منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

منتدي جمال عزوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي جمال عزوز

منتدي الادب والفنون والكتابات النثرية والقصة القصيرة

المواضيع الأخيرة

» من كتاب الشخصية6
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية5
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية4
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية3
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية2
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin

» نموذج من بناء الشخصية
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin

» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin

» رواية جديدة
الاغاني للاصفهاني8 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

نوفمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

تصويت

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 254 مساهمة في هذا المنتدى في 142 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 35 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو sansharw فمرحباً به.

سحابة الكلمات الدلالية


2 مشترك

    الاغاني للاصفهاني8

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 150
    نقاط : 444
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    العمر : 50

    الاغاني للاصفهاني8 Empty الاغاني للاصفهاني8

    مُساهمة  Admin الخميس ديسمبر 31, 2009 8:46 am

    عامان ترقيق وعام تمـمـا لم يترك لحما ولم يترك دما
    ولم يدع في رأس عظم ملدما إلا رذايا ورجـالا رزمـا فخطبها مروان فتزوجها، فولدت له بشر بن مروان.
    أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أحمد بن معاوية عن إسحاق بن أيوب عن خليل بن عجلان في خبر النصيب مثل ما ذكره الزبير وإسحاق سواء.
    كان إذا أصاب مالا قسمه في مواليه
    وكان فيه كأحدهم وظل كذلك حتى مات
    أخبرني عمي قال حدثنا الكراني قال حدثنا العمري عن العتبي قال: دعا النصيب مواليه أن يستلحقوه فأبى، وقال: والله لأن أكون مولى لائقا أحب إلي من أن أكون دعيا لاحقا. وقد علمت أنكم تريدون بذلك مالي، ووالله لا أكسب شيئا أبدا إلا كنت أنا وأنتم فيه سواء كأحدكم، لا أستأثرو عليكم منه بشيء أبدا. قال: وكان كذلك معهم حتى مات، إذا أصاب شيئا قسمه فيهم، فكان فيه كأحدهم.
    نصيب والفرزدق بحضرة سليمان
    أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبيري، وحدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن إسمماعيل الجعفري قال: دخل النصيب على سليمان بن عبد الملك وعنده الفرزدق، فاستنشد الفرزدق وهو يرى أنه سينشده مديحا له، فأنشده قوله يفتخر:
    وركب كأن الريح تطلب عندهـم لها ترة من جذبها بالعـصـائب
    سروا يركبون الريح وهي تلفهـم على شعب الأكوار من كل جانب
    إذا استوضحوا نارا يقولون ليتهـا وقد خصرت أيديهم نار غـالـب قال: وعمامته على رأسه مثل المنسف؛ فغاظ سليمان وكلح في وجهه، وقال لنصيب: قم فأنشد مولاك ويلك فقام نصيب فأنشده قوله:
    اقول لركب صادرين لقـيتـهـم قفا ذات أوشال ومولاك قـارب
    قفوا خبروني عن سليمان إنـنـي لمعروفه من أهل ودان طالـب
    فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهـلـه ولو سكتوا أثنت عليك الحقـائب
    وقالوا عهدنـاه وكـل عـشـية بأبوابه من طالب العرف راكب
    هو البدر والناس الكواكب حولـه ولا تشبه البدر المضيء الكواكب فقال له سليمان: أحسنت والله يا نصيب وأمر له بجائزة ولم يصنع ذلك بالفرزدق. فقال الفرزدق وقد خرج من عنده:
    وخير الشعر أكرمه رجالا وشر الشعر ما قال العبيد نصيب وعبد العزيز بجبل المقطم
    أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري عن عمه موسى بن عبد العزيز قال: حمل عبد العزيز بن مروان النصيب بالمقطم مقطم مصر على بختي قد رحله بغبيط فوقه، وألبسه مقطعات وشي، ثم أمره أن ينشد؛ فاجتمع حوله السودان وفرحوا به، فقال لهم: أسررتكم? قالوا: إي والله. قال: والله لما يسوءكم من أهل جلدتكم أكثر.
    نصيب وجرير
    أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلام قال حدثني أبو العراف قال: مر جرير بنصيب وهو ينشد، فقال له: اذهب فأنت أشعر أهل جلدتك. قال: وجلدتك يا أبا حزرة.
    هشام بن عبد الملك ونصيب
    أخبرنا الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال حدثني أيوب بن عباية قال: بلغني أن النصيب كان إذا قدم على هشام بن عبد الملك أخلى له مجلسه واستنشده مراثي بني أمية، فإذا أنشده بكى وبكى معه. فأنشده يوما قصيدة له مدحه بها، يقول فيها:
    إذا استبق الناس العلا سبقتهم يمينك عفوا ثم صلت شمالها فقال له هشام: يا أسود، بلغت غاية المدح فسلني. فقال: يدك بالعطية أجود وأبسط من لساني بمسئلتك. فقال: هذا والله أحسن من الشعر، وحباه وكساه وأحسن جائزته.
    نصيب وإعتاقه ذوي قرابته
    أخبرني الحسين بن يحيى قال أخبرنا حماد بن إسحاق عن أبيه أيوب بن عباية قال:

    صفحة : 92

    أصاب نصيب من عبد العزيز بن مروان معروفا، فكتمه ورجع إلى المدينة في هيئة بذة، فقالوا: لم يصب بمدحه شيئا. فمكث مدة، ثم ساوم بأمه فابتاعها وأعتقها، ثم ابتاع أم أمه بضعف ما ابتاع به أمه فأعتقها. وجاءه ابن خالة له اسمه سحيم فسأله أن يعتقه، فقال له: ما معي والله شيء، ولكني إذا خرجت أخرجتك معي، لعل الله أن يعتقك. فلما أراد الخروج دفع غلاما له إلى مولى سحيم يرعى إبله وأخرجه معه، فسأل في ثمنه فأعطاهه وأعتقه. فمر به يوما وهو يزفن ويزمر مع السودان، فأنكر ذلك عليه وزجره. فقال له: إن كنت أعتقتني لأكون كما تريد فهذا والله ما لا يكون أبدا، وإن كنت أعتقتني لتصل رحمي وتقضي حقي فهذا والله الذي أفعله هو الذي أريده، أزفن وأزمر وأصنع ما شئت. فانصرف النصيب وهو يقول:
    إني اراني لسـحـيم قـائلا إن سحيما لم يثبنـي طـائلا
    نسيت إعمالي لك الرواحـلا وضربي الأبواب فيك سائلا
    عند الملوك أستثيب الـنـائلا حتى إذا آنست عتقا عاجلا
    وليتني منك القفا والكـاهـلا أخلقا شكسا ولونـا حـائلا استعجاله جائزة عند عبد العزيز
    ابن مروان، وليلى أم عبد العزيز
    قال إسحاق: وأبطأت جائزة النصيب عند عبد العزيز، فقال:
    وإن وراء ظهري يابن ليلى أناسا ينظرون متـى أؤوب
    أمامة منهم ولـمـأقـييهـا غداة البين في أثري غروب
    تركت بلادها ونأيت عنهـا فأشبه ما رأيت بها السلوب
    فأتبع بعضنا بعضا فلسـنـا نثيبك لكن الله الـمـثـيب فعجل جائزته وسرحه. قال إسحاق: فحدثني ابن كناسة قال: ليلى أم عبد العزيز كلبية. وبلغني عنه أنه قال: لا أعطي شاعرا شيئا حتى يذكرها في مدحي لشرفها؛ فكان الشعراء يذكرونها باسمها في أشعارهم.
    شرف نصيب لشعره
    أخبرني الحسين عن حماد عن أبيه عن ابن عباية قال: وقفت سوداء بالمدينة على نصيب وهو ينشد الناس، فقالت: بأبي أنت يابن عم وأمي ما أنت والله علي بخزي. فضحك وقال: والله لمن يخزيك من بني عمك أكثر ممن يزينك.
    خطبة ابن نصيب بنت سيده
    وما فعله نصيب في ذلك
    قال إسحاق وحدثني ابن عبابة وغيره أن ابنا لنصيب خطب بعد وفاة سيده الذي أعتقه بنتا له من أخيه، فأجابه إلى ذلك، وعرف أباه. فقال له: اجمع وجوه الحي لهذا الحال فجمعهم. فلما حضروا أقبل نصيب على أخي سيده فقال: أزوجت ابني هذا من ابنة أخيك? قال: نعم. فقال لعبيد له سود: خذوا برجل ابني هذا فجروه فاضربوه ضربا مبرحا، ففعلوا وضربوه ضربا مبرحا. وقال لأخي سيده: لولا أني أكره أذاك لألحقتك به. ثم نظر إلى شاب من أشراف الحي، فقال: زوج هذا ابنة أخيك وعلي ما يصلحهما في مالي، ففعل.
    نصيب وعبد الملك حين أراد منادمته
    أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث عن المدائني قال: دخل نصيب على عبد الملك فتغدى معه، ثم قال: هل لك فيما نتنادم عليه? فقال: تؤمنني ففعل. فقال: لوني حائل، وشعري مفلفل، وخلقتي مشوهة، ولم أبلغ ما بلغت من إكرامك إياي بشرف أب أو أم أو عشيرة، وإنما بلغته بعقلي ولساني. فأنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تحول بيني وبين ما بلغت به هذه المنزلة منك فأعفاه.
    سبب تسميته بهذا الاسم
    أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثني محمد بن صالح بن النطاح قال بلغني عن خلاذ بن مرة عن أبي بكر بن مزيد قال: لقيت النصيب يوما بباب هشام، فقلت له: يا أبا محجن، لم سميت نصيبا، ألقولك في شعرك عاينها النصيب? فقال: لا، ولكني ولدت عند أهل بيت من ودان، فقال سيدي: إيتونا بمولودنا هذا لننظر إليه. فلما رآني قال: إنه لمنصب الخلق؛ فسميت النصيب، ثم اشتراني عبد العزيز بن مروان فأعتقني.
    فصاحته وتخلصه إلى جيد الكلام
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن محمد بن كناسة أبي يحيى الأسدي قال: قال أبو عبد الله بن أبي إسحاق البصري: لئن وليت العراق لأستكتبن نصيبا لفصاحته وتخلصه إلى جيد الكلام.
    صدق الحديث مع عبد العزيز فأجازه
    أخبرني الأسدي قال حدثني محمد بن صالح عن أبيه عن محمد بن عبد العزيز الزهري. قال: حدثني نصيب قال:

    صفحة : 93

    دخلت على عبد العزيز بن مروان، فقال: أنشدني قولك:
    إذا لم يكـن بـين الـخـلـيلـين ردة سوى ذكر شيء قد مضى درس الذكر فقلت: ليس هذا لي، هذا لأبي صخر الهذلي، ولكني الذي أقول:
    وقفت بذي دوران أنشد نـاقـتـي وما إن بها لي من قلوص ولا بكر فقال لي عبد العزيز: لك جائزة على صدق حديثك، وجائزة على شعرك؛ فأعطاني على صدق حديثي ألف دينار، وعلى شعري ألف دينار.
    أوصاف نصيب الجسمية
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن عثمان بن حفص عن أبيه قال: رأيت النصيب وكان أسود خفيف العارضين ناتىء الحنجرة.
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الزبير قال حدثني إبراهيم بن يزيد السعدي عن جدته جمال بنت عون بن مسلم عن أبيها عن جدها قال: رأيت رجلا أسود مع امرأة بيضاء، فجعلت أعجب من سواده وبياضها، فدنوت منه وقلت: من أنت? قال: أنا الذي أقول:
    ألا ليت شعري ما الذي تحدثين بي غدا غربة النأي المفرق والبعـد
    لدى أم بكر حين تقترب الـنـوى بنا ثم يخلو الكاشحون بها بعـدي
    أتصرمني عند الألى هم لنا العـدا فتشمتهم بي أم تدوم على العهـد قال: فصاحت: بل والله تدوم على العهد. فسألت عنهما فقيل: هذا نصيب، وهذه أم بكر.
    نصيب وعبد الله بن جعفر
    أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثنا محمد بن صالح بن النطاح قال حدثني أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء قال: أتى النصيب عبد الله بن جعفر فحمله وأعطاه وكساه. فقال له قائل: يا أبا جعفر، أعطيت هذا العبد الأسود هذه العطايا فقال: والله لئن كان أسود إن ثناءه لأبيض، وإن شعره لعربي، ولقد استحق بما قال أكثر مما نال. وما ذاك إنما هي رواحل تنضى، وثياب تبلى، ودراهم تفنى، وثناء يبقى، ومدائح تروى أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن المدائني قال قال أبو الأسود: امتدح نصيب عبد الله بن جعفر وذكر مثله.
    نصيب ونسوة أردن سماع شعره
    أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا الخراز عن المدائني قال: قيل لنصيب: إن ها هنا نسوة يردن أن ينظرن إليك ويسمعن منك شعرك. قال: وما يصنعن بي يرين جلدة سوداء وشعرا أبيض، ولكن ليسمعن شعري من وراء ستر.
    تغنى منقذ الهلالي بشعر نصيب
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن عثمان بن حفص عن رجل ذكره قال: أتاني منقذ الهلالي ليلا، فضرب علي الباب. فقلت: من هذا? فقال: منقذ الهلالي. فخرجت إليه فزعا. فقال: البشرى. فقلت: وأي بشرى أتتني بك في هذا الليل? فقال: خير، أتاني أهل بدجاجة مشوية بين رغيفين فتعشيت بها، ثم أتوني بقنينة من نبيذ قد التقى طرفاها صفاء ورقة، فجعلت أشرب وأترنم بقول نصيب:
    بزينب ألمم قبل أن يظعن الركب ففكرت في إنسان يفهم حسنه ويعرف فضله، فلم أجد غيرك، فأتيتك مخبرا بذلك. فقلت: ما جاء بك إلا هذا? فقال: أولا يكفي ثم انصرف.
    عفة نصيب في شعره
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال: قال مسلمة لنصيب: أنت لا تحسن الهجاء. فقال: بلى والله، أتراني لا أحسن أن أجعل مكان عافاك الله أخزاك الله? قال: فإن فلانا قد مدحته فحرمك فاهجه، قال: لا والله ما ينبغي أن أهجوه، وإنما ينبغي أن أهجو نفسي حين مدحته. فقال مسلمة: هذا والله أشد من الهجاء.
    نصيب وعمر بن عبد العزيز
    في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أخبرني الحسين قال قال حماد: قرأت على أبي عن ابن عباية عن الضحاك الحزامي قال: دخل نصيب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يومئذ أمير المدينة، وهو جالس بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، فقال: أيها الأمير، ائذن لي أن أنشدك من مراثي عبد العزيز. فقال: لا تفعل فتحزنني، ولكن أنشدني قولك: قفا أخوي فإن شيطانك كان لك فيها ناصحا حين لقنك إياها. فأنشده: صوت

    قفا أخوي إن الدار لـيسـت كما كانت بعهدكما كما تكون
    ليالي تعلمـان وآل لـيلـى قطين الدار فاحتمل القطين
    فعوجا فانظرا أتبين عـمـا سألناهـا بـه أم لا تـبـين

    صفحة : 94


    فظلا واقفين وظل دمعـي على خدي تجود به الجفون
    فلولا إذ رأيت اليأس منهـا بدا أن كدت ترشقك العيون،
    برحت فلم يلمك الناس فيهـا ولم تغلق كما غلق الرهين في البيتين الأولين من هذه الأبيات والأخيرين لابن سريج خفيف رمل بالوسطى عن عمرو. وفيه للغريض خفيف ثقيل أول بالوسطى عن عمرو ويونس.
    قصة نصيب مع امرأة عجوز بالجحفة
    كان يختلف إليها
    أخبرني الحسين عن حماد عن أبيه عن أيوب بن عباية قال: كان نصيب ينزل على عجوز بالجحفة إذا قدم من الشأم، وكان لها بنية صفراء وكان يستحليها، فإذا قدم وهب لها دراهم وثيابا غير ذلك. فقدم عليهما قدمة وبات بهما، فلم يشعر إلا بفتى قد جاءها ليلا فركضها برجله، فقامت معه فأبطأت ثم عادت، وعاد إليها بعد ساعة فركضها برجله فقالت معه فأبطأت ثم عادت. فلما أصبح نصيب رأى أثر معتركهما ومغتسلهما. فلما أراد أن يرتحل قالت له العجوز وبنتها: بأبي أنت عادتك. فقال لها:
    أراك طموح العين ميالة الهوى لهذا وهذا منك ود ملاطـف
    فإن تحملي ردفين لا أك منهما فحبي فرد لست ممن يرادف ولم يعطها شيئا ورحل.
    حديث النصيب مع امرأة من ملل
    كان الناس ينزلون عندها
    قال أيوب: وكانت بملل امرأة ينزل بها الناس، فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة وعمران بن عبد الله بن مطيع ونصيب فلما رحلوا وهب لها القرشيان ولم يكن مع نصيب شيء، فقال لها: اختاري إن شئت أن أضمن لك مثل ما أعطياك إذا قدمت، وإن شئت قلت فيك أبياتا تنفعك. قالت: بل الشعر أحب إلي. فقال:
    ألا حي قبل البـين أم حـبـيب وإن لم تكن منا غدا بـقـريب
    لئن لم يكن حبيك حبا صدقـتـه فما أحد عندي إذا بـحـبـيب
    تهام أصابت قلـبـه مـلـلـية غريب الهوى يا ويح كل غريب فشهرها بذلك، فأصابت بقوله ذلك فيها خيرا.
    عمر ينهاه عن التشبيب بالنساء
    قال أيوب: ودخل النصيب على عمر بن عبد العزيز - رحمة الله عليه - بعد ما ولي الخلافة. فقال له: إيه يا أسود أنت الذي تشهر النساء بنسيبك فقال: إني قد تركت ذلك يا أمير المؤمنين، وعاهدت الله عز وجل ألا أقول نسيبا، وشهد له بذلك من حضر وأثنوا عليه خيرا. فقال: أما إذ كان الأمر هكذا فسل حاجتك. فقال: بنيات لي نفضت عليه سوادي فكسدن، أرغب بهن عن السودان ويرغب عنهن البيضان. قال: فتريد ماذا? قال: تفرض لهن، ففعل. قال: ونفقة لطريقي. قال: فأعطاه حلية سيفه وكساه ثوبيه، وكانا يساويان ثلاثين درهما.
    اجتماع النصيب والكميت ذي الرمة
    وتناشدهم الشعر
    أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة عن إسحاق الموصلي عن ابن كناسة قال: اجتمع النصيب والكميت وذو الرمة، فأنشدهما الكميت قوله:
    هل أنت عن طلب الأيفاع منقلب حتى بلغ إلى قوله فيها:
    أم هل ظغائن بالعلياء نـافـعة وإن تكامل فيها الأنس والشنب فعقد نصيب واحدة. فقال له الكميت: ماذا تحصي? قال: خطأك، باعدت في القول، ما الأنس من الشنب، ألا قلت كما قال ذو الرمة:
    لمياء في شفتيها حوة لعـس وفي اللثات وفي أنيابها شنب ثم أنشدهما قوله:
    أبت هذه النفس إلا ادكارا حتى بلغ إلى قوله:
    إذا ما الهجارس غنينها تجاوبن بالفلوات الوبارا فقال له النصيب: والوبار لا تسكن الفلوات. ثم أنشد حتى بلغ منها:
    كأن الغطامط من غليهـا أراجيز أسلم تهجو غفارا فقال النصيب: ما هجت أسلم غفارا قط، فانكسر الكميت وأمسك.
    نصيب وعبد الرحمن بن الضحاك
    ابن قيس الفهري
    أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن ابن الكلبي:

    صفحة : 95

    أن نصيبا مدح عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، فأمر له بعشر قلائص، وكتب بها إلى رجلين من الأنصار، واعتذر إليه وقال له: والله ما أملك إلا رزقي، وإني لأكره أن أبسط يدي في أموال هؤلاء القوم. فخرج حتى أتى الأنصاريين فأعطاهما الكتاب مختوما. فقرآه وقالا: قد أمر لك بثمان قلائص، ودفعا ذلك إليه. ثم عزل وولي مكانه رجل من بني نصر بن هوازن، فأمر بأن يتتبع ما أعطى ابن الضحاك ويرتجع، فوجد باسم نصيب عشر قلائص، فأمر بمطالبته بها. فقال: والله ما دفع إلي إلا ثماني قلائص فقال: والله ما تخرج من الدار حتى تؤدي عشر قلائص أو أثمانها، فلم يخرج حتى قبض ذلك منه. فلما قدم على هشام سمر عنده ليلة وتذاكروا النصري، فأنشده قوله فيه:
    أفي قلائص جرب كن من عمل أردى وتنزع من أحشائي الكبد
    ثمانيا كن في أهلي وعنـدهـم عشر فأي كتاب بعدنا وجـدوا
    أخانني أخوا الأنصار فانتقصـا منها فعندهما الفقد الذي فقـدوا
    وإن عاملك النصري كلفـنـي في غير نائرة دينا له صـعـد
    أذنب غيري ولم أذنب يكلفنـي أم كيف أقتل لا عقل ولا قـود قال: فقال هشام: لا جرم والله، لا يعمل لي النصري عملا أبدا، فكتب بعزله عن المدينة.
    شعر لنصيب في الجفر من نواحي ضرية
    أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أخبرنا الزبير بن بكار إجازة عن هارون بن عبد الله الزبيري عن شيخ من الجفر قال: قدم علينا النصيب فجلس في هذا المجلس وأومأ إلى مجلس حذاءه، فاستنشدناه، فأنشدنا قوله:
    ألا يا عقاب الوكر وكـر ضـرية سقتك الغوادي من عقاب ومن وكر
    تمر الليالـي مـا مـررن ولا أرى مرور الليالي منسياتي ابنة النضـر
    وقفت بذي دوران أنشد نـاقـتـي ومالي لديها من قلوص ولا بكـر
    وما أنشـد الـرعـيان إلا تـعـلة بواضحة الأنياب طيبة الـنـشـر
    أما والذي نادى من الطور عـبـده وعلم أيام المنـاسـك والـنـحـر
    لقد زادني للجفر حـبـا وأهـلـه ليال أقامتهن ليلى على الـجـفـر نصيب وعبد الملك بن مروان
    أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال أخبرني عمر بن إبراهيم السعدي عن يوسف بن يعقوب بن العلاء بن سليمان عن سلمة بن عبد الله بن أبي مسروح قال: قال عبد الملك بن مروان لنصيب أنشدني، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
    ومضمر الكشح يطويه الضجيع به طي الحمائل لا جاف ولا فقـر
    وذي روادف لا يلغي الإزار بهـا يلوى ولو كان سبعا حين يأتـزر فقال له عبد الملك: يا نصيب، من هذه? قال: بنت عم لي نوبية، لو رأيتها ما شربت من يدها الماء. فقال له: لو غير هذا قلت لضربت الذي فيه عيناك.
    رحلة نصيب إلى عبد العزيز ابن مروان كل عام يستميحه العطاء
    أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال حدثنا المدائني قال: كان عبد العزيز بن مروان اشترى نصيبا وأهله وولده فأعتقهم، وكان نصيب يرحل إليه في كل عام مستميحا فيجيزه ويحسن صلته. فقال فيه نصيب:
    يقول فيحسن القول ابن ليلى ويفعل فوق أحسن ما يقول
    فتـى لا يرزأ الـخـلان إلا مودتهم ويرزؤه الـخـلـيل
    فبشر أهل مصر فقد أتاهـم مع النيل الذي في مصر نيل نصيب وشاعر هجاه من أهل الحجاز
    أخبرني هاشم بن محمد بن هارون بن عبد الله بن مالك الخزاعي أبو دلف قال حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: كان نصيب يكنى أبا الحجناء، فهجاه شاعر من أهل الحجاز فقال:
    رأيت أبا الحجناء في الناس حائرا ولون أبي الحجناء لون البهـائم
    تراه على ما لاحه مـن سـواده وإن كان مظلوما له وجه ظالـم

    صفحة : 96

    فقيل لنصيب: ألا تجيبه فقال: لا، ولو كانت هاجيا لأحد لأجبته ولكن الله أوصلني بهذا الشعر إلى خير، فجعلت على نفسي ألا أقوله في شر، وما وصفني إلا بالسواد وقد صدق. أفلا أنشدكم ما وصفت به نفسي? قالوا بلى. فأنشدهم قوله:
    ليس السواد بناقصـي مـادام لـي هذا اللسـان إلـى فـؤاد ثـابـت
    من كان ترفعه منـابـت أصـلـه فبيوت أشعاري جعلن منـابـتـي
    كم بين أسـود نـاطـق بـبـيانـه ماضي الجنان وبين أبيض صامت
    إني ليحسدنـي الـرفـيع بـنـاؤه من فضل ذاك وليس بي من شامت ويروى مكان من فضل ذاك ، فضل البيان وهو أجود.
    أخبرني عمي ومحمد بن خلف قالا حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال حدثني عمي عن محمد بن سعد قال: قال قائل للنصيب: أيها العبد، مالك وللشعر? فقال: أما قولك عبد فما ولدت إلا وأنا حر، ولكن أهلي ظلموني فباعوني. وأما السواد فأنا الذي أقول:
    وإن أك حالكا لـونـي فـإنـي لعقل غير ذي سـقـط وعـاء
    وما نزلت بي الـحـاجـات إلا وفي عرضي من الطمع الحياء شعره في جارية طلبت منه أن يشبب بها
    أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد عن أبيه قال حدثت عن السدوسي قال: وقف نصيب على أبيات فاستسقى ماء، فخرجت إليه جارية بلبن أو ماء فسقته، وقالت: شبب بي: فقال: وما اسمك? فقالت: هند. ونظر إلى جبل وقال: ما اسم هذا العلم? قالت: قنا. فأنشأ يقول:
    أحب قنا من حب هند ولم أكن أبالي أقربا زاده الله أم بعـدا
    ألا إن بالقيعان من بطن ذي قنا لنا حاجة مالت إليه بنا عمـدا
    أروني قنا انظر إليه فإنـنـي أحب قنا إني رأيت به هنـدا قال: فشاعت هذه الأبيات، وخطبت هذه الجارية من أجلها، وأصابت بقول نصيب فيها خيرا كثيرا.
    قصته مع جارية خطبها فأبت ثم تزوجته
    أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عيسى بن إسماعيل بن نبيه قال حدثنا محمد بن سلام قال: دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك، فقال له: حدثني يا نصيب ببعض ما مر عليك. فقال: نعم، يا أمير المؤمنين علقت جارية حمراء، فمكثت زمانا تمنيني بالأباطيل، فلما ألححت عليها قالت: إليك عني، فوالله لكأنك من طوارق الليل. فقلت لها: وأنت والله لكأنك من طوارق النهار. فقالت: ما أظرفك يا أسود فغاظني قولها، فقلت لها: هل تدرين ما الظرف? إنما الظرف العقل. ثم قالت لي: انصرف حتى أنظر في أمرك. فأرسلت إليها هذه الأبيات:
    فإن أك حالكا فالمسك أحـوى وما لسواد جلدي مـن دواء
    ولي كرم عن الفحشـاء نـاء كبعد الأرض من جو السماء
    ومثلي في رجالكـم قـلـيل ومثلك ليس يعدم في النسـاء
    فإن ترضي فردي قول راض وإن تأبي فنحن على السواء قال: فلما قرأت الشعر قالت: المال والشعر يأتيان على غيرهما، فتزوجتني.
    استجادة الأصمعي شعرا لنصيب
    أخبرنا هاشم بن محمد قال حدثنا الرياشي قال: أنشدنا الأصمعي لنصيب وكان يستجيد هذه الأبيات ويقول إذا أنشدها: قاتل الله نصيبا ما أشعره.

    فإن يك من لوني السواد فـإنـنـي لكالمسك لا يروى من المسك ذائقه
    وما ضر أثوابي سوادي وتحتـهـا لباس من العلياء بيض بـنـائقـه
    إذا المرء لم يبذل من الود مثل مـا بذلت له فاعلم بأنـي مـفـارقـه نصيب وجرير
    أخبرني الفضل بن الحباب أبو خليفة قال حدثنا محمد بن سلام عن خلف: أن نصيبا أنشد جريرا شيئا من شعره، فقال له: كيف ترى يا أبا حرزة? فقال له: أنت أشعر أهل جلدتك.
    نصيب والوليد بن عبد الملك
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن إسماعيل عن عبد العزيز بن عمران بن محمد عن المسور بن عبد الملك قال:

    صفحة : 97

    قال نصيب لعبد الرحمن بن أزهر: أنشدت الوليد بن عبد الملك، فقال لي: أنت أشعر أهل جلدتك، والله ما زاد عليها فقال لي عبد الرحمن: يا أبا محجن، أفرضيت منه أن جعلك أشعر السودان فقط? فقال له: وردت والله يابن أخي أنه أعطاني أكثر من هذا، ولكنه لم يفعل ولست بكاذبك.
    نصيب ووصفه لشعره وشعر معاصريه
    أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة قال: قال لي محمد بن عبد ربه: دخلت مسجد الكوفة، فرأيت رجلا لم أر قط مثله ولا أشد سوادا منه، ولا أنقى ثيابا منه، ولا أحسن زيا. فسألت عنه، فقيل: هذا نصيب. فدنوت منه فحدثته، ثم قلت له: أخبرني عنك وعن أصحابك. فقال: جميل إمامنا، وعمر بن أبي ربيعة أوصفنا لربات الحجال، وكثير أبكانا على الدمن وأمدحنا للملوك، وأما أنا فقد قلت ما سمعت. فقلت له: إن الناس يزعمون أنك لا تحسن أن تهجو. فضحك ثم قال: أفتراهم يقولون: إني لا أحسن أن أمدح? فقلت لا. فقال: أفما تراني أحسن أن أجعل مكان عافاك الله أخزاك الله? قال قلت بلى. قال: فإني رأيت الناس رجلين: إما رجل لم أسأله شيئا فلا ينبغي أن أهجوه فأظلمه، وإما رجل سألته فمنعني فنفسي كانت أحق بالهجاء، إذ سولت لي أن أساله وأن أطلب ما لديه.
    نصيب وكثير والأحوص
    في مجلس امرأة من بني أمية
    أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني عبد الله بن إسماعيل بن أبي عبيد الله كاتب المهدي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثني أبو يوسف التجيبي قال حدثني إسماعيل بن المختار مولى آل طلحة وكان شيخا كبيرا قال: حدثني النصيب أبو محجن أنه خرج هو وكثير والأحوص غب يوم أمطرت فيه السماء، فقال: هل لكم في أن نركب جميعا فنسير حتى نأتي العقيق فنمتع فيه أبصارنا? فقالوا نعم. فركبوا أفضل ما يقدرون عليه من الدواب، ولبسوا أحسن ما يقدرون عليه من الثياب، وتنكروا ثم ساروا حتى أتوا العقيق، فجعلوا يتصفحون ويرون بعض ما يشتهون، حتى رفع لهم سواد عظيم فأموه حتى أتوه، فإذا وصائف ورجال من الموالي ونساء بارزات، فسألنهم أن ينزلوا، فاستحيوا أن يجيبوهن من أول وهلة، فقالوا: لا نستطيع أو نمضي في حاجة لنا. فحلفنهم أن يرجعوا إليهن، ففعلوا وأتوهن، فسألنهم النزول فنزلوا. ودخلت امرأة من النساء فاستأذنت لهم، فلم تلبث أن جاءت المرأة فقالت: ادخلوا. فدخلنا على امرأة جميلة برزة على فرش لها، فرحبت وحيت، وإذا كراسي موضوعة، فجلسنا جميعا في صف واحد كل إنسان على كرسي. فقالت: إن أحببتم أن ندعو بصبي لنا فنصيحه ونعرك أنذه فعلنا، وإن شئتم بدأنا بالغداء. فقلنا: بل تدعين بالصبي ولن يفوتنا الغداء. فأومأت بيدها إلى بعض الخدم، فلم يكن إلا كلا ولا حتى جاءت جارية جميلة قد سترت بمطرف، فأمسكوه عليها حتى ذهب بهرها، ثم كشف عنها وإذا جارية ذات جمال قريبة من جمال مولاتها، فرحبت بهم وحيتهم، فقالت لها مولاتها: خذي - ويحك - من قول النصيب عافى الله أبا محجن:
    ألا هل من البين المفرق من بد وهل مثل أيام بمنقطع السعـد
    تمنيت أيامي أولئك، والمـنـى على عهد عاد ما تعيد ولا تبدي فغنته، فجاءت به كأحسن ما سمعته قط بأحلى لفظ وأشجى صوت. ثم قالت لها: خذي أيضا من قول أبي محجن عافى الله أبا محجن:
    أرق الـمـحـب وعـــاده ســـهـــده لطـوارق الـهـم الـــتـــي تـــرده
    وذكـرت مـن رقـت لــه كـــبـــدي وأبـى فـلـيس تـرق لـي كـــبـــده
    لا قومه قومي ولا بلدي فنكون حينا جيزة بلده
    ووجدت وجدا لم يكن أحد قبـلـي مـن أجـل صـبـــابة يجـــده
    إلا ابـن عـجـلان الـذي تـبـــلـــت هنـد فـفـات بـنـفـسـه كـــمـــده قال: فجاءت به أحسن من الأول، فكدت أطير سرورا. ثم قالت لها: ويحك خذي من قول أبي محجن عافى الله أبا محجن:
    فيا لك من ليل تمتعت طـولـه وهل طائف من نائم متمـتـع
    نعم إن ذا شجو متى يلق شجوه ولو نائما مستعتـب أو مـودع
    له حاجة قد طالما قد أسـرهـا من الناس في صدر بها يتصدع
    تحملها طول الزمان لعـلـهـا يكون لها يوما من الدهر منزع

    صفحة : 98


    وقد قرعت في أم عمرو لي العصا قديما كما كانت لذي الحلم تقـرع قال: فجاءت والله بشيء حيرني وأذهلني طربا لحسن الغناء وسرورا باختيارها الغناء في شعري، وما سمعت فيه من حسن الصنعة وجودتها وإحكامها. ثم قالت لها: خذي أيضا من قول أبي محجن، عافى الله أبا محجن:
    يا أيها الركب إني غير تابعكم حتى تلموا وأنتم بي ملمونـا
    فما أرى مثلكم ركبا كشكلكم يدعوهم ذو هوى إلا يعوجونا
    أم خبروني عن دائي بعلمكـم وأعلم الناس بالداء الأطبونـا قال نصيب: فوالله لقد زهيت بما سمعت زهوا خيل إلي أني من قريش، وأن الخلافة لي. ثم قالت: حسبك يا بنية هات الطعام يا غلام فوثب الأحوص وكثير وقالا: والله لا نطعم لك طعاما ولا نجلس لك في مجلس؛ فقد أسأت عشرتنا واستخففت بنا، وقدمت شعر هذا على أشعارنا، واستمعت الغناء فيه، وإن في أشعارنا لما يفضل شعره، وفيها من الغناء ما هو أحسن من هذا. فقالت: على معرفة كل ما كان مني، فأي شعركما أفضل من شعره? أقولك يا أحوص:
    يقر بعيني ما يقر بـعـينـهـا وأحسن شيء ما به العين قرت أو قولك يا كثير في عزة:
    وما حسـبـت ضـمـرية جـدوية سوى التيس ذي القرنين أن لها بعلا أم قولك فيها:
    إذا ضمرية عطست فنكها فإن عطاسها طرف السفاد قال: فخرجا مغضبين واحتبستني، فتغديت عندها، وأمرت لي بثلثمائة دينار وحلتين وطيب، ثم دفعت إلي مائتي دينار وقالت: ادفعها إلى صاحبيك؛ فإن قبلاها وإلا فهي لك. فأتيتهما منازلهما فأخبرتهما القصة. فأما الأحوص فقبلها، وأما كثير فلم يقبلها، وقال: لعن الله صاحبتك وجائزتها ولعنك معها فأخذتها وانصرفت.
    فسألت النصيب: ممن المرأة?. فقال: من بني أمية ولا أذكر اسمها ما حييت لأحد.
    رثاء نصيب عبد العزيز وقد مات بسكر
    من قرى الصعيد
    أخبرني عيسى بن يحيى الوراق عن أحمد بن الحارث الخراز قال حدثنا المدائني قال: وقع الطاعون بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان إياها، فخرج هاربا منه فنزل بقرية من الصعيد يقال لها سكر . فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك، فقال له عبد العزيز: ما اسمك? فقال: طالب بن مدرك. فقال: أوه، ما أراني راجعا إلى الفسطاط أبدا ومات في تلك القرية. فقال نصيب يرثيه:
    أصبت يوم الصعيد من سكـر مصيبة ليس لي بهـا قـبـل
    تالله أنسى مصـيبـتـي أبـدا ما أسمعتني حنينهـا الإبـل
    ولا التبكي عـلـيه أعـولـه كل المصيبات بعده جـلـل
    لم يعلم النعش ما عليه من ال عرف ولا الحاملون ما حملوا
    حتى أجنوه في ضريحـهـم حين انتهى من خليلك الأمـل غنى في هذه الأبيات ابن سريج، ولحنه رمل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق، وذكر الهشامي أن له فيه لحنا من الهزج، وذكر ابن بانة أن الرمل لابن الهربذ.
    أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن مصعب الزبيري عن مشيخة من أهل الحجاز: أن نصيبا دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له: أنشدني بعض ما رثيت به أخي؛ فأنشده قوله:
    عرفت وجربت الأمور فمـا أرى كماض تلاه الغابر المـتـأخـر
    ولكن أهل الفضل من أهل نعمتي يمرون أسلافا أمامي وأغـبـر
    فإن أبكه أعذر وإن أغلب الأسـى بصبر فمثلي عندما اشتد يصبـر
    وكانت ركابي كلما شئت تنتحـي إليك فتقضي نحبها وهي ضمـر
    ترى الورد يسرا والثواء غنـيمة لديك وتثنى بالرضا حين تصـدر
    فقد عريت بعد ابن ليلى فإنـمـا ذراها لمن لاقت من الناس منظر
    ولو كان حيا لم يزل بدفـوفـهـا مراد لغربان الطريق ومنـقـر
    فإن كن قد نلن ابن ليلـى فـإنـه هو المصطفى من أهله المتخير فلما سمع عبد الملك قوله:
    فإن أبكه أعذر وإن أغلب الأسى بصبر فمثلي عندما اشتد يصبر

    صفحة : 99

    قال له: ويلك أنا كنت أحق بهذ الصفة في أخي منك فهلا وصفتني بها وجعل يبكي.
    نصيب وعبد الله بن إسحاق البصري
    أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن أبي يحيى محمد بن كناسة قال: قال لي عبد الله بن إسحاق البصري: لو وليت العراق لاستكتبت نصيبا. قلت: لماذا? قال لفصاحته وحسن تخلصه إلى جيد الكلام، ألم تسمع قوله:
    فلا النفس ملتها ولا العين تنتهي إليها سوام الطرف عنها فترجع
    رأتها فما ترتد عنـهـا سـآمة ترى بدلا منها به النفس تقنـع نصيب وإبراهيم بن هشام
    أخبرني الحرمي عن الزبير عن محمد بن الحسن قال: دخل نصيب على إبراهيم بن هشام فأنشده مديحا له. فقال إبراهيم: ما هذا بشيء أين هذا من قول أبي دهبل لصاحبنا ابن الأزرق حيث يقول:
    إن تغد من منقلي نخلان مرتحـلا يرحل من اليمن المعروف والجود قال: فغضب نصيب ونزع عمامته وبرك عليها، وقال: لئن تأتونا برجال مثل ابن الأزرق نأتكم بمثل مديح أبي دهبل أو أحسن؛ إن المديح والله إنما يكون على قدر الرجال. قال: فأطرق ابن هشام، وعجبوا من إقدام نصيب عليه، ومن حلم ابن هشام وهو غير حليم.
    نصيب وأم بكر الخزاعية
    أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري: أن نصيبا كان ربما قدم من الشأم فيطرح في حجر أم بكر الخزاعية أربعمائة دينار، وأن عبد الملك بن مروان ظهر على تعلقه بها ونسيبه فيها، فنهاه عن ذلك حتى كف.
    نصيب وشيء من أوصافه الخلقية
    أخبرني محمد بن يزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن عثمان بن حفص الثقفي عن أبيه قال: رأيت النصيب بالطائف، فجاءنا وجلس في مجلسنا وعليه قميص قوهي ورداء وحبرة، فجعل ينشدنا مديحا لابن هشام، ثم قال: إن الوادي مسبعة، فمن أهل المجلس? قالوا: ثقيف؛ فعرف أنا نبغض ابن هشام ويبغضنا، فقال: إنا لله أبعد ابن ليلى أمتدح ابن جيداء فقال له أهل المجلس: يا أبا محجن، أتطلب القريض أحيانا فيعسر عليك? فقال: إي والله لربما فعلت، فآمر براحلتي فيشد بها رحلي، ثم أسير في الشعاب الخالية، وأقف في الرباع المقوية، فيطربني ذلك ويفتح لي الشعر. والله إني على ذلك ما قلت بيتا قط تستحي الفتاة الحيية من إنشاده في ستر أبيها. قال إسحاق قال عثمان بن حفص فوصفه أبي وقال: كأني أراه صدعا خفيف العارضين ناتىء الحنجرة.
    نصيب وابن أبي عتيق
    أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد عن أبيه عن محمد بن كناسة قال: أنشد نصيب قوله:
    وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا لها بارق نحو الحجـاز أطـير فسمعه ابن أبي عتيق، فقال: يابن أم، قل غاق فإنك تطير. يعني أنه غراب أسود.
    أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال أخبرني أحمد بن محمد الأسدي أسد قريش قال: قال ابن أبي عتيق لنصيب: إني خارج، أفترسل إلى سعدى بشيء? قال: نعم، بيتي شعر. قال: قل، فقال:
    أتصبر عن سعدى وأنت صبـور وأنت بحسن الصبر منك جـدير
    وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا سنى بارق نحو الحجاز أطـير قال: فأنشد ابن أبي عتيق سعدى البيتين، فتنفست تنفسة شديدة. فقال ابن أبي عتيق: أوه أجبته والله بأجود من شعره، ولو سمعك خليلك لنعق وطار إليك.
    نصيب والحكم بن المطلب
    أخبرني علي بن صالح بن الهيثم الكاتب قال حدثني أبو هفان عن إسحاق الموصلي عن المسيبي قال: قال أبو النجم: أتيت الحكم بن المطلب فمدحته، وخرج إلى السعاية فخرجنا معه ومعه عدة من الشعراء. فبينا هو مع أصحابه يوما واقف، إذا براكب يوضع في السراب وإذا هو نصيب، فتقدم إليه فمدحه فأمر بإنزاله، فمكث أياما حتى أتاه فقال: إني قد خلفت صبية صغارا وعيالا ضعافا. فقال له: ادخل الحظيرة فخذ منها سبعين فريضة. فقال له: جعلني الله فداك قد أحسنت ومعي ابن لي أخاف أن يثلمها علي. قال: فادخل فخذ له سبعين فريضة أخرى؛ فانصرف بمائة وأربعين فريضة.
    أخبرنا الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير عن محمد بن الضحاك عن عثمان عن أبيه قال:

    صفحة : 100

    قيل لنصيب: هرم شعرك. قال: لا والله ما هرم، ولكن العطاء هرم، ومن يعطيني مثل ما أعطاني الحكم بن المطلب خرجت إليه وهو ساع على بعض صدقات المدينة، فلما رأيته قلت:
    أبا مروان لست بخارجـي وليس قديم مجدك بانتحـال
    أغر إذا الرواق انجاب عنه بدا مثل الهلال على المثال
    تراءاه العيون كما تـراءى عشية فطرها وضح الهلال قال: فأعطاني أربعمائة ضائنة ومائة لقحة، وقال: ارفع فراشي؛ فرفعته فأخذت من تحته مائتي دينار.
    نصيب وكثير عند أبي عبيدة
    ابن عبد الله بن زمعة
    أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا الزبير قال حدثني أسعد بن عبد الله المري عن إبراهيم بن سعيد بن بشر بن عبد الله بن عقيل الخارجي عن أبيه قال: والله إني لمع أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة في حواء له، إذ جاءه كثير فحياه، فاحتفى به، ودعا بالغداء فشرعنا فيه وشرع معنا كثير؛ وجاء رجل فسلم فرددنا عليه السلام واستدنيناه، فإذا نصيب في بزة جميلة قد وافى الحج قادما من الشأم، فأكب على أبي عبيدة فعانقه وسأله ثم دعاه إلى الغداء، فأكل مع القوم، فرفع كثير يده وأقلع عن الطعام، وأقبل عليه أبو عبيدة والقوم جميعا يسألونه أن يأكل، فأبى فتركوه. وأقبل كثير على نصيب فقال: والله يا أبا محجن، إن أثر أهل الشأم عليك لجميل، لقد رجعت هذه الكرة ظاهر الكبر قليل الحياء. فقال له نصيب: لكن أثر الحجاز عليك يا أبا صخر غير جميل. لقد رجعت وإنك لزايد النقص، كثير الحماقة. فقال كثير: أنا والله أشعر العرب حيث أقول لمولاتك:
    إذا أمسيت بطن مجاح دوني وعمق دون عزة فالبقـيع
    فليس بلائمي أحد يصـلـي إذا أخذت مجاريها الدموع فقال له نصيب: أنا والله أشعر منك حيث أقول لابنة عمك:
    خليلي إن حلت كـلـية فـالـربـا فذا أمج فالشعب ذا الماء والحمض
    فأصبح من حوران رحلي بمـنـزل يبعده من دونـهـا نـازح الأرض
    وأيأستما أن يجمع الدهـر بـينـنـا فخوضا لي السم المصرح بالمحض
    ففي ذاك من بعض الأمور سـلامة وللموت خير من حياة على غمض قال: فاقتحم إليه كثير، وثبت له النصيب. فلما نالته رجلاه رمحه نصيب بساقه رمحة طاح منها بعيدا عنه، فما زال راقدا حتى أيقظناه عشيا لرمي الجمار.
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير عن محمد بن موسى بن طلحة عن عبد الله بن عمر بن عثمان النحوي عن أنيس بن ربيعة الأسلمي أنه قال: غدوت يوما إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة وهو محتل بالرحبة، فألفيت عنده جماعة منا ومن غيرنا، فأتاه آت فقال له: ذاك النصيب منذ ثلاث بالفرش من ملل متلدد كأنه واله في أثر قوم ظاعنين. فنهض أبو عبيدة ونهضنا معه، فإذا نصيب على المنحر من صفر. فلما عايننا وعرف أبا عبيدة هبط؛ فسأله عن أمره، فأخبره أنه تبع قوما سائرين وأنه وجد آثارهم ومحلهم بالفرش فاستولهه ذلك. فضحك به أبو عبيدة والقوم، وقالوا له: إنما يهتر إذا عشق من انتسب عذريا، فأما أنت فما لك ولهذا? فاستحيا وسكن. وسأله أبو عبيدة: هل قلت في مقامك شعرا? قال: نعم وأنشد:
    لعمري لئن أمسيت بالفرش مقصـدا ثوياك عبـود وعـدنة أو صـفـر
    ففرع صبـا أو تـيمـم مـصـعـدا لربع قديم العهد ينـتـكـف الأثـر
    دعا أهله بالشأم بـرق فـأوجـفـوا ولم أر متبوعا أضر من الـمـطـر
    لتستبدلن قلبـا عـينـا سـواهـمـا وإلا أتى قصدا حشاشتـك الـقـدر
    خليلي فيما عشـتـمـا أو رأيتـمـا هل اشتاق مضرور إلى من به أضر
    نعم ربما كان الـشـقـاء مـتـيحـا يغطي على سمع ابن آدم والبصـر قال: فانصرف به أبو عبيدة إلى منزله، وأطعمه وكساه وحمله، وانصرف وهو يقول:
    أصاب دواء علتك الطـبـيب وخاض لك السلو ابن الربيب
    وأبصر من رقاك منفـثـات وداؤك كان أعرف بالطبيب نصيب ويزيد بن عبد الملك
    أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال:

    صفحة : 101

    دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك ذات يوم، فأنشده قصيدة امتدحه بها، فطرب لها يزيد واستحسنها، فقال له: أحسنت يا نصيب سلني ما شئت. فقال: يدك يا أمير المؤمنين بالعطاء أبسط من لساني بالمسألة فأمر به فملىء فمه جوهرا، فلم يزل به غنيا حتى مات.
    نصيب وإبراهيم بن هشام
    أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير قال حدثنا أبو غزية عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: دخل نصيب على إبراهيم بن هشام وهو وال على المدينة، فأنشده قوله:
    يابن الهشامين لا بيت كبيتهمـا إذا تسامت إلى أحسابها مضر فقال له إبراهيم: قم يا أبا محجن إلى تلك الراحلة المرحولة فخذها برحلها. فقام إليها نصيب متباطئا والناس يقولون: ما رأينا عطية أهنأ من هذه ولا أكرم ولا أعجل ولا أجزل. فسمعهم نصيب فأقبل عليهم وقال: والله إنكم قلما صاحبتم الكرام وما راحلة ورحل حتى ترفعوهما فوق قدرهما نصيب وهشام بن عبد الملك
    أخبرني الحرمي وعيسى بن الحسين قالا حدثنا الزبير عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: استبطأ هشام بن عبد الملك حين ولي الخلافة نصيبا ألا يكون جاءه وافدا عليه مدحا له ووجد عليه. وكان نصيب مريضا، فبلغه ذلك حين برأ، فقدم عليه وعليه أثر المرض وعلى راحلته أثر النصب، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
    حلفت بمن حجت قريش لبـيتـه وأهدت له بدنا عليهـا الـقـلائد
    لئن كنت طالت غيبتي عنك إننـي بمبلغ حولي في رضاك لجاهـد
    ولكنني قد طال سقمي وأكثـرت علي العهاد المشفقات الـعـوائد
    صريع فراش لا يزلن يقلـن لـي بنصح وإشفاق متى أنت قـاعـد
    فلما زجرت العيس أسرت بحاجتي إليك وذلت للسـان الـقـصـائد
    وإني فلا تستبطنـي بـمـودتـي ونصحي وإشفاقي إليك لعـامـد
    فلا تقصني حتى أكون بصـرعة فييأس ذو قربي ويشمت حـاسـد
    أنلني وقربنـي فـإنـي بـالـغ رضاك بعفو مـن نـداك وزائد
    أبت نائما أما فـؤادي فـهـمـه قليل وأما مس جلـدي فـبـارد
    وقد كان لي منكم إذا ما لقيتـكـم ليان ومعروف وللـخـير قـائد
    إليك رحلت العيس حتى كأنـهـا قسي السرى ذبلا برتها الطـرائد
    وحتى هواديها دقاق وشـكـوهـا صريف وباقي النقي منها شرائد
    وحتى ونت ذات المراح فأذعنـت إليك وكل الراسمات الحـوافـد قال: فرق له هشام وبكى، قال له: ويحك يا نصيب لقد أضررنا بك وبرواحلك. ووصله وأحسن صلته واحتفل به.
    نصيب وعبد الواحد النصري أمير المدينة
    أخبرنا الحرمي عن الزبير عن عمه عن أيوب بن عبابة قال: قدم نصيب على عبد الواحد النصري وهو أمير المدينة بفرض من أمير المؤمنين يضعه في قومه من بني ضمرة، فأدخلهم عليه ليفرض لهم وفيهم أربعة غلمة لم يحتلموا، فردهم النصري. فكلمه نصيب كلاما غليظا إدلالا بمنزلته عند الخليفة، فأشار إليه إبراهيم بن عبد الله بن مطيع أن اسكت وكف واخرج، فإني كافيك. فلما خرج إبراهيم لقيه نصيب، فقال له: أشرت إلي فكرهت أن أغضبك، فما كرهت لي من مراجعته والصلابة له ومن ورائي المستعتب من أمير المؤمنين? فقال إبراهيم: هو رجل عربي حديد غلق، وخشيت إن جاذبته شيئا ألا يرجع عنه وأن يمضي عليه ويلج فيه، وهو مالك للأمر وله فيه سلطان، فأردت أن تخرج قبل أن يلج ويظهر منه ما لا يرجع عنه فيمضي عليه ويلج فيه، فتنتظر لتصادف منه طيب نفس فتكلمه ونرفدك عنده. فقال نصيب:
    يومان يوم لزريق فسل يومه الآخر سمح فضل أنا - جعلت فداءك - فاعل ذلك، فإذا رأيت القول فأشر إلي حتى أكلمه.
    قال: ودخل إليه نصيب عشيات، كل ذلك يشير إليه ابن مطيع ألا يكلمه، حتى صادف عشية من العشيات منه طيب نفس، فأشار إليه أن كلمه. فكلمه نصيب فأصاب مختله بكلامه، ثم قال: إني قد قلت شعرا فاسمعه أيها الأمير وأجزه، ثم قال:
    أهاج البكا ربع بأسفل ذي الـسـدر عفاه اختلاف العصر بعدك والقطر

    صفحة : 102


    نعم فثناني الوجد فاشتـقـت لـلـذي ذكرت وليس الشوق إلا مع الذكـر
    حلفت برب الموضعـين لـربـهـم وحرمة ما بين المقام إلى الحـجـر
    لئن حاجتي يوما قضيت ورشتـنـي بنفحة عرف من يديك أبـا بـشـر
    لتعترفـن الـدهـر مـنـي مـودة ونصحا على نصح وشكرا على شكر
    سقى الله صوب المزن أرضا عمرتها بري وأسقاها بلاد بـنـي نـصـر
    بوجهك فاستعملت ما دمـت خـائفـا لربك تقضي راشدا آخـر الـدهـر
    لتنقذ أصحابـي وتـسـتـر عـورة بدت لك من صحبي فإنك ذو ستـر
    فما بأمير المؤمـنـين إلـى الـتـي سألت فأعطاني لقومي مـن فـقـر
    وقد خرجت منه إلـيك فـلا تـكـن بموضع بيضات الأنوق من الوكـر قال: فقال عثمان بن حيان المري وهو عنده - وكان قد جاءه بالقود من ابن حزم -: قد احتلم الآن القوم أيها الأمير، واستوجبوا الفرض. ورفده ابن مطيع فأحسن، واشتد عليه أن شركه ابن حيان في رفده وتشييعه وقال النصري لابن مطيع وابن حيان: صدقتما قد احتلموا واستوجبوا الفرض، افرض لهم يا فلان - لكاتب من كتابه - ففرض لهم.
    عشقه أمة لبني مدلج وشعره فيها
    أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني جعفر بن علي اليشكري قال حدثني الرياشي عن العتبي قال: دخل نصيب على عبد العزيز بن مروان، فقال له عبد العزيز وقد طال الحديث بينهما: هل عشقت قط? قال: نعم، أمة لبني مدلج. قال: فكنت تصنع ماذا? قال: كانوا يحرسون
    avatar
    rema


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 14
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 14/12/2009

    الاغاني للاصفهاني8 Empty رد: الاغاني للاصفهاني8

    مُساهمة  rema الأحد يناير 03, 2010 3:36 pm

    فين الاجزاء التانية

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:52 am