثني بعض المدنيين قال: خرج ابن أبي عتيق على نجيب له من المدينة قد أوقره من طرف المدينة المشارب وغير ذلك، فلقي فتى من بني مخزوم مقبلا من بعض ضياعه، فقال: يابن أخي، أتصحبني? قال: نعم؛ قال المخزومي: فمضينا حتى إذا قربنا من مكة جنبنا عنها حتى جزناها فصرنا إلى قصر، فاستأذن ابن أبي عتيق فأذن له، فدخلنا فإذا رجل جالس كأنه عجوز بربرية مختضبة، لا أشك في ذلك، وإذا هو الغريض وقد كبر، فقال له ابن أبي عتيق: تشوقنا إليك، وأهدى له ما كان معه، ثم قال له: نحب أن نسمع؛ قال: أدع فلانة - جارية له - فجاءت فغنت، فقال: ما صنعت شيئا، ثم حل خضابه وغنى:
    عوجى علينا ربة الهودج فما سمعت أحسن منه قط، فأقمنا عنده أياما كثيرة وخبازه وطعامه كثير.
    ثم قال له ابن أبي عتيق: إني أريد الشخوص، فلم يبق بمكة تحفة عدني ولا يمان ولا عود إلا أوقر به راحلته. فلما ارتحلنا وبرزنا صاح به الغريض: هيا هيا، فرجعنا إليه؛ فقال: ألم ترووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يحشر من بقيعنا هذا سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر فقال له ابن أبي عتيق: بلى، فقال: هذه سن لي انتزعت فأحب أن تدفنها بالبقيع، فخرجنا والله أخسر اثنين لم نعتمر ولم ندخل مكة، حاملين سن الغريض حتى دفناها بالبقيع.
    غنى بعض أهل المدينة فطربوا لغنائه
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن بعض أهل المدينة قال: خرج الغريض مع قوم فغناهم هذا الصوت:
    جرى ناصح بالود بيني وبينهـا فقربني يوم الحصاب إلى قتلي فاشتد سرور القوم، وكان معهم غلام أعجبه، فطلب إليهم أن يكلموا الغلام في الخلوة معه ساعة ففعلوا، فانطلق مع الغلام حتى توارى بصخرة، فلما قضى حاجته أقبل الغلام إلى القوم، وأقبل الغريض يتناول حجرا حجرا يقرع به الصخرة، ففعل ذلك مرارا، فقالوا له: ما هذا يا غريض? قال: كأني بها قد جاءت يوم القيامة رافعة ذيلها تشهد علينا بما كان منا إلى جانبها، فأردت أن أجرح شهادتها علي ذلك اليوم.
    نسبة هذا الصوت
    صوت

    جرى ناصح بالود بيني وبينـهـا فقربني يوم الحصاب إلى قتلـي
    فقالت وأرخت جانب الستر إنمـا معي فتحدث غير ذي رقبة أهلي
    فقلت لها ما بي لهم منه ترقـب ولكن سري ليس يحمله مثـلـي عروضه من الطويل. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن سريج رمل بإطلاق الوتر مجرى البنصر عن إسحاق في الثلاثة الأبيات. وذكر يونس أن فيه لحنا لمالك، وفيه للغريض خفيف ثقيل أول بالوسطى عن حبش والهشامي وعلي بن يحيى وحماد بن إسحاق. ولمعبد فيه ثقيل أول بالبنصر عن حبش. ولابن محرز ثاني ثقيل بالوسطى عنه.
    كان عمر وجميل يتعارضان في الشعر
    حدثني علي بن صالح بن الهيثم قال حدثني أبو هفان عن إسحاق بن إبراهيم عن المسيبي والمدائني وابن سلام:

    صفحة : 226

    أن عمر بن أبي ربيعة كان يعارض جميلا، إذا قال هذا قصيدة قال هذا مثلها، فيقال: إن عمر في الرائية والعينية أشعر من جميل، وإن جميلا أشعر منه في اللامية. وقال الزبير فيما أخبرني به الحرمي بن أبي العلاء عنه: من الناس من يفضل قصيدة جميل اللامية على قصيدة عمر، وأنا لا أقول هذا، لأن قصيدة جميل مختلفة غير مؤتلفة، فيها طوالع النجد وخوالد المهد، وقصيدة عمر بن أبي ربيعة ملساء المتون، مستوية الأبيات، آخذ بعضها بأذناب بعض، ولو أن جميلا خاطب في قصيدته مخاطبة عمر لأرتج عليه وعثر كلامه به.
    أخبرني الحريم قال حدثنا الزبير قال حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثني شيخ من أهلي عن أبي الحارث بن نابتة مولى هشام بن الوليد المخزومي وهو الذي يقول له عمر بن أبي ربيعة:
    يا أبا الحارث قلبي طـائر فاستمع قول رشيد مؤتمن قال: شهدت عمر بن أبي ربيعة وجميلا بالأبطح، فأنشد جميل قصيدته التي يقول فيها:
    لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي بثينة أو أبدت لنا جانب الـبـخـل ثم قال: يا أبا الخطاب، هل قلت في هذا الوزن شيئا? قال: نعم؛ فأنشده قوله:
    جرى ناصح بالود بيني وبينها فقال جميل: هيهات يا أبا الخطاب، والله لا أقول مثل هذا سجيس الليالي، والله ما خاطب النساء مخاطبتك أحد وقام مشمرا.
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال: رأيت علماءنا جميعا لا يشكون في أن أحسن ما يروى في تعظيم السر قول عمر:
    ولكن سري ليس يحمله مثلي قال الزبير: وحدثني محمد بن إسماعيل قال حدثني ابن أبي الزناد قال: إنما اجتمع عمر بن أبي ربيعة وجميل بالجناب.
    سمع الفرزدق شعر ابن أبي ربيعة فمدحه
    أخبرني محمد بن أحمد الطلاس قال أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز عن المدائني: أن الفرزدق سمع عمر بن أبي ربيعة ينشد هذه القصيدة، فلما بلغ إلى قوله:
    فقمن وقد أفهمن ذا اللـب أنـمـا فعلن الذي يفعلن من ذاك من أجلي صاح الفرزدق وقال: هذا والله الشعر الذي أرادته الشعراء فأخطأته وبكت الديار.
    نسبة ما في قصيدة عمر وسائر هذه الأخبار من الأغاني سوى قصيدة جميل فإن لها أخبارا تذكر مع أخباره فمن ذلك قصيدة عمر التي أولها:
    جرى ناصح بالود بيني وبينها صوت

    قفي البغلة الشهباء بالله سلـمـي عزيزة ذات الدل والخلق الجزل
    فلما تواقفنا عرفت الـذي بـهـا كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
    فقلن لها هذا عشـاء وأهـلـنـا قريب ألما تسأمي مركب البغـل عروضه من الطويل. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لمعبد في الأول والثاني ثقيل أول بالوسطى عن عمرو بن بانة وعلي بن يحيى، وقيل إنه لمالك. ولابن محرز في الثاني والثالث خفيف ثقيل أول بالبنصر عن الهشامي. ولابن سريج في الأول ثقيل والثاني خفيف آخر بالوسطى وهو الذي فيه استهلال. ولمالك في الثاني والثالث ثاني ثقيل بالبنصر. ولإبراهيم فيهما خفيف ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى عن ابن المكي.
    صوت

    يا أبا الحارث قلبي طـائر فاستمع قول رشيد مؤتمن
    ليس حب فوق ما أحببتكـم غير أن أقتل نفسي أو أجن
    حسن الوجه نقـي لـونـه طيب النشر لذيذ المحتضن عروضه من الرمل. الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو، وقيل: إنه لابن عائشة: وذكر ابن المكي أنه للغريض في الثاني والثالث، وفيهما رمل يقال إنه لأهل مكة، ويقال: إنه لعبد الله بن يونس صاحب أيلة. وفيه ثقيل أول ذكر حبش أنه لابن سريج، وذكر غيره أنه لمحمد ابن السندي المكي، وأنه غناه بحضرة إسحاق فأخذه عنه.
    أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمربن شبة قال حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى قال: كان ابن عائشة يغني الهزج والخفيف؛ فقيل له: إنك لا تستطيع أن تغني غناء شجيا ثقيلا؛ فغنى:
    يا أبا الحارث قلبي طائر رجع الحديث إلى أخبار الغريض
    قيل إنه كان يتلقى غناءه عن الجن أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أيوب بن عباية عن مولى لآل الغريض قال:

    صفحة : 227

    حدثني بعض مولياتي وقد ذكرن الغريض فترحمن عليه وقلن: جاءنا يوما يحدثنا بحديث أنكرناه عليه ثم عرفنا بعد ذلك حقيقته، وكان من أحسن الناس وجها صغيرا وكبيرا، وكنا نلقى من الناس عنتا بسببه، وكان ابن سريج في جوارنا فدفعناه إليه فلقن الغناء، وكان من احسن الناس صوتا ففتن أهل مكة بحسن وجهه مع حسن صوته، فلما رأى ذلك ابن سريج نحاه عنه، وكانت بعض مولياته تعلمه النياحة فبرز فيها، فجاءني يوما فقال: نهتني الجن أن أنوح وأسمعتني صوتا عجيبا فقد ابتنيت عليه لحنا فاسمعيه مني، واندفع فغنى بصوت عجيب في شعر المرار الأسدي.

    حلفت لها بالله ما بين ذي الغضـا وهضب القنان من عيان ولا بكر
    أحب إلينا منـك دلا ومـا نـرى به عند ليلى من ثواب ولا أجـر فكذبناه وقلنا: شيء فكر فيه وأخرجه على هذا اللحن، فكان في كل يوم يأتينا فيقول: سمعت البارحة صوتا من الجن بترجيع وتقطيع قد بنيت عليه صوت كذا وكذا بشعر فلان، فلم يزل على ذلك ونحن ننكر عليه؛ فإنا لكذلك ليلة وقد اجتم
    avatar
    زيزو


    عدد المساهمات : 8
    نقاط : 8
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 03/01/2010

    الاغاني للاصفهاني 16 Empty رد: الاغاني للاصفهاني 16

    مُساهمة  زيزو الأحد يناير 03, 2010 3:17 pm

    تمام تمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 2:44 am