ومـمـن ولـدوا عــام ر ذو الطول وذو العرض
وهـم بـووا ثـقـيفـا دا ر لاذل ولاخـفـــض فأقبل على الرجل وتركني وقال: كم عطاؤك? فقال: ألفان، فأقبل علي فقال: كم عطاؤك? فقلت: خمسمائة؛ فأقبل على كاتبه وقال: اجعل الألفين لهذا والخمسمائة لهذا؛ فانصرفت بها.
وقوله: ومنهم من يجيز الناس فإن إجازة الحج كانت لخزاعة فأخذتها منهم عدوان فصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة أحد بني وابش بن يزيد بن عدوان وله يقول الراجز:
خلوا السبيل عن أبي سيارة وعن مواليه بن فـزاره
حتى يجيز سالما حمـاره مستقبل الكعبة يدعو جاره قال: وكان أبو سيارة يجيز الناس في الحج بأن يتقدمهم على حمار، ثم يخطبهم فيقول: اللهم أصلح بين نسائنا، وعاد بين رعائنا، واجعل المال في سمحائنا، أوفوا بعهدكم، وأكرموا جاركم، واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كما نغير، وكانت هذه إجازته، ثم ينفر ويتبعه الناس. ذكر ذلك أبو عمرو الشيباني والكلبي وغيرهما.
قصته مع بناته الأربع وقد أردن الزواج
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو بكر العليمي قال حدثنا محمد بن داود الهشامي قال: كان لذي الإصبع أربع بنات وكن يخطبن إليه فيعرض ذلك عليهن فيستحين ولا يزوجهن، وكانت أمهن تقول: لو زوجتهن فلا يفعل. قال: فخرج ليلة إلى متحدث لهن فاستمع عليهن وهن لا يعلمن فقلن: تعالين نتمنى ولنصدق، فقالت الكبرى:
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى حديث الشباب طيب الريح والعطر
طبيب بأدواء الـنـسـاء كـأنـه خليفة جان لاينـام عـلـى وتـر فقلن لها: أنت تحبين رجلا ليس من قومك. فقالت الثانية:
ألا هل أراها ليلة وضـجـيعـهـا أشم كنصل السيف غير مـبـلـد
لصوق بأكباد النـسـاء وأصـلـه إذا ما انتمى من سر أهلي ومحتدي فقلن لها: أنت تحبين رجلا من قومك. فقالت الثالثة:
ألا ليته يملا الجفـان لـضـيفـه له جفنة يشقى بها النيب والجـزر
له حكمات الدهر من غير كبـرة تشين ولا الفاني ولا الضرع الغمر فقلن لها: أنت تحبين رجلا شريفا. وقلن للصغرى: تمني؛ فقالت: ماأريد شيئا؛ قلن: والله لاتبرجين حتى نعلم ما في نفسك؛ قالت: زوج من عود خير من قعود. فلما سمع ذلك أبوهن زوجهن أربعتهن. فمكثن برهة ثم اجتمعن إليه، فقال للكبرى: يا بنية، ما مالكم? قالت: الإبل؛ قال: فكيف تجدونها? قالت: خير مال، نأكل لحومها مزعا، ونشرب ألبانها جرعا، وتحملنا وضيفنا معا؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم الحليلة، ويعطي الوسيلة؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم الحليلة، ويعطي الوسيلة؛ قال: مال عميم وزوج كريم. ثم قال للثانية: يا بنية ما مالكم? قالت: البقر؛ قال: فكيف تجدونها؛ قالت: خير مال، تألف الفناء، وتودك السقاء، وتملأ الإناء، ونساء في نساء؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم أهله وينسى فضله؛ قال: حظيت ورضيت. ثم قال للثالثة: ما مالكم? قالت: المغزى؛ قال: فكيف تجدونها? قالت: لابأس بها نولدها فطما، ونسلخها أدما؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: لابأس به ليس بالبخيل الحكر ولا بالسمح البذر، قال: جدوى مغنية. ثم قال للرابعة: يا بنية، مالكم? قالت: الضأن؛ قال: وكيف تجدونها? قالت: شر مال، جوف لا يشبعن، وهيم لاينقعن، وصم لايسمعن، وأمر مغويتهن يتبعن؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: شر زوج، يكرم نفسه ويهين عرسه؛ قال: أشبه أمرأ بعض بزه .
وذكر الحسن بن عليل العنزي في خبر عدوان الذي رواه عن أبي عمرو بن العلاء أنه لا يصح من أبيات ذي الإصبع الضادية إلا الأبيات التي أنشدها وأن سائرها منحول.
خرف واهترأ وقال في ذلك شعرا
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن عبد الله الحزنبل قال حدثني عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال: عمر ذو الإصبع العدواني عمرا طويلا حتى خرف وأهتر وكان يفرق ماله، فعذله أصهاره ولاموه وأخذوا على يده؛ فقال في ذلك:
أهلكنا الليل والنهار مـعـا والدهر يعدو مصمما جذعا
صفحة : 276
فليس فيما أصابني عـجـب إن كنت شيبا أنكرت أو صلعا
وكنت إذ رونق الشبـاب بـه ماء شبابي تخالـه شـرعـا
والحي فيه الفتاة ترمـقـنـي حتى مضى شأو ذاك فانقشعا
صوت
إنكما صاحبـي لـم تـدعـا لومي ومهما أضق فلن تسعا
لم تعقلا جفوة علـي ولـم أشتم صديقا ولم أنل طبعـا
إلا بأن تكذبـا عـلـي ومـا أملك أن تكذبا وأن تـلـعـا لابن سريح في هذه الأبيات لحنان: أحدهما ثاني ثقيل بالسبابة والبنصر عن يحيى المكي، والآخر ثقيل أول عن الهشامي.
وإنني سوف أبتـدي بـنـدى ياصاحبي الغداة فآستـمـعـا
ثم سلا جارتي وكـنـتـهـا هل كنت فيمن أراب أو خدعا
أو دعتاني فلم أجب، ولـقـد تأمن من حليلتي الفـجـعـا
آبى فلا أقرب الـخـبـاء إذا ماربه بعد هـدأة هـجـعـا
ولا أروم الفـتـاة زورتـهـا إن نام عنها الحليل أو شسعـا
وذاك في حقبة خلت ومضت والدهر ياي على الفتى لمعـا
إن تزعما أنني كبرت فـلـم أفل ثقيلا نكـسـا ولاورعـا
إما ترى شكتي رمـيح أبـي سعد فقد أحمل السلاح معـا أبو سعد: ابنه، ورميح: عصا كانت لابنه يلعب بها مع الصبيان يطاعنهم بها كالرمح، فصار يتوكأ هو عليها ويقوده ابنه هذا بها:
السيف والرمح والكنـانة قـد أكملت فيها معابلا صنـعـا
والمهر صافي الأديم أصنعـه يطير عنه عفـاؤه قـزعـا
أقصر مـن قـيده وأردعـه حتى إذا السرب ريع أو فزعا
كان أمام الجـياد يقـدمـهـا يهز لدنا وجؤجـؤا تـلـعـا
فغامس الموت أو حمى ظعنا أو رد نهبا لأي ذاك سـعـى وصيته لابنه عند موته
قال أبو عمرو: ولما احتضر ذو الإصبع دعا ابنه سيدا فقال له: يا بني، إن أباك قد فني وهو حي وعاش حتى سشم العيش، وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته، فاحفظ عني: ألن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك، وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يسودوك؛ وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم، واسمح بمالك، واحم حريمك، وأعزز جارك، وأعن من استعان بك، وأكرم ضيفك، وأسرع النهضة في الصريخ، فإن لك أجلا لا يعدوك، وصن وجهك عن مسألة أحد شيئا، فبذلك يتم سوددك؛ ثم أنشأ يقول:
أأسـيد إن مـالا مـلـك ت فسر به سيرا جمـيلا
آخ الكرام إن استـطـع ت إلى إخائهم جملا ذلولا
وأشرب بكـأسـهـم وإن شربوا به السم الثـمـيلا
أهن الـلـئام ولاتـكـن لإخائهم جـمـلا ذلـولا
إن الـكـرام إذا تـــوا خيهم وجدت لهم فضولا
ودع الذي يعد العـشـي رة أن يسيل ولن يسـيلا
ابـنـي إن الـمــال لا يبكي إذا فقد الـبـخـيلا صوت
أأسيد إن أزمعـت مـن بلد إلى بـلـد رحـيلا
فاحفظ وإن شحط المـزا ر أخـيك أو الـزمـيلا
واركب بنفسك إن همـم ت بها الحزونة والسهولا
وصل الكرام وكن لمـن ترجو مودتـه وصـولا الغناء للهذلي خفيف ثقيل أول بالوسطى عن عمرو.
ودع التوانـي فـي الأمـو ر وكن لها سلسـا ذلـولا
وابسط يمينـك بـالـنـدى وامدد بها بـاعـا طـويلا
وابسط يديك بمـا مـلـك ت وشيد الحسـب الأثـيلا
واعـزم إذا حـاولــت أم را يفرج الهـم الـدخـيلا
وابذل لضـيفـك ذات رح لك مكرما حـتـى يزولا
واحلل علـى الأيفـاع لـل عافين واجتنب المـسـيلا
وإذا القـوم تـخـاطـرت يوما وارعدت الخـصـيلا
فاهصر كهصر الليث خض ب من فريسته الـتـلـيلا
وانزل إلى الـهـيجـا إذا أبطالها كرهوا الـنـزولا
صفحة : 277
وإذا دعيت إلى المه م فكن لفادحه حمولا استنشد معاوية قيسيا وزراد في عطائه: أخبرني عمي قال حدثنا الكراني قال حدثنا العمري عن العتبي قال: جرى بين عبد الله بن الزبير وعتبة بن أبي سفيان لحاء بين يدي معاوية، فجعل ابن الزبير يعدل بكلامه عن عتبة ويعرض بمعاوية، حتى أطال وأكثر من ذلك ، فالتفت إليه معاوية متمثلا وقال:
ورام بعوران الكـلام كـأنـهـا نوافر صبح نفرتها الـمـراتـع
وقد يدحض المرء الموراب بالخنا وقد تدرك المرء الكريم المصانع ثم قال لابن الزبير: من يقول هذا? فقال: ذو الإصبع؛ فقال: أترويه? قال لا؛ فقال: من هاهنا يروي هذه الأبيات? فقام رجل من قيس فقال: أنا أرويها يا أمير المؤمنين؛ فقال: أنشدني؛ فأنشده حتى أتى على قوله:
وسـاع بـرجـلـيه لآخـر قـاعـد ومعـط كـريم ذو يسـار ومـانـع
وبان لأحـسـاب الـكـرام وهـادم وخافض مولاه سـفـاهـا ورافـع
ومغض على بعض الخطوب وقد بدت له عورة من ذي القرابة ضـاجـع
وطالب حوب باللـسـان وقـلـبـه سوى الحق لاتخفى عليه الـشـرائع فقال له معاوية: كم عطاءك? قال: سبعمائة؛ قال: اجعلوها ألفا، وقطع الكلام بين عبد الله وعتبة.
شعره في ابن عمه وقد عاداه
قال أبو عمرو: وكان لذي الإصبع ابن عم يعاديه فكان يتدسس إلى مكارهه ويمشي به إلى أعدائه ويولب عليه ويسعى بينه وبين عمه ويبغيه عندهم شرا؛ فقال فيه- وقد أنشدنا الأحفش هذا الأبيات ايضا عن ثعلب والأحول السكري:
ياصاحبي قفـا قـلـيلا وتخبرا عني لمـيسـا
عمن أصابت قـلـبـه في مرها غدا نكيسـا
ولـي ابـن عـم لايزا ل إلي منكره دسيسـا
دبت له فـأحـس بـع د البرء من سقم وسيسا
إمـا عـلانـــية وإم ا مخمرا أكلا وهيسـا
إني رأيت بنـي أبـي ك يحمجون إلي شوسا
حنقا علي ولـن تـرى لي فيهم أثرا بـئيسـا
أنحوا على حر الوجـو ه بحد مئشار ضروسا
لو كنت ماء لم تـكـن عذب المذاق ولامسوسا
ملحا بعيد القعـر قـد فلت حجارته الفؤوسـا
مناع ما مـلـكـت يدا ك وسائل لهم نحوسـا وأنشدنا الأخفش عن هؤلاء الرواة بعقب هذه الأبيات- وليس من شعر ذي الإصبع ولكنه معناه-:
لو كنت ماء كنت غير عـذب أو كنت سيفا كنت غير عضب
أو كنت طرفا كنت غير نـدب أو كنت لحما كنت لحم كلـب
لو كنت مخا كنت مـخـاريرا أو كنت بردا كنت زمهـريرا
أو كنت ريحا كانت الدبـورا سبب تفرق عدوان وتقاتلهم
قال أبو عمرو، وكان السبب في تفرق عدوان وقتال بعضهم بعضا حتى تفانوا: أن بني ناج بن يشكر بن عدوان أغاروا على بني عوف بن سعد بن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان، ونذرت بهم بنو عوف فاققتلوا، فقتل بنو ناج ثمانية نفر، فيهم عمير بن مالك سيد بني عوف، وقتلت بنو عوف رجلا منعم يقال له سنان بن جابر، وتفرقوا على حرب. وكان الذي أصابوه من بني واثلة بن عمرو بن عباد وكان سيدا، فاصطلح سائر الناس على الديات أن يتعاطوها ورضوا بذلك، وأبى مرير بن جابر أن يقبل بسنان بن جابر دية ، واعتزل هو وبنو أبيه ومن أطاعهم ومن والاهم، وتبعه علىذلك كرب بن خالد أحد بني عبس بن ناج، فمشى إليهما ذو الإصبع وسألهما قبول الدية وقال: قد قتل منا ثمانية نفر فقبلنا الدية وقتل منكم رجل فاقبلوا ديته؛ فأبيا ذلك وأقاما الحرب، فكان ذلك مبدأ حرب بعضهم بعضا حتى تفانوا وتقطعوا. فقال ذو الإصبع في ذلك:
ويابؤس للأيام والدهر هالـكـا وصرف الليالي يختلفن كذلكـا
أبعد بني ناج وسعـيك فـيهـم فلاتتبعن عينيك ما كان هالكـا
إذا قلت معروفا لأصلح بينـهـم يقول مرير لاأحـاول ذلـكـا
فأضحوا كظهر العود جب سنامه تحوم عليه الطير أحدب باركـا
صفحة : 278
فإن تك عدوان بن عمرو تفرقت فقد غنيت دهرا ملوكا هنالكـا قصيدته النونية وقال أبو عمرو: وفي مرير بن جابر يقول ذو الأصبع - وهذه القصيدة هي التي منها الغناء المذكور -وأولها:
يامن لقلب شديد الـهـم مـحـزون أمـسـى تـذكـر ريا أم هـارون
أمسى تذكرها من بعد ما شحـطـت والدهر ذو غلظ حـينـا وذو لـين
فإن يكن حبها أمسى لنـا شـجـنـا وأصبح الولي منـهـا لايوايتـينـي
فقد غنينا وشمل الدار يجـمـعـنـا أطـيع ريا وريا لاتـعـاصـينـي
نرمي الوشاة فلا نخطي مقاتلـهـم بخالص من صفاء الود مـكـنـون
ولي ابن عم علي ما كان من خلـق مختلفـان فـأقـلـيه ويقـلـينـي
أزرى بنا أننا شالت تـعـامـتـنـا فخالني دونه بل خـلـتـه دونـي
لاه ابن عمك لاأفضلت من حـسـب شيئا ولاأنت دياني فـتـحـزونـي
ولاتقوت عـيالـي يوم مـسـغـبة ولابنفسك في العزاء تـكـفـينـي
فإن ترد عرض الدنيا بمنقـصـتـي فإن ذلك ممـا لـيس يشـجـينـي
ولاترى في غير الصبر منـقـصة وماسواه فـإن الـلـه يكـفـينـي
لولا أواصرقربى لست تحفـظـهـا ورهبة الله في مولـى يعـادينـي
إذا بريتك بـريا لا أنـجـبـار لـه إني رأيتك لاتـنـفـك تـبـرينـي
إن الذي تقبض الدنيا ويبـسـطـهـا إن كان أغناك عني سوف يغنينـي
الله يعلمكـم والـلـه يعـلـمـنـي والله يجزيكم عـنـي ويجـزينـي
ماذا علي وإن كنتـم ذوي رحـمـي ألا أحبكـم إن لـم تـحـبـونـي
لو تشربون دمي لم يرو شـاربـكـم ولادماؤكـم جـمـعـا تـروينـي
ولي ابن عم لو أن الناس في كبـدي لظل محتجزا بالنـبـل يرمـينـي
ياعمرو إن لا تدع شتمي ومنقصتـي ظاضربك حتى تقول الهامة اسقوني
كل امرىء صائر يوما لشـيمـتـه ظغن تخلق أخـلاقـا إلـى حـين
إني لعمرك مابابـي بـذي غـلـق عن الصديق ولاخيري بمـمـنـون
ولا لساني على الأدنى بمنـطـلـق بالمنكرات ولافتكـي بـمـأمـون
لايخرج القسر مني غير مغـضـبة ولاألين لمـن لايبـتـغـي لـينـي
وأنتم معـشـر زيد عـلـى مـائة فأجمعوا أمركم شتى فـكـيدونـي
فإن علمتم سبيل الرشد فانطـلـقـوا ظغن غبيتم طريق الرشد فأتـونـي
يارب ثوب حواشـيه كـأوسـطـه لاعيب في الثوب من حسن ومن لين
يوما شددت على فرغـاء فـاهـقة يوما من الدهر تارات تـمـارينـي
ماذا علي إذا تدعـونـنـي فـزعـا ألا أجـيبـكـم إذ لاتـجـيبـونـي
وكنت أعطيكم مالي وأمـنـحـكـم ودي على مثبت في الصدر مكنون
يارب حي شديد الشغب ذي لـجـب ذعرت من راهنمنهم ومـرهـون
رددت باطلهم في رأس قـائلـهـم حتى يظلوا خصـومـا ذا أفـانـين
ياعمرو لو كنت لي ألفيتينـي يسـرا سمحا كريما أجازي من يجازينـي قصيدته في رثاء قومه
قال ابو عمرو: وقالذو الإصبع يرثي قومه:
ولـــيس الـــمـــــرء قـــــــي شـــــــيء من الإبـــــرام والـــــــنـــــــقـــــــض
لإذا يفــــــعـــــــل شـــــــيئا خـــــــا له يقـــضـــي ومـــــا يقـــــــضـــــــي
جديد الـــعـــيش مــــــلـــــــبـــــــوس وقــــد يوشـــــــك أن ينـــــــضـــــــي
وقد مضى بعض هذه القصيدة متقدما في صدر هذه الأخبار، وتمامها:
وأمر اليوم أصلحه ولاتـــعـــرض لـــمـــا يمــــــضـــــــي
فبـــينـــا الـــمـــكـــرء فـــي عـــــــيش له مـــــن عـــــــيشة خـــــــفـــــــض
أتـــــــاه طـــــــبـــــــق يومــــــــا علـــــى مـــــــزلـــــــقة دحـــــــض
وهـــم كـــانـــوا فـــلا تـــــــكـــــــذب ذوي الـــقـــوة والــــــنـــــــهـــــــض
وهـــــم إن ولـــــــدوا أشـــــــبـــــــوا بســـر الـــحـــســـب الـــمـــحـــــــض
لهـــم كـــانــــــت أعـــــــالـــــــي الأر ض فـــالـــســـران فـــالـــــعـــــــرض
صفحة : 279
إلى ما حـازه الـحـزن فما أسهل للـحـمـض
إلى الكفرين من نـخـل ة فالداءة فـالـمـرض
لهـم كـان الــمـــا ء ولا المزجى ولاالبرص
فكان النـاس إذا هـمـوا بيسر خاشع مـغـضـي
تنـادوا ثـم ســاروا ب رئيس لهـم مـرضـي
فمن ساجلـهـم حـربـا ففي الخيبة والـخـفـش
وهم نالوا على الـشـنـآ ن والشحناء والبـغـض
معالي لم ينلـهـا الـنـا س في بسط ولاقـبـض شعر أمامة في رثاء قومها قال أبو عمرو: قالت أمامة بنت ذي الإصبع وكانت شاعرة ترثي قومها:
كم من فتى كانت له مـيعة أبلج مثل القمر الـزاهـر
قد مرت الخيل بحـافـاتـه كمر غيث لجب مـاطـر
قد لقيت فهم وعـدوانـهـا قتلا وهلكا آخر الـغـابـر
كانوا ملوكا سادة في الذرى دهرا لها الفخر على الفاخر
حتى تساقوا كأسهم بينـهـم بغيا فيا للشارب الخـاسـر
بادوا فمن يحلل بأوطانـهـم يحلل برسم مـقـفـر دائر شعره في الكبر
قال أبو عمرو: ولأمامة ابنته هذه يقول ذو الإصبع ورأته قد نهض فسقط وتوكأ على العصا فبكت فقال:
جزعت أمامة أن مشيت على العصا وتذكرت إذ نـحـن م الـفـتـيان
فلـقـبـل مـارام الإلـه بـكـيده إرما وهذا الـحـي مـن عـدوان
بعد الحكومة والفضيلة والـنـهـي طاف الزمـان عـلـيهـم بـأوان
وتفرقوا وتقطـعـت أشـلاؤهـم وتبددوا فـرقـا بـكـل مـكـان
جدب البلاد فأعقمت أرحـامـهـم والدهر غيرهم مـع الـحـدثـان
حتى أبادهـم عـلـى أخـراهـم صرعى بكل نـقـيرة ومـكـان
لاتعجبن أمـام مـن حـدث عـرا فالدهر غـيرنـا مـع الأزمـان
ذكر قيل مولى العبلات
ولاؤه وغناؤه
قال هارون بن محمد بن عبد الملك: أخبرني حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان يحيى قيل عبدا للثريا ورضيا وأخواتهما بنات علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس مخهنو قال وحدثني حماد قال حدثني أبي قال حدثني ابن جناح قال حدثنا مقاحف بن ناصح مولى عبد الله بن عباس قال قال حدثني هشام بن المرية- وهي أمة، وهومولى بني مخزوك - قال: كان يحيى قيل عبدا لامرأة من العبلات، وله من الغناء: صوت
وأخرجها من بطن مكة بعد ما أصات المنادي للصلاة وأعتما
فمرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسمـا والشعر لأبي دهبل الجمحي. وأول هذه القصيدة: ألا علق القلب المتيم كلثما
أبو دهبل الجمحي
وأخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني بحيى بن المقداد الزمعي قال حدثني عمي موسى بن يعقوب الزمعي قال أنشدني أبو دهبل الجمحي لنفسه:
ألا علق القلب المتيم كـلـثـمـا لجوجا ولم يلزم من الحب ملزمـا
خرجت بها من بطن مكة بعدمـا أصات المنادي للصلاة وأعتـمـا
فما نام من راع ولاارتد سـامـر من الحي حتى جاوزت بي يلملما
ومرت ببطن الليث تهوي كأنـهـا تبادر بالإدلاج نهبا مـقـسـمـا
أجازت على البزواء والليل كاسر جناحين بالبزواء وردا وأدهـمـا
فما ذر قرن الشمس حتى تبينـت بعليب نخلا مشرفا ومـخـيمـا
ومرت على أشطان دومة بالضحى فما خرزت للماء عينا ولافـمـا
وما شربت حتى ثنيت زمامـهـا وخفت عليها أن تحز وتكـلـمـا
فقلت لها قد تعـت غـير ذمـيمة وأصبح وادي البزك غيثا مديمـا قال فقلت له : ياعم ما كنت إلا على الريح فقال: يابن أخي إن عمك كان إذا هم فعل، وهي العجاجة، أما سمعت قول أخي ببني مرة:
إذا أقبلت قلت مشـحـونة أقلت لها الريح قلعا جفولا
صفحة : 280
وإن أدبرت قلـت مـذعـورة من الرمد تتبع هيقـا ذمـولا
وإن أغرضت خال فيها البصي رمـالايكـلـفـه أن يفـيلا
يدا سرحا ماثرا ضـبـعـهـا تسوم وتقدم رجـلا زجـولا
فمرت على كـشـب غـدوة ومرت فـويق أريك أصـيلا
تخبـط بـالـلـيل حـزانـه كخبط القوي العزيز الذلـيلا أخبرنا الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني ابن أصبغ السملي قال: جاء إنسان يغني إلى عياش المنقري بالعقيق فجعل يغنيه قول أبي دهبل: )ألا علق القلب المتيم كلثما( وجعل يعيده فلما أكثر قال له عياش: كم تنذر بالعجوز عافاك الله اسم أمي كلثم، قال: وتسمع العجوز، فقالت: لا والله ما كان بيني وبينه شيء. قال: ومن غنائه:
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا فخالني دونه بل خلته دوني
فإن تصبك من الأيام جائحة لانبك منك على دنيا ولادين وأول هذه الأبيات فيما أنشدناه علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب
صوت من المائة المختارة
لي ابن عم على ما كان من خلق مختلفان فاقـلـيه ويقـلـينـي
لاه ابن عمك لاأفضلت في حسب عني ولاأنت دياني فتخـزونـي غنى هذين البيتين الهذلي ثاني ثقيل بالوسطى
وقد عجبت ومافي الدهر من عجب يد تشج وأخرى منك تـأسـونـي
صوت من المائة المختارة
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا
يجزيك أو يثنى عليك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقد جزى عروضه من الكامل . الشعر لغريض اليهودي وهو السموءل بن عادياء، وقيل إنه لابنه صعية بن غريض، وقيل إنه لزيد بن عمرو بن نفيل، وقيل إنه لورقة بن نوفل، وقيل إنه لزهير بن جناب، وقيل إنه لعامر بن المجنون الجرمي الذي يقال له: مدرج الريح، والصحيح أنه لغريض أو لابنه.
خبر غريض اليهودي
نسبه وأصل قومه
وغريض هذا من اليهود من ولد الكاهن بن هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم، وكان موسى عليه الصلاة والسلام وجه جيشا إلى العماليق وكانوا قد طغوا ولغت غاراتهم إلى الشام وأمرهم إن ظفروا بهم أن يقتلوهم أجمعين، فظفروا بهم فقتلوهم أجمعين سوى ابن لملكهم كان غلاما جميلا فرحموه واستبقوه، وقدموا الشأم بعد وفاة موسى عليه السلام فأخبروا بني اسرائيل بما فعلوه؛ فقالوا: أنتم عصاة لاتدخلون الشأم علينا أبدا، فأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: مالنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به وقتلنا أهله؛ فرجعوا إلى يثرب فأقاموا بها وذلك قبل ورود الأوس والخزرج لإياها عند وقوع سيل العرم باليمن، فمن هؤلاء اليهود قريظة والنضير وبنو قنيقاع وغيرهم ولم أجد لهم نسبا فأذمكره لأنهم ليسوا من العرب فتدون العرب أنسابهم إنما حلفاؤهم، وقد شرحت أخبارهم ومايغنى به من أشعارهم في موضع آخر من هذا الكتاب.
والغناء في اللحن المختار لابن صاحب الوضوء واسمه محمد وكنيته أبو عبد الله، وكان أبوه على الميضأة بالمدينة فعرف بذلك، وهو يسير الصناعة ليس ممن خدم الخلفاء ولاشهر عندهم شهرة غيره. وهذا الغناء ماخوري بالبنصر وفيه ليونس ثاني ثقيل بالبنصر نسب له شعر هو لورقة بن نوفل
أخبرني محمد بن العباس اليزيد قال حدثنا الرياشي وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعيعن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه لغـريض الــيهـــودي تمثلت عائشة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر نزل بمعناه الوحي: وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال حدثنا سهل بن المغيرة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتمثل بهذين البيتين:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا
يجزيك أو يثني عليك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
صفحة : 281
فقال صلى الله عليه وسلم ردي على قول اليهودي قاتله الله? لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه قال أبو زيد: وقد حدثني أبو عثمان محمد بن يحيى أن هذا الشعر لورقة بن نوفل، وقد ذكر الزبير بن بكارأيضا أن هذا الشرعر لورقة بن نوفل وذكر هذين البيتين في قصيدة أولها:
رحلت قتيلة عيرها قبل الصـحـى وأخال أن شحطت بجارتك النـوى
أو كلما رحـلـت قـتـيلة غـدوة وغدت مفارقة لأرضهـم بـكـى
ولقد ركبن على السفين ملـجـجـا أذر الصديق وأنتحي دار الـعـدا
ولقد دخلت البيت يخشـى أهـلـه بعد الهدوء وبعدما سقـط الـنـدى
فوجـدت فـيه حـرة قـد زينـت بالحلي تحسبه بها جمر الغـضـا
فنعمت بالا إذ أتـيت فـراشـهـا وسقطت منها حين جئت على هوى
فلتلك لذات الشبـاب قـضـيتـهـا عني فسائل بعضهم ماذا قـضـى
فرج الرباب فليس يؤدي فـرجـه لاحاجة قضـى ولامـاء بـغـى
فارفع ضعيفك لايحر بك ضعـفـه يوما فتدركه العواقب قـد نـمـا
يجزيك أو يثني عـلـيك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقـد جـزى
?ذكر ورقة بن نوفل ونسبه
نسبه وهو جاهلي اعتزل عبادة الأوثان
هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي بن قصي، وأمه هند بنت أبي كثير بن عبد بن قصي. وهو أحد من اعتزل عبادة الأوثان في الجاهلية وطلب الدين وقرأ الكتب وامتنع من أكل ذبائح الأوثان.
نسبة مافي هذا الشعر من الغناء
غير ارفع ضعيفك صوت
ولقد طرقت البيت يخشى أهله بعد الهدوء وبعدما سقط الندى
فوجدت فيه حرة قـد زينـت بالحلي تحسبه بها جمر الغضا الشعر لورقة بن نوفل. والغناء لابن محرز من القدر الأوسط من الثقيل الأول بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق.
أخبرنا الطوسي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وزرقة بن نوفل كما بلغنا فقال: قد رأيته في المنام كان عليه ثيابا بيضا فقد أظن أن بو كان من أهل النار لم أر عليه البياض قال الزبير وحدثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن عائشة: أن خديجة بنت خةيل انطلقت بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبارني فيكتب بالعبرانية من الانجيل ما شاء أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك؛ قال ورقة: يابن أخي ماذا ترى? فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر مارأى فقال ورقة: ههذ الناموس الذي أنزله الله تبارك وتعالى على موسى؛ ياليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل كاجئت به إلا عودي، وإن يدركنب يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي.
رأى بلالا يعذب لإسلامه فقال شعرا قال الزبير حدثني عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال عروة: كان بلاب لجارية من بين جمح بن عمرو، وكان يعذبونه برمضاء مكة، يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك بالله؛ فيقول: احد أحد، فيمر عليه ورقة بن نوفل وهو على ذلك يقول: أحد أحد، فيقول ورقة بن نوفل: أحد أحد والله يابلاب? والله لئن قتلتموه لاتخذته حنانا كأنه يقول: لأتمسحن به. وقال ورقة بن نوفل في ذلك:
لقد نصحت لأقوام وقلت لـهـم أنا النذير فلا يغـرركـم أحـد
لاتعبدن إلها غـير خـالـقـكـم فإن دعوكم فقولوا بينـنـا حـدد
سبحان ذي العرش سبحانا نعوذ به وقبل قد سبح الجودي والجـمـد
مسخر كل ماتحت السمـاء لـه لاينبغي أن يناوي ملـكـه أحـد
لاشيءمما ترى تبقى بشاشـتـه يبقى الأله ويودي المال والولـد
صفحة : 282
لم تغن عن هرمز يوما خزائنـه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولاسليمان إذ دان الشعـوب لـه والجن والإنس تجري بينها البرد مدح النبي صلى الله عليه وسلم له
والنهي عن سبه:
قال الزبير حدثني عمي قال حدثنا الضحاك بن عثمان بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخي ورقة بن نوفل أو لابن أخيه: شعرت أني رأيت لورقة جنة ، أو جنتين . بشك هشام.
قال عروة: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب ورقة.
وقال الزبير وحدثني عمي قال حدثني الضحاك عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه: أن خديجة كانت تأتي ورقة بما يخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه، فيقول ورقة: لئن كان مايقول حقا إنه ليأتيه الناموس الأكبر ناموس عيسى ابن مريم الذي لايجيزه أهل الكتاب إلا بثمن، ولئن نطق وأنا حي لأبلين فيه الله بلاء حسنا.
خبر زيد بن عمرو ونسبه
نسبه من قبل أبويه
هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. وأمه جيداء بن جابر بن أبي حبيب بن فهم. وكانت جيداء عند نفيل بن عبد العزي فولدت له الخطاب أبا عمر بن الخطاب و عبدنهم، ثم مات عنها نفيل فتزوجها ابنه عمرو فولدت له زيدا، وكان هذا نكاحا ينكحه أهل الجاهلية.
اعتزل عبادة الأوثان وكان يعيب قريشا: وكان أحد من اعتزل عبادة الأوثان
وامتنع من أكل ذبائحهم، وكان يقول: يامعشر قريش، أيرسل الله قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحوها لغيره ? والله ماأعلم على ظهر الأرض أحدا على دين إبراهيم غيري.
أخرجه عن مكة خطاب بن نفيل وقريش لمخالفته دينهم: أخبرنا الطوسي قالحدثنا الزبير قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك عن أبيه، قالا: كان الخطاب بن نفيل قد أخرج زيد بن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه أن يدخلها حين فارق أهل الأوثان، وكان أشدهم عليه الخطاب بن نفيل. وكان زيد بن عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال: لبيك حقا حقا؛ تعبدا ورقا؛ البر أرجو لا الخال، وهل مهجر كمن قال ثم يقول :
عدت بما عاذ به إبراهـيم مستقبل الكعبة وهو قائم
يقول أنفي لك عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم ثم يسجد. قال محمد بن الضحاك عن أبيه: و هو الذي يقول:
لاهم إني حرم لاحـلـه وإن داري أوسط المحلة عند الصفا ليست بها مضلة شعره في ترك عبادة الأوثان
قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: قال زيد بن عمرو بن نفيل:
عزلت الجن والجنان عـنـي كذلك يفعل الجلد الصـبـور
فلا العزى أدين ولاأبنيتـهـا ولاصنمي بني غـنـم أزور
ولاهـبـلا أدين وكـان ربـا لنا في الدهر إذ حلمي صغير
أربـا واحـدا أم ألـف رب أدين إذا تقسـمـت الأمـور
ألم تعلم بـأن الـلـه أفـنـى رجالا كان شأنهم الفـجـور
وأبقى آخـرين بـبـر قـوم فيربو منهم الطفل الصغـير
وبينا المرء يعثر ثـاب يومـا كما يتروح الغصن النضـير فقال ورقة بن نوفل بزيدج بن عمرو بن نفيل:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حامـيا
بدينك ربا ليس رب كمـثـلـه وتركك جنان الجبال كما هـيا
أقول إذا مازرت أرضا مخوفة حنانيك لاتظهر على الأعـاديا
حنانيك إن الجن كانت رجاءهم وأنت إلهي ربـنـا ورجـائيا
أدين لرب يستـجـيب ولاأرى أدين لمن لايسمع الدهر داعـيا
أقول إذا صليت في كل بـيعة تباركت قد أكثرت باسمك داعيا يقول: خلقت خلقا كثيرا يدعون ياسمك
صفحة : 283
قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله قال حدثني الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال سمعت من أرضي يحدث: امتناعه عن ذبائح قريش
وقصته مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:
أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل من السماء ماء وأنبت لها من الأرض نباتا ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له.
قال الزبي: وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وكان قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل، وقال: إني لاآكل إلا ماذكر اسم الله عليه.
اجتمع بالشأم مع يهودي ونصراني فسألهما عن الدين واعتنق دين ابراهيم: قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد على موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله قال - قال موسى: لاأراه إلا حدثه عن عبد الله بن عمر-: إن زيد بن عمرو خرج إلى الشأم يسألأ عن الدين ويتبعه، فلقي عالما فسأله اليهود عن دينهم فقال: لعلي أدين بدينكم فأخبرني بدينكم؛ فقال اليهودي: إنك لاتكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله؛ فقال زيد بن عمرو: لاأفر إلا من غضب الله وماأحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا? قال: ماأعلمه إلا أن يكون حنيفا؛ قال: وماالحنيف? قال: دين إبراهيم؛ فخرج من عنده وتركه. فأتى عالما من علماء النصارى فقال له نحوا مما قال لليهودي، فقال له النصراني: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله؛ فقال: إني لاأمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنا أستطيع، فهل تدلين على دين ليس فيه هذا? فقال له نحوا مما قال اليهودي: لاأعلمه إلا أن يكون حنيفا؛ فخرج من عندهما وقد رضي بما أخبراه واتفقا عليه من دين إبراهيم، فلما برز رفع يديه وقال؛ اللهم إني على دين إبراهيم بلغته البعثة فخرج من الشام فقتله أهل ميفعة: قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو قال: سألأت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد فقال: يأتي يوم القيامة أمة واحدة وأنشد محمد بن الضحاك عن الحزامي عن أبيه لزيد بن عمرو:
أسلمت وجهي لمن أسلـمـت له المزن تحمل عذبـا زلالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمـت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استـوت شـدهـا سواء وأرسى عليها الجبـالا
زهير بن جناب وشعره في الكبر
وأما زهير بن جناب الكلبي فإنه أحد المعمرين، يقال: إنه عمر مائة وخمسين سنة وهو-فيما ذكر-أحد الذين شربوا الخمر في الجاهلية حتى قتلتهم؛ وكان قد بلغ من السن الغاية التي ذكرناها، فقال ذات يوم: إن الحي ظاعن، فقال: من هذا الذي يخالفني منذ اليوم قيل: ابن أخيك عبد اللع بن عليم؛ فقال: أو هاهنا أحد ينهاه عن ذلك قالوا: لا، فغضب وقال: لاأراني قد خولفت، ثم دعا بالخمر فشربها صرفا بغير مزاج وعلى غير طعام حتى قتلته. وهو الذي يقول في ذم لكبر وطول الحياة:
الموت خير للـفـتـى فليهلكن وبـه بـقـية
من أن يرى الشيخ البجا ل إذ تهادى بالعشـية
ابني إن أهلـك فـقـد أورثتكم مجدا بـنـية
وتركتكم أبـنـاء سـا دات زنـادكـم ورية
بل كل مانال الفـتـى قد نلته إلا الـتـحـية
مدرج الريح وسبب التسمية
وأما مدرج الريح فاسمه عامر بن المجنون الجرمي، وإنما سمي مدرج الريح بشعر قاله في امرأة كان يزعم أنه يهواها من الجن وأنها تسكن الهواء وتتراءى له، وكان محمقا؛ وشعره هذا: صوت
لابنة الجني في الجو طـل دارس الأيات عاف كالخلل
صفحة : 284
درسته الريح من بين صبا وجنوب درجت حينا وطل الغناء فيه لحنين ثقل أول بالوسطى عن الهشامي وابن المكي، وذكر حبش أنه لمعبد، وذكر عمرو بانة أن لحن حنين من خفيف الثقل الأول بالبنصر. وأخبار عامر بن المجنون تذكر في موضع آخر إن شاء الله تعالى.
سعية بن غريض وشعره وهو يحتضر
وأما سعية بن غريض فقد كان ذكر خبر جده السموءل بن غريض بن عاديا في موضع غير هذا. وكان سعية بن غريض شاعرا، وهو الذي يقول لما حضرته الوفاء يرثي نفسه: صوت
ياليت شعري حين يذكر صالحي ماذا تؤنبنـي بـه أنـواحـي
أيقلن لاتبعـد، فـري كـريهة فرجتها ببـشـارة وسـمـاح
وإذا دعيت لصعبة سهلـتـهـا أدعى بأفلح تـارية ونـجـاح -غناه ابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر على مذهب إسحاق من رواية عمر -وأسلم سعية وعمر عمرا طويلا، ويقال: إنه مات في آخر خلافة معاوية سعية بن غريض ومعاوية بن أبي سفيان
فأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أحمد بن معاوية عن الهيثم بن عدي قال: حج معاوية حجتين في خلافته، وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليه نساؤه وجواريه. قال: فحج في إحداهما فرأى شيخا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان، فقال: من هذا? قالوا: سعية بن غريض حج معاوية حجتين في خلافته، وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه وجواريه. قال: فحج في إحداهما فرأى شيخا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان، فقال: من هذا? قالوا: سعية بن غري، وكان من اليهود، فأرسل إليه يدعوه، فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين؛ قال: أوليس قد مات أمير المؤمنين قيل: فأجب معاوية؛ فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين؛ قال: أو ليس قد مات أمي رالمؤمنين قيل: فأجب معاوية؛ فأتاه فيم يسلم عليه الخلافة؛ فقال له معاوية: مافعلت أرضك التي بتيماء? قال: يكسى منها العري ويرد فضلها على الجار؛ قال: أفتبيعها? قال: نعم؛ قال: بكم? قال: بستين ألف دينار، ولولا خلة أصابت الحي لم أبعها؛ قال: لقد أغليت قال: أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف دينار ثم دينار ثم لم تبل قال: أجل، وإذا بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك يرثي به نفسه؛ فقال: قال أبي:
ياليت شعري حين أندب هالكا ماذا تؤنبنـي بـه أنـواحـي
أيقلن لاتبعد، فـرب كـريهة فرجتها بشجـاعة وسـمـاح
ولقد أخذت الحق غير مخاصم ولقد رددت الحق غير ملاحي
وإذا دعيت لصعبة سهلتـهـا أدعى بأفلح مـرة ونـجـاح فقال: أنا كنت بهذا الشهر أولى من أبيك؛ قال: كذبت ولؤمت؛ قال: أما كذبت فنعم، وأما لؤمت فلم، قال: لأنك كنت ميت الحق في الجاهلية وميته في الأسلام، أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه وسلم والوحي حتى جعل الله عز وجل كيدك المردود، وأما في الإسلام فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة، وماأنت وهي وأنت طليق ابن طليق فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه، فأخذ بيده فأقيم.
وسعية هذا هو الذي يقول: صوت
يادار سعدى بأقصى تلعة النـعـم حييت دارا على الإقواء والقـدم
ومابجزعك إلا الوحش سـاكـنة وهامد من رماد القدر والحمـم
عجنا فما كلمتنا الدار إذ سـئلـت ومابها عن جواب خلت من صمم الشعر لسعية بن غريض، والغناء لابن محرز ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر.
أخبار ابن صاحب الوضوء ونسبه
نسبه وولاؤه وسبب تسمية أيه
اسمه محمد بن عبد الله، ويكنى أبا عبد الله، مولى بني أمية، وهو من أهل المدينة؛ وكان أبوه على ميضأة المدينة فسمي صاحب الوضوء.
وهو قليل الصنعة لم يذكر له إسحاق إلا صوتين كلاهما خفيف الثقيل الثاني المعروف باالماخوري ولاذكر له غير إسحاق سواهما إلا ماهو مرسوم في الكتاب الباطل المنسوب إلى إسحاق فإن له فيه شيئا لاأصل له، وفي كتاب حبش الصيني . وهو رجل لايحصل مايقوله ويرويه.
مدح يونس الكاتب غناءه
صفحة : 285
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بت إسحاق عن أبيه عن جده عن سياط عن يونس الكاتب قال: غني ابن صاحب الوضوء في شعر النابغة:
خطاطيف حجن في حبال متينة تمد بـهـا إيد إلـيك نـوازع وفي شعر بعض اليهود:
إرفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا فأجاد فيهما ماشاء وأحسن غاية الإحسان؛ فقيل له: ألا تزيد وتصنع شيئا آخر ? فقال: لا والله حتى أرى غيري قد صنع مثل ماصنعت وأزيد، وإلا فحسبي هذا.
نقل له صوت فغناه في المحراب
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار وأحمد بن عبد العزيز الجوهري وإسماعيل بن يونس الشيعي، قالوا حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي-قال ابن عمار في خبره: وكان يسمى المبارك - قال حدثنا أبو مسلمة المصبحي قال: قدم علينا أسود من أهل الكوفة فغنى:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا قال: فممرت بعبد الله بن عامر الأسلمي، وكان يؤمنا وهو قائم يصلي الظهر، فقلت له : قدم علينا أسود من الكوفة يغني كذا وكذا فأجاده ؛ فأشار إلي بيده أن اجلس؛ فلما قضى صلاته قال: أخذته عنه? قلت: نعم، قال: فأمره علي، ففعلت؛ قال: فلما كان بالليل صلى بنا فأداه في المجراب
صوت من المائة المختارة
التي رواها علي بن يحيى
ياليلتـي تـزداد نـكـرا من حب من أحببت بكرا
حوراء إن نظرت إلـي ك سقتك بالعينين خمرا الشعر لبشار، والغناء في اللحن والغناء ليزيد حوراء رمل بالبنصر عن عمرو ويحيى المكي وإسحاق. وفيه لسياط خفيف رمل بالوسطى عن عمرو وإبراهيم الموصلي.
أخبار بشار بن برد ونسبه
نسبه وكنيته وطبقته في الشعراء
هو، فيما ذكره الحسن بن علي عن محمد بن القاسم بن مهروية عن غيلان الشعوبي، بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز بن كرديه بن ماهفيدان بن دادان بن بهمن بن بن أزدكرد بن حسيس بن مهران بن خسروان بن أخشين بن شهر داد بن نبوذ بن ماخرشيدا نماذ بن شهريار بن بنداد سيحان بن مكر بن أدريوس بن يستاسب بن لهراسف . قال: وكان يرجوخ من طخارستان من سبى المهلب بن أبي صفرة. ويكنى بشار أبا معاذ. ومحله في الشعر وتقدمه طبقات المحدثين فيه بإجماع الرواة ورياسته عليهم من غير اختلاف في ذلك يغني عن وصفه وإطالة ذكر محله. وهو من مخضرمي شعراء الدولتين العباسية والأموية، قد شهر فيهما ومدح وهجا وأخذ سني الجوائز مع الشعراء.
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال قال حميد بن سعيد.
كان بشار من شعب أدريوس بن يستاسب الملك بن لهراسف الملك. قال: وهو بشار بن برد بن بهمن بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز. قال: وكان يكنى أبا معاذ.
ولاؤه لبني عقيل: وأخبرني يحيى بن علي ومحمد بن عمران الصيرفي وغيرهما عن الحسن بن عليل العنزي عن خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال: كان بشار بن برد بن يرجوخ وأبوه برد من قن خيرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة، وكان مقيما لها في ضيعتها بالبصرة المعروفة بخيرتان مع عبيد لها وإماء، فوهبت برادا بعد أن زوجته لامرأة من بني عقيل كانت متصلة بها، فولدت له امرأته وهو في ملكها بشارا فأعتقته العقيلية وأخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان برد أبو بشار مولى أم الظباء العقيلية السدوسية، فادعى بشار أنه مولى بني عقيل لنزوله فيهم.
وأخبرني امد بن العباس العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثني رجل من ولد بشار يقال له حمدان كان قصارا بالبصرة، قال: ولاؤنا لبني عقيل؛ فقلت لأيهم? فقال: لبني ربيعة بن عقيل وأخبرني وكيع قال حدثني سليمان المدني قال قال أحمد بن معاوية الباهلي: كان بشار وأمه لرجل من الأزد، فتزوج امراة من بني عقيل، فساق إليها بشارا وأمه في صداقها، وكان بشار ولد مكفوفا فأعتقته العقيلية.
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال حدثني محمد بن الحجاج قال:
صفحة : 286
باعت أم بشار بشارا على أم الظباء السدوسية بدينارين فأعتقته. وأم الظباء امراة أوس بن ثعلبة أحد بن تيم اللات بن ثعلبة، وهو صاحب قصر أوس بالبصرة؛ وكان أوس أحد فرسان بكر بن وائل بن بخراسان كان أبوه طسانا
وقد
وهـم بـووا ثـقـيفـا دا ر لاذل ولاخـفـــض فأقبل على الرجل وتركني وقال: كم عطاؤك? فقال: ألفان، فأقبل علي فقال: كم عطاؤك? فقلت: خمسمائة؛ فأقبل على كاتبه وقال: اجعل الألفين لهذا والخمسمائة لهذا؛ فانصرفت بها.
وقوله: ومنهم من يجيز الناس فإن إجازة الحج كانت لخزاعة فأخذتها منهم عدوان فصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة أحد بني وابش بن يزيد بن عدوان وله يقول الراجز:
خلوا السبيل عن أبي سيارة وعن مواليه بن فـزاره
حتى يجيز سالما حمـاره مستقبل الكعبة يدعو جاره قال: وكان أبو سيارة يجيز الناس في الحج بأن يتقدمهم على حمار، ثم يخطبهم فيقول: اللهم أصلح بين نسائنا، وعاد بين رعائنا، واجعل المال في سمحائنا، أوفوا بعهدكم، وأكرموا جاركم، واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كما نغير، وكانت هذه إجازته، ثم ينفر ويتبعه الناس. ذكر ذلك أبو عمرو الشيباني والكلبي وغيرهما.
قصته مع بناته الأربع وقد أردن الزواج
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو بكر العليمي قال حدثنا محمد بن داود الهشامي قال: كان لذي الإصبع أربع بنات وكن يخطبن إليه فيعرض ذلك عليهن فيستحين ولا يزوجهن، وكانت أمهن تقول: لو زوجتهن فلا يفعل. قال: فخرج ليلة إلى متحدث لهن فاستمع عليهن وهن لا يعلمن فقلن: تعالين نتمنى ولنصدق، فقالت الكبرى:
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى حديث الشباب طيب الريح والعطر
طبيب بأدواء الـنـسـاء كـأنـه خليفة جان لاينـام عـلـى وتـر فقلن لها: أنت تحبين رجلا ليس من قومك. فقالت الثانية:
ألا هل أراها ليلة وضـجـيعـهـا أشم كنصل السيف غير مـبـلـد
لصوق بأكباد النـسـاء وأصـلـه إذا ما انتمى من سر أهلي ومحتدي فقلن لها: أنت تحبين رجلا من قومك. فقالت الثالثة:
ألا ليته يملا الجفـان لـضـيفـه له جفنة يشقى بها النيب والجـزر
له حكمات الدهر من غير كبـرة تشين ولا الفاني ولا الضرع الغمر فقلن لها: أنت تحبين رجلا شريفا. وقلن للصغرى: تمني؛ فقالت: ماأريد شيئا؛ قلن: والله لاتبرجين حتى نعلم ما في نفسك؛ قالت: زوج من عود خير من قعود. فلما سمع ذلك أبوهن زوجهن أربعتهن. فمكثن برهة ثم اجتمعن إليه، فقال للكبرى: يا بنية، ما مالكم? قالت: الإبل؛ قال: فكيف تجدونها? قالت: خير مال، نأكل لحومها مزعا، ونشرب ألبانها جرعا، وتحملنا وضيفنا معا؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم الحليلة، ويعطي الوسيلة؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم الحليلة، ويعطي الوسيلة؛ قال: مال عميم وزوج كريم. ثم قال للثانية: يا بنية ما مالكم? قالت: البقر؛ قال: فكيف تجدونها؛ قالت: خير مال، تألف الفناء، وتودك السقاء، وتملأ الإناء، ونساء في نساء؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: خير زوج يكرم أهله وينسى فضله؛ قال: حظيت ورضيت. ثم قال للثالثة: ما مالكم? قالت: المغزى؛ قال: فكيف تجدونها? قالت: لابأس بها نولدها فطما، ونسلخها أدما؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: لابأس به ليس بالبخيل الحكر ولا بالسمح البذر، قال: جدوى مغنية. ثم قال للرابعة: يا بنية، مالكم? قالت: الضأن؛ قال: وكيف تجدونها? قالت: شر مال، جوف لا يشبعن، وهيم لاينقعن، وصم لايسمعن، وأمر مغويتهن يتبعن؛ قال: فكيف تجدين زوجك? قالت: شر زوج، يكرم نفسه ويهين عرسه؛ قال: أشبه أمرأ بعض بزه .
وذكر الحسن بن عليل العنزي في خبر عدوان الذي رواه عن أبي عمرو بن العلاء أنه لا يصح من أبيات ذي الإصبع الضادية إلا الأبيات التي أنشدها وأن سائرها منحول.
خرف واهترأ وقال في ذلك شعرا
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن عبد الله الحزنبل قال حدثني عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال: عمر ذو الإصبع العدواني عمرا طويلا حتى خرف وأهتر وكان يفرق ماله، فعذله أصهاره ولاموه وأخذوا على يده؛ فقال في ذلك:
أهلكنا الليل والنهار مـعـا والدهر يعدو مصمما جذعا
صفحة : 276
فليس فيما أصابني عـجـب إن كنت شيبا أنكرت أو صلعا
وكنت إذ رونق الشبـاب بـه ماء شبابي تخالـه شـرعـا
والحي فيه الفتاة ترمـقـنـي حتى مضى شأو ذاك فانقشعا
صوت
إنكما صاحبـي لـم تـدعـا لومي ومهما أضق فلن تسعا
لم تعقلا جفوة علـي ولـم أشتم صديقا ولم أنل طبعـا
إلا بأن تكذبـا عـلـي ومـا أملك أن تكذبا وأن تـلـعـا لابن سريح في هذه الأبيات لحنان: أحدهما ثاني ثقيل بالسبابة والبنصر عن يحيى المكي، والآخر ثقيل أول عن الهشامي.
وإنني سوف أبتـدي بـنـدى ياصاحبي الغداة فآستـمـعـا
ثم سلا جارتي وكـنـتـهـا هل كنت فيمن أراب أو خدعا
أو دعتاني فلم أجب، ولـقـد تأمن من حليلتي الفـجـعـا
آبى فلا أقرب الـخـبـاء إذا ماربه بعد هـدأة هـجـعـا
ولا أروم الفـتـاة زورتـهـا إن نام عنها الحليل أو شسعـا
وذاك في حقبة خلت ومضت والدهر ياي على الفتى لمعـا
إن تزعما أنني كبرت فـلـم أفل ثقيلا نكـسـا ولاورعـا
إما ترى شكتي رمـيح أبـي سعد فقد أحمل السلاح معـا أبو سعد: ابنه، ورميح: عصا كانت لابنه يلعب بها مع الصبيان يطاعنهم بها كالرمح، فصار يتوكأ هو عليها ويقوده ابنه هذا بها:
السيف والرمح والكنـانة قـد أكملت فيها معابلا صنـعـا
والمهر صافي الأديم أصنعـه يطير عنه عفـاؤه قـزعـا
أقصر مـن قـيده وأردعـه حتى إذا السرب ريع أو فزعا
كان أمام الجـياد يقـدمـهـا يهز لدنا وجؤجـؤا تـلـعـا
فغامس الموت أو حمى ظعنا أو رد نهبا لأي ذاك سـعـى وصيته لابنه عند موته
قال أبو عمرو: ولما احتضر ذو الإصبع دعا ابنه سيدا فقال له: يا بني، إن أباك قد فني وهو حي وعاش حتى سشم العيش، وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته، فاحفظ عني: ألن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك، وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يسودوك؛ وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم، واسمح بمالك، واحم حريمك، وأعزز جارك، وأعن من استعان بك، وأكرم ضيفك، وأسرع النهضة في الصريخ، فإن لك أجلا لا يعدوك، وصن وجهك عن مسألة أحد شيئا، فبذلك يتم سوددك؛ ثم أنشأ يقول:
أأسـيد إن مـالا مـلـك ت فسر به سيرا جمـيلا
آخ الكرام إن استـطـع ت إلى إخائهم جملا ذلولا
وأشرب بكـأسـهـم وإن شربوا به السم الثـمـيلا
أهن الـلـئام ولاتـكـن لإخائهم جـمـلا ذلـولا
إن الـكـرام إذا تـــوا خيهم وجدت لهم فضولا
ودع الذي يعد العـشـي رة أن يسيل ولن يسـيلا
ابـنـي إن الـمــال لا يبكي إذا فقد الـبـخـيلا صوت
أأسيد إن أزمعـت مـن بلد إلى بـلـد رحـيلا
فاحفظ وإن شحط المـزا ر أخـيك أو الـزمـيلا
واركب بنفسك إن همـم ت بها الحزونة والسهولا
وصل الكرام وكن لمـن ترجو مودتـه وصـولا الغناء للهذلي خفيف ثقيل أول بالوسطى عن عمرو.
ودع التوانـي فـي الأمـو ر وكن لها سلسـا ذلـولا
وابسط يمينـك بـالـنـدى وامدد بها بـاعـا طـويلا
وابسط يديك بمـا مـلـك ت وشيد الحسـب الأثـيلا
واعـزم إذا حـاولــت أم را يفرج الهـم الـدخـيلا
وابذل لضـيفـك ذات رح لك مكرما حـتـى يزولا
واحلل علـى الأيفـاع لـل عافين واجتنب المـسـيلا
وإذا القـوم تـخـاطـرت يوما وارعدت الخـصـيلا
فاهصر كهصر الليث خض ب من فريسته الـتـلـيلا
وانزل إلى الـهـيجـا إذا أبطالها كرهوا الـنـزولا
صفحة : 277
وإذا دعيت إلى المه م فكن لفادحه حمولا استنشد معاوية قيسيا وزراد في عطائه: أخبرني عمي قال حدثنا الكراني قال حدثنا العمري عن العتبي قال: جرى بين عبد الله بن الزبير وعتبة بن أبي سفيان لحاء بين يدي معاوية، فجعل ابن الزبير يعدل بكلامه عن عتبة ويعرض بمعاوية، حتى أطال وأكثر من ذلك ، فالتفت إليه معاوية متمثلا وقال:
ورام بعوران الكـلام كـأنـهـا نوافر صبح نفرتها الـمـراتـع
وقد يدحض المرء الموراب بالخنا وقد تدرك المرء الكريم المصانع ثم قال لابن الزبير: من يقول هذا? فقال: ذو الإصبع؛ فقال: أترويه? قال لا؛ فقال: من هاهنا يروي هذه الأبيات? فقام رجل من قيس فقال: أنا أرويها يا أمير المؤمنين؛ فقال: أنشدني؛ فأنشده حتى أتى على قوله:
وسـاع بـرجـلـيه لآخـر قـاعـد ومعـط كـريم ذو يسـار ومـانـع
وبان لأحـسـاب الـكـرام وهـادم وخافض مولاه سـفـاهـا ورافـع
ومغض على بعض الخطوب وقد بدت له عورة من ذي القرابة ضـاجـع
وطالب حوب باللـسـان وقـلـبـه سوى الحق لاتخفى عليه الـشـرائع فقال له معاوية: كم عطاءك? قال: سبعمائة؛ قال: اجعلوها ألفا، وقطع الكلام بين عبد الله وعتبة.
شعره في ابن عمه وقد عاداه
قال أبو عمرو: وكان لذي الإصبع ابن عم يعاديه فكان يتدسس إلى مكارهه ويمشي به إلى أعدائه ويولب عليه ويسعى بينه وبين عمه ويبغيه عندهم شرا؛ فقال فيه- وقد أنشدنا الأحفش هذا الأبيات ايضا عن ثعلب والأحول السكري:
ياصاحبي قفـا قـلـيلا وتخبرا عني لمـيسـا
عمن أصابت قـلـبـه في مرها غدا نكيسـا
ولـي ابـن عـم لايزا ل إلي منكره دسيسـا
دبت له فـأحـس بـع د البرء من سقم وسيسا
إمـا عـلانـــية وإم ا مخمرا أكلا وهيسـا
إني رأيت بنـي أبـي ك يحمجون إلي شوسا
حنقا علي ولـن تـرى لي فيهم أثرا بـئيسـا
أنحوا على حر الوجـو ه بحد مئشار ضروسا
لو كنت ماء لم تـكـن عذب المذاق ولامسوسا
ملحا بعيد القعـر قـد فلت حجارته الفؤوسـا
مناع ما مـلـكـت يدا ك وسائل لهم نحوسـا وأنشدنا الأخفش عن هؤلاء الرواة بعقب هذه الأبيات- وليس من شعر ذي الإصبع ولكنه معناه-:
لو كنت ماء كنت غير عـذب أو كنت سيفا كنت غير عضب
أو كنت طرفا كنت غير نـدب أو كنت لحما كنت لحم كلـب
لو كنت مخا كنت مـخـاريرا أو كنت بردا كنت زمهـريرا
أو كنت ريحا كانت الدبـورا سبب تفرق عدوان وتقاتلهم
قال أبو عمرو، وكان السبب في تفرق عدوان وقتال بعضهم بعضا حتى تفانوا: أن بني ناج بن يشكر بن عدوان أغاروا على بني عوف بن سعد بن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان، ونذرت بهم بنو عوف فاققتلوا، فقتل بنو ناج ثمانية نفر، فيهم عمير بن مالك سيد بني عوف، وقتلت بنو عوف رجلا منعم يقال له سنان بن جابر، وتفرقوا على حرب. وكان الذي أصابوه من بني واثلة بن عمرو بن عباد وكان سيدا، فاصطلح سائر الناس على الديات أن يتعاطوها ورضوا بذلك، وأبى مرير بن جابر أن يقبل بسنان بن جابر دية ، واعتزل هو وبنو أبيه ومن أطاعهم ومن والاهم، وتبعه علىذلك كرب بن خالد أحد بني عبس بن ناج، فمشى إليهما ذو الإصبع وسألهما قبول الدية وقال: قد قتل منا ثمانية نفر فقبلنا الدية وقتل منكم رجل فاقبلوا ديته؛ فأبيا ذلك وأقاما الحرب، فكان ذلك مبدأ حرب بعضهم بعضا حتى تفانوا وتقطعوا. فقال ذو الإصبع في ذلك:
ويابؤس للأيام والدهر هالـكـا وصرف الليالي يختلفن كذلكـا
أبعد بني ناج وسعـيك فـيهـم فلاتتبعن عينيك ما كان هالكـا
إذا قلت معروفا لأصلح بينـهـم يقول مرير لاأحـاول ذلـكـا
فأضحوا كظهر العود جب سنامه تحوم عليه الطير أحدب باركـا
صفحة : 278
فإن تك عدوان بن عمرو تفرقت فقد غنيت دهرا ملوكا هنالكـا قصيدته النونية وقال أبو عمرو: وفي مرير بن جابر يقول ذو الأصبع - وهذه القصيدة هي التي منها الغناء المذكور -وأولها:
يامن لقلب شديد الـهـم مـحـزون أمـسـى تـذكـر ريا أم هـارون
أمسى تذكرها من بعد ما شحـطـت والدهر ذو غلظ حـينـا وذو لـين
فإن يكن حبها أمسى لنـا شـجـنـا وأصبح الولي منـهـا لايوايتـينـي
فقد غنينا وشمل الدار يجـمـعـنـا أطـيع ريا وريا لاتـعـاصـينـي
نرمي الوشاة فلا نخطي مقاتلـهـم بخالص من صفاء الود مـكـنـون
ولي ابن عم علي ما كان من خلـق مختلفـان فـأقـلـيه ويقـلـينـي
أزرى بنا أننا شالت تـعـامـتـنـا فخالني دونه بل خـلـتـه دونـي
لاه ابن عمك لاأفضلت من حـسـب شيئا ولاأنت دياني فـتـحـزونـي
ولاتقوت عـيالـي يوم مـسـغـبة ولابنفسك في العزاء تـكـفـينـي
فإن ترد عرض الدنيا بمنقـصـتـي فإن ذلك ممـا لـيس يشـجـينـي
ولاترى في غير الصبر منـقـصة وماسواه فـإن الـلـه يكـفـينـي
لولا أواصرقربى لست تحفـظـهـا ورهبة الله في مولـى يعـادينـي
إذا بريتك بـريا لا أنـجـبـار لـه إني رأيتك لاتـنـفـك تـبـرينـي
إن الذي تقبض الدنيا ويبـسـطـهـا إن كان أغناك عني سوف يغنينـي
الله يعلمكـم والـلـه يعـلـمـنـي والله يجزيكم عـنـي ويجـزينـي
ماذا علي وإن كنتـم ذوي رحـمـي ألا أحبكـم إن لـم تـحـبـونـي
لو تشربون دمي لم يرو شـاربـكـم ولادماؤكـم جـمـعـا تـروينـي
ولي ابن عم لو أن الناس في كبـدي لظل محتجزا بالنـبـل يرمـينـي
ياعمرو إن لا تدع شتمي ومنقصتـي ظاضربك حتى تقول الهامة اسقوني
كل امرىء صائر يوما لشـيمـتـه ظغن تخلق أخـلاقـا إلـى حـين
إني لعمرك مابابـي بـذي غـلـق عن الصديق ولاخيري بمـمـنـون
ولا لساني على الأدنى بمنـطـلـق بالمنكرات ولافتكـي بـمـأمـون
لايخرج القسر مني غير مغـضـبة ولاألين لمـن لايبـتـغـي لـينـي
وأنتم معـشـر زيد عـلـى مـائة فأجمعوا أمركم شتى فـكـيدونـي
فإن علمتم سبيل الرشد فانطـلـقـوا ظغن غبيتم طريق الرشد فأتـونـي
يارب ثوب حواشـيه كـأوسـطـه لاعيب في الثوب من حسن ومن لين
يوما شددت على فرغـاء فـاهـقة يوما من الدهر تارات تـمـارينـي
ماذا علي إذا تدعـونـنـي فـزعـا ألا أجـيبـكـم إذ لاتـجـيبـونـي
وكنت أعطيكم مالي وأمـنـحـكـم ودي على مثبت في الصدر مكنون
يارب حي شديد الشغب ذي لـجـب ذعرت من راهنمنهم ومـرهـون
رددت باطلهم في رأس قـائلـهـم حتى يظلوا خصـومـا ذا أفـانـين
ياعمرو لو كنت لي ألفيتينـي يسـرا سمحا كريما أجازي من يجازينـي قصيدته في رثاء قومه
قال ابو عمرو: وقالذو الإصبع يرثي قومه:
ولـــيس الـــمـــــرء قـــــــي شـــــــيء من الإبـــــرام والـــــــنـــــــقـــــــض
لإذا يفــــــعـــــــل شـــــــيئا خـــــــا له يقـــضـــي ومـــــا يقـــــــضـــــــي
جديد الـــعـــيش مــــــلـــــــبـــــــوس وقــــد يوشـــــــك أن ينـــــــضـــــــي
وقد مضى بعض هذه القصيدة متقدما في صدر هذه الأخبار، وتمامها:
وأمر اليوم أصلحه ولاتـــعـــرض لـــمـــا يمــــــضـــــــي
فبـــينـــا الـــمـــكـــرء فـــي عـــــــيش له مـــــن عـــــــيشة خـــــــفـــــــض
أتـــــــاه طـــــــبـــــــق يومــــــــا علـــــى مـــــــزلـــــــقة دحـــــــض
وهـــم كـــانـــوا فـــلا تـــــــكـــــــذب ذوي الـــقـــوة والــــــنـــــــهـــــــض
وهـــــم إن ولـــــــدوا أشـــــــبـــــــوا بســـر الـــحـــســـب الـــمـــحـــــــض
لهـــم كـــانــــــت أعـــــــالـــــــي الأر ض فـــالـــســـران فـــالـــــعـــــــرض
صفحة : 279
إلى ما حـازه الـحـزن فما أسهل للـحـمـض
إلى الكفرين من نـخـل ة فالداءة فـالـمـرض
لهـم كـان الــمـــا ء ولا المزجى ولاالبرص
فكان النـاس إذا هـمـوا بيسر خاشع مـغـضـي
تنـادوا ثـم ســاروا ب رئيس لهـم مـرضـي
فمن ساجلـهـم حـربـا ففي الخيبة والـخـفـش
وهم نالوا على الـشـنـآ ن والشحناء والبـغـض
معالي لم ينلـهـا الـنـا س في بسط ولاقـبـض شعر أمامة في رثاء قومها قال أبو عمرو: قالت أمامة بنت ذي الإصبع وكانت شاعرة ترثي قومها:
كم من فتى كانت له مـيعة أبلج مثل القمر الـزاهـر
قد مرت الخيل بحـافـاتـه كمر غيث لجب مـاطـر
قد لقيت فهم وعـدوانـهـا قتلا وهلكا آخر الـغـابـر
كانوا ملوكا سادة في الذرى دهرا لها الفخر على الفاخر
حتى تساقوا كأسهم بينـهـم بغيا فيا للشارب الخـاسـر
بادوا فمن يحلل بأوطانـهـم يحلل برسم مـقـفـر دائر شعره في الكبر
قال أبو عمرو: ولأمامة ابنته هذه يقول ذو الإصبع ورأته قد نهض فسقط وتوكأ على العصا فبكت فقال:
جزعت أمامة أن مشيت على العصا وتذكرت إذ نـحـن م الـفـتـيان
فلـقـبـل مـارام الإلـه بـكـيده إرما وهذا الـحـي مـن عـدوان
بعد الحكومة والفضيلة والـنـهـي طاف الزمـان عـلـيهـم بـأوان
وتفرقوا وتقطـعـت أشـلاؤهـم وتبددوا فـرقـا بـكـل مـكـان
جدب البلاد فأعقمت أرحـامـهـم والدهر غيرهم مـع الـحـدثـان
حتى أبادهـم عـلـى أخـراهـم صرعى بكل نـقـيرة ومـكـان
لاتعجبن أمـام مـن حـدث عـرا فالدهر غـيرنـا مـع الأزمـان
ذكر قيل مولى العبلات
ولاؤه وغناؤه
قال هارون بن محمد بن عبد الملك: أخبرني حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان يحيى قيل عبدا للثريا ورضيا وأخواتهما بنات علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس مخهنو قال وحدثني حماد قال حدثني أبي قال حدثني ابن جناح قال حدثنا مقاحف بن ناصح مولى عبد الله بن عباس قال قال حدثني هشام بن المرية- وهي أمة، وهومولى بني مخزوك - قال: كان يحيى قيل عبدا لامرأة من العبلات، وله من الغناء: صوت
وأخرجها من بطن مكة بعد ما أصات المنادي للصلاة وأعتما
فمرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسمـا والشعر لأبي دهبل الجمحي. وأول هذه القصيدة: ألا علق القلب المتيم كلثما
أبو دهبل الجمحي
وأخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني بحيى بن المقداد الزمعي قال حدثني عمي موسى بن يعقوب الزمعي قال أنشدني أبو دهبل الجمحي لنفسه:
ألا علق القلب المتيم كـلـثـمـا لجوجا ولم يلزم من الحب ملزمـا
خرجت بها من بطن مكة بعدمـا أصات المنادي للصلاة وأعتـمـا
فما نام من راع ولاارتد سـامـر من الحي حتى جاوزت بي يلملما
ومرت ببطن الليث تهوي كأنـهـا تبادر بالإدلاج نهبا مـقـسـمـا
أجازت على البزواء والليل كاسر جناحين بالبزواء وردا وأدهـمـا
فما ذر قرن الشمس حتى تبينـت بعليب نخلا مشرفا ومـخـيمـا
ومرت على أشطان دومة بالضحى فما خرزت للماء عينا ولافـمـا
وما شربت حتى ثنيت زمامـهـا وخفت عليها أن تحز وتكـلـمـا
فقلت لها قد تعـت غـير ذمـيمة وأصبح وادي البزك غيثا مديمـا قال فقلت له : ياعم ما كنت إلا على الريح فقال: يابن أخي إن عمك كان إذا هم فعل، وهي العجاجة، أما سمعت قول أخي ببني مرة:
إذا أقبلت قلت مشـحـونة أقلت لها الريح قلعا جفولا
صفحة : 280
وإن أدبرت قلـت مـذعـورة من الرمد تتبع هيقـا ذمـولا
وإن أغرضت خال فيها البصي رمـالايكـلـفـه أن يفـيلا
يدا سرحا ماثرا ضـبـعـهـا تسوم وتقدم رجـلا زجـولا
فمرت على كـشـب غـدوة ومرت فـويق أريك أصـيلا
تخبـط بـالـلـيل حـزانـه كخبط القوي العزيز الذلـيلا أخبرنا الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني ابن أصبغ السملي قال: جاء إنسان يغني إلى عياش المنقري بالعقيق فجعل يغنيه قول أبي دهبل: )ألا علق القلب المتيم كلثما( وجعل يعيده فلما أكثر قال له عياش: كم تنذر بالعجوز عافاك الله اسم أمي كلثم، قال: وتسمع العجوز، فقالت: لا والله ما كان بيني وبينه شيء. قال: ومن غنائه:
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا فخالني دونه بل خلته دوني
فإن تصبك من الأيام جائحة لانبك منك على دنيا ولادين وأول هذه الأبيات فيما أنشدناه علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب
صوت من المائة المختارة
لي ابن عم على ما كان من خلق مختلفان فاقـلـيه ويقـلـينـي
لاه ابن عمك لاأفضلت في حسب عني ولاأنت دياني فتخـزونـي غنى هذين البيتين الهذلي ثاني ثقيل بالوسطى
وقد عجبت ومافي الدهر من عجب يد تشج وأخرى منك تـأسـونـي
صوت من المائة المختارة
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا
يجزيك أو يثنى عليك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقد جزى عروضه من الكامل . الشعر لغريض اليهودي وهو السموءل بن عادياء، وقيل إنه لابنه صعية بن غريض، وقيل إنه لزيد بن عمرو بن نفيل، وقيل إنه لورقة بن نوفل، وقيل إنه لزهير بن جناب، وقيل إنه لعامر بن المجنون الجرمي الذي يقال له: مدرج الريح، والصحيح أنه لغريض أو لابنه.
خبر غريض اليهودي
نسبه وأصل قومه
وغريض هذا من اليهود من ولد الكاهن بن هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم، وكان موسى عليه الصلاة والسلام وجه جيشا إلى العماليق وكانوا قد طغوا ولغت غاراتهم إلى الشام وأمرهم إن ظفروا بهم أن يقتلوهم أجمعين، فظفروا بهم فقتلوهم أجمعين سوى ابن لملكهم كان غلاما جميلا فرحموه واستبقوه، وقدموا الشأم بعد وفاة موسى عليه السلام فأخبروا بني اسرائيل بما فعلوه؛ فقالوا: أنتم عصاة لاتدخلون الشأم علينا أبدا، فأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: مالنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به وقتلنا أهله؛ فرجعوا إلى يثرب فأقاموا بها وذلك قبل ورود الأوس والخزرج لإياها عند وقوع سيل العرم باليمن، فمن هؤلاء اليهود قريظة والنضير وبنو قنيقاع وغيرهم ولم أجد لهم نسبا فأذمكره لأنهم ليسوا من العرب فتدون العرب أنسابهم إنما حلفاؤهم، وقد شرحت أخبارهم ومايغنى به من أشعارهم في موضع آخر من هذا الكتاب.
والغناء في اللحن المختار لابن صاحب الوضوء واسمه محمد وكنيته أبو عبد الله، وكان أبوه على الميضأة بالمدينة فعرف بذلك، وهو يسير الصناعة ليس ممن خدم الخلفاء ولاشهر عندهم شهرة غيره. وهذا الغناء ماخوري بالبنصر وفيه ليونس ثاني ثقيل بالبنصر نسب له شعر هو لورقة بن نوفل
أخبرني محمد بن العباس اليزيد قال حدثنا الرياشي وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعيعن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه لغـريض الــيهـــودي تمثلت عائشة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر نزل بمعناه الوحي: وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال حدثنا سهل بن المغيرة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتمثل بهذين البيتين:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا
يجزيك أو يثني عليك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
صفحة : 281
فقال صلى الله عليه وسلم ردي على قول اليهودي قاتله الله? لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه قال أبو زيد: وقد حدثني أبو عثمان محمد بن يحيى أن هذا الشعر لورقة بن نوفل، وقد ذكر الزبير بن بكارأيضا أن هذا الشرعر لورقة بن نوفل وذكر هذين البيتين في قصيدة أولها:
رحلت قتيلة عيرها قبل الصـحـى وأخال أن شحطت بجارتك النـوى
أو كلما رحـلـت قـتـيلة غـدوة وغدت مفارقة لأرضهـم بـكـى
ولقد ركبن على السفين ملـجـجـا أذر الصديق وأنتحي دار الـعـدا
ولقد دخلت البيت يخشـى أهـلـه بعد الهدوء وبعدما سقـط الـنـدى
فوجـدت فـيه حـرة قـد زينـت بالحلي تحسبه بها جمر الغـضـا
فنعمت بالا إذ أتـيت فـراشـهـا وسقطت منها حين جئت على هوى
فلتلك لذات الشبـاب قـضـيتـهـا عني فسائل بعضهم ماذا قـضـى
فرج الرباب فليس يؤدي فـرجـه لاحاجة قضـى ولامـاء بـغـى
فارفع ضعيفك لايحر بك ضعـفـه يوما فتدركه العواقب قـد نـمـا
يجزيك أو يثني عـلـيك وإن مـن أثنى عليك بما فعلت فقـد جـزى
?ذكر ورقة بن نوفل ونسبه
نسبه وهو جاهلي اعتزل عبادة الأوثان
هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي بن قصي، وأمه هند بنت أبي كثير بن عبد بن قصي. وهو أحد من اعتزل عبادة الأوثان في الجاهلية وطلب الدين وقرأ الكتب وامتنع من أكل ذبائح الأوثان.
نسبة مافي هذا الشعر من الغناء
غير ارفع ضعيفك صوت
ولقد طرقت البيت يخشى أهله بعد الهدوء وبعدما سقط الندى
فوجدت فيه حرة قـد زينـت بالحلي تحسبه بها جمر الغضا الشعر لورقة بن نوفل. والغناء لابن محرز من القدر الأوسط من الثقيل الأول بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق.
أخبرنا الطوسي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وزرقة بن نوفل كما بلغنا فقال: قد رأيته في المنام كان عليه ثيابا بيضا فقد أظن أن بو كان من أهل النار لم أر عليه البياض قال الزبير وحدثنا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن عائشة: أن خديجة بنت خةيل انطلقت بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبارني فيكتب بالعبرانية من الانجيل ما شاء أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك؛ قال ورقة: يابن أخي ماذا ترى? فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر مارأى فقال ورقة: ههذ الناموس الذي أنزله الله تبارك وتعالى على موسى؛ ياليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل كاجئت به إلا عودي، وإن يدركنب يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي.
رأى بلالا يعذب لإسلامه فقال شعرا قال الزبير حدثني عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال عروة: كان بلاب لجارية من بين جمح بن عمرو، وكان يعذبونه برمضاء مكة، يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك بالله؛ فيقول: احد أحد، فيمر عليه ورقة بن نوفل وهو على ذلك يقول: أحد أحد، فيقول ورقة بن نوفل: أحد أحد والله يابلاب? والله لئن قتلتموه لاتخذته حنانا كأنه يقول: لأتمسحن به. وقال ورقة بن نوفل في ذلك:
لقد نصحت لأقوام وقلت لـهـم أنا النذير فلا يغـرركـم أحـد
لاتعبدن إلها غـير خـالـقـكـم فإن دعوكم فقولوا بينـنـا حـدد
سبحان ذي العرش سبحانا نعوذ به وقبل قد سبح الجودي والجـمـد
مسخر كل ماتحت السمـاء لـه لاينبغي أن يناوي ملـكـه أحـد
لاشيءمما ترى تبقى بشاشـتـه يبقى الأله ويودي المال والولـد
صفحة : 282
لم تغن عن هرمز يوما خزائنـه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولاسليمان إذ دان الشعـوب لـه والجن والإنس تجري بينها البرد مدح النبي صلى الله عليه وسلم له
والنهي عن سبه:
قال الزبير حدثني عمي قال حدثنا الضحاك بن عثمان بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخي ورقة بن نوفل أو لابن أخيه: شعرت أني رأيت لورقة جنة ، أو جنتين . بشك هشام.
قال عروة: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب ورقة.
وقال الزبير وحدثني عمي قال حدثني الضحاك عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه: أن خديجة كانت تأتي ورقة بما يخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه، فيقول ورقة: لئن كان مايقول حقا إنه ليأتيه الناموس الأكبر ناموس عيسى ابن مريم الذي لايجيزه أهل الكتاب إلا بثمن، ولئن نطق وأنا حي لأبلين فيه الله بلاء حسنا.
خبر زيد بن عمرو ونسبه
نسبه من قبل أبويه
هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. وأمه جيداء بن جابر بن أبي حبيب بن فهم. وكانت جيداء عند نفيل بن عبد العزي فولدت له الخطاب أبا عمر بن الخطاب و عبدنهم، ثم مات عنها نفيل فتزوجها ابنه عمرو فولدت له زيدا، وكان هذا نكاحا ينكحه أهل الجاهلية.
اعتزل عبادة الأوثان وكان يعيب قريشا: وكان أحد من اعتزل عبادة الأوثان
وامتنع من أكل ذبائحهم، وكان يقول: يامعشر قريش، أيرسل الله قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحوها لغيره ? والله ماأعلم على ظهر الأرض أحدا على دين إبراهيم غيري.
أخرجه عن مكة خطاب بن نفيل وقريش لمخالفته دينهم: أخبرنا الطوسي قالحدثنا الزبير قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك عن أبيه، قالا: كان الخطاب بن نفيل قد أخرج زيد بن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه أن يدخلها حين فارق أهل الأوثان، وكان أشدهم عليه الخطاب بن نفيل. وكان زيد بن عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال: لبيك حقا حقا؛ تعبدا ورقا؛ البر أرجو لا الخال، وهل مهجر كمن قال ثم يقول :
عدت بما عاذ به إبراهـيم مستقبل الكعبة وهو قائم
يقول أنفي لك عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم ثم يسجد. قال محمد بن الضحاك عن أبيه: و هو الذي يقول:
لاهم إني حرم لاحـلـه وإن داري أوسط المحلة عند الصفا ليست بها مضلة شعره في ترك عبادة الأوثان
قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: قال زيد بن عمرو بن نفيل:
عزلت الجن والجنان عـنـي كذلك يفعل الجلد الصـبـور
فلا العزى أدين ولاأبنيتـهـا ولاصنمي بني غـنـم أزور
ولاهـبـلا أدين وكـان ربـا لنا في الدهر إذ حلمي صغير
أربـا واحـدا أم ألـف رب أدين إذا تقسـمـت الأمـور
ألم تعلم بـأن الـلـه أفـنـى رجالا كان شأنهم الفـجـور
وأبقى آخـرين بـبـر قـوم فيربو منهم الطفل الصغـير
وبينا المرء يعثر ثـاب يومـا كما يتروح الغصن النضـير فقال ورقة بن نوفل بزيدج بن عمرو بن نفيل:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حامـيا
بدينك ربا ليس رب كمـثـلـه وتركك جنان الجبال كما هـيا
أقول إذا مازرت أرضا مخوفة حنانيك لاتظهر على الأعـاديا
حنانيك إن الجن كانت رجاءهم وأنت إلهي ربـنـا ورجـائيا
أدين لرب يستـجـيب ولاأرى أدين لمن لايسمع الدهر داعـيا
أقول إذا صليت في كل بـيعة تباركت قد أكثرت باسمك داعيا يقول: خلقت خلقا كثيرا يدعون ياسمك
صفحة : 283
قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله قال حدثني الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال سمعت من أرضي يحدث: امتناعه عن ذبائح قريش
وقصته مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:
أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل من السماء ماء وأنبت لها من الأرض نباتا ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له.
قال الزبي: وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وكان قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل، وقال: إني لاآكل إلا ماذكر اسم الله عليه.
اجتمع بالشأم مع يهودي ونصراني فسألهما عن الدين واعتنق دين ابراهيم: قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد على موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله قال - قال موسى: لاأراه إلا حدثه عن عبد الله بن عمر-: إن زيد بن عمرو خرج إلى الشأم يسألأ عن الدين ويتبعه، فلقي عالما فسأله اليهود عن دينهم فقال: لعلي أدين بدينكم فأخبرني بدينكم؛ فقال اليهودي: إنك لاتكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله؛ فقال زيد بن عمرو: لاأفر إلا من غضب الله وماأحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا? قال: ماأعلمه إلا أن يكون حنيفا؛ قال: وماالحنيف? قال: دين إبراهيم؛ فخرج من عنده وتركه. فأتى عالما من علماء النصارى فقال له نحوا مما قال لليهودي، فقال له النصراني: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله؛ فقال: إني لاأمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنا أستطيع، فهل تدلين على دين ليس فيه هذا? فقال له نحوا مما قال اليهودي: لاأعلمه إلا أن يكون حنيفا؛ فخرج من عندهما وقد رضي بما أخبراه واتفقا عليه من دين إبراهيم، فلما برز رفع يديه وقال؛ اللهم إني على دين إبراهيم بلغته البعثة فخرج من الشام فقتله أهل ميفعة: قال الزبير وحدثني مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو قال: سألأت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد فقال: يأتي يوم القيامة أمة واحدة وأنشد محمد بن الضحاك عن الحزامي عن أبيه لزيد بن عمرو:
أسلمت وجهي لمن أسلـمـت له المزن تحمل عذبـا زلالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمـت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استـوت شـدهـا سواء وأرسى عليها الجبـالا
زهير بن جناب وشعره في الكبر
وأما زهير بن جناب الكلبي فإنه أحد المعمرين، يقال: إنه عمر مائة وخمسين سنة وهو-فيما ذكر-أحد الذين شربوا الخمر في الجاهلية حتى قتلتهم؛ وكان قد بلغ من السن الغاية التي ذكرناها، فقال ذات يوم: إن الحي ظاعن، فقال: من هذا الذي يخالفني منذ اليوم قيل: ابن أخيك عبد اللع بن عليم؛ فقال: أو هاهنا أحد ينهاه عن ذلك قالوا: لا، فغضب وقال: لاأراني قد خولفت، ثم دعا بالخمر فشربها صرفا بغير مزاج وعلى غير طعام حتى قتلته. وهو الذي يقول في ذم لكبر وطول الحياة:
الموت خير للـفـتـى فليهلكن وبـه بـقـية
من أن يرى الشيخ البجا ل إذ تهادى بالعشـية
ابني إن أهلـك فـقـد أورثتكم مجدا بـنـية
وتركتكم أبـنـاء سـا دات زنـادكـم ورية
بل كل مانال الفـتـى قد نلته إلا الـتـحـية
مدرج الريح وسبب التسمية
وأما مدرج الريح فاسمه عامر بن المجنون الجرمي، وإنما سمي مدرج الريح بشعر قاله في امرأة كان يزعم أنه يهواها من الجن وأنها تسكن الهواء وتتراءى له، وكان محمقا؛ وشعره هذا: صوت
لابنة الجني في الجو طـل دارس الأيات عاف كالخلل
صفحة : 284
درسته الريح من بين صبا وجنوب درجت حينا وطل الغناء فيه لحنين ثقل أول بالوسطى عن الهشامي وابن المكي، وذكر حبش أنه لمعبد، وذكر عمرو بانة أن لحن حنين من خفيف الثقل الأول بالبنصر. وأخبار عامر بن المجنون تذكر في موضع آخر إن شاء الله تعالى.
سعية بن غريض وشعره وهو يحتضر
وأما سعية بن غريض فقد كان ذكر خبر جده السموءل بن غريض بن عاديا في موضع غير هذا. وكان سعية بن غريض شاعرا، وهو الذي يقول لما حضرته الوفاء يرثي نفسه: صوت
ياليت شعري حين يذكر صالحي ماذا تؤنبنـي بـه أنـواحـي
أيقلن لاتبعـد، فـري كـريهة فرجتها ببـشـارة وسـمـاح
وإذا دعيت لصعبة سهلـتـهـا أدعى بأفلح تـارية ونـجـاح -غناه ابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر على مذهب إسحاق من رواية عمر -وأسلم سعية وعمر عمرا طويلا، ويقال: إنه مات في آخر خلافة معاوية سعية بن غريض ومعاوية بن أبي سفيان
فأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أحمد بن معاوية عن الهيثم بن عدي قال: حج معاوية حجتين في خلافته، وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليه نساؤه وجواريه. قال: فحج في إحداهما فرأى شيخا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان، فقال: من هذا? قالوا: سعية بن غريض حج معاوية حجتين في خلافته، وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه وجواريه. قال: فحج في إحداهما فرأى شيخا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان، فقال: من هذا? قالوا: سعية بن غري، وكان من اليهود، فأرسل إليه يدعوه، فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين؛ قال: أوليس قد مات أمير المؤمنين قيل: فأجب معاوية؛ فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين؛ قال: أو ليس قد مات أمي رالمؤمنين قيل: فأجب معاوية؛ فأتاه فيم يسلم عليه الخلافة؛ فقال له معاوية: مافعلت أرضك التي بتيماء? قال: يكسى منها العري ويرد فضلها على الجار؛ قال: أفتبيعها? قال: نعم؛ قال: بكم? قال: بستين ألف دينار، ولولا خلة أصابت الحي لم أبعها؛ قال: لقد أغليت قال: أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف دينار ثم دينار ثم لم تبل قال: أجل، وإذا بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك يرثي به نفسه؛ فقال: قال أبي:
ياليت شعري حين أندب هالكا ماذا تؤنبنـي بـه أنـواحـي
أيقلن لاتبعد، فـرب كـريهة فرجتها بشجـاعة وسـمـاح
ولقد أخذت الحق غير مخاصم ولقد رددت الحق غير ملاحي
وإذا دعيت لصعبة سهلتـهـا أدعى بأفلح مـرة ونـجـاح فقال: أنا كنت بهذا الشهر أولى من أبيك؛ قال: كذبت ولؤمت؛ قال: أما كذبت فنعم، وأما لؤمت فلم، قال: لأنك كنت ميت الحق في الجاهلية وميته في الأسلام، أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه وسلم والوحي حتى جعل الله عز وجل كيدك المردود، وأما في الإسلام فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة، وماأنت وهي وأنت طليق ابن طليق فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه، فأخذ بيده فأقيم.
وسعية هذا هو الذي يقول: صوت
يادار سعدى بأقصى تلعة النـعـم حييت دارا على الإقواء والقـدم
ومابجزعك إلا الوحش سـاكـنة وهامد من رماد القدر والحمـم
عجنا فما كلمتنا الدار إذ سـئلـت ومابها عن جواب خلت من صمم الشعر لسعية بن غريض، والغناء لابن محرز ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر.
أخبار ابن صاحب الوضوء ونسبه
نسبه وولاؤه وسبب تسمية أيه
اسمه محمد بن عبد الله، ويكنى أبا عبد الله، مولى بني أمية، وهو من أهل المدينة؛ وكان أبوه على ميضأة المدينة فسمي صاحب الوضوء.
وهو قليل الصنعة لم يذكر له إسحاق إلا صوتين كلاهما خفيف الثقيل الثاني المعروف باالماخوري ولاذكر له غير إسحاق سواهما إلا ماهو مرسوم في الكتاب الباطل المنسوب إلى إسحاق فإن له فيه شيئا لاأصل له، وفي كتاب حبش الصيني . وهو رجل لايحصل مايقوله ويرويه.
مدح يونس الكاتب غناءه
صفحة : 285
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بت إسحاق عن أبيه عن جده عن سياط عن يونس الكاتب قال: غني ابن صاحب الوضوء في شعر النابغة:
خطاطيف حجن في حبال متينة تمد بـهـا إيد إلـيك نـوازع وفي شعر بعض اليهود:
إرفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا فأجاد فيهما ماشاء وأحسن غاية الإحسان؛ فقيل له: ألا تزيد وتصنع شيئا آخر ? فقال: لا والله حتى أرى غيري قد صنع مثل ماصنعت وأزيد، وإلا فحسبي هذا.
نقل له صوت فغناه في المحراب
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار وأحمد بن عبد العزيز الجوهري وإسماعيل بن يونس الشيعي، قالوا حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي-قال ابن عمار في خبره: وكان يسمى المبارك - قال حدثنا أبو مسلمة المصبحي قال: قدم علينا أسود من أهل الكوفة فغنى:
ارفع ضعيفك لايحر بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نمـا قال: فممرت بعبد الله بن عامر الأسلمي، وكان يؤمنا وهو قائم يصلي الظهر، فقلت له : قدم علينا أسود من الكوفة يغني كذا وكذا فأجاده ؛ فأشار إلي بيده أن اجلس؛ فلما قضى صلاته قال: أخذته عنه? قلت: نعم، قال: فأمره علي، ففعلت؛ قال: فلما كان بالليل صلى بنا فأداه في المجراب
صوت من المائة المختارة
التي رواها علي بن يحيى
ياليلتـي تـزداد نـكـرا من حب من أحببت بكرا
حوراء إن نظرت إلـي ك سقتك بالعينين خمرا الشعر لبشار، والغناء في اللحن والغناء ليزيد حوراء رمل بالبنصر عن عمرو ويحيى المكي وإسحاق. وفيه لسياط خفيف رمل بالوسطى عن عمرو وإبراهيم الموصلي.
أخبار بشار بن برد ونسبه
نسبه وكنيته وطبقته في الشعراء
هو، فيما ذكره الحسن بن علي عن محمد بن القاسم بن مهروية عن غيلان الشعوبي، بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز بن كرديه بن ماهفيدان بن دادان بن بهمن بن بن أزدكرد بن حسيس بن مهران بن خسروان بن أخشين بن شهر داد بن نبوذ بن ماخرشيدا نماذ بن شهريار بن بنداد سيحان بن مكر بن أدريوس بن يستاسب بن لهراسف . قال: وكان يرجوخ من طخارستان من سبى المهلب بن أبي صفرة. ويكنى بشار أبا معاذ. ومحله في الشعر وتقدمه طبقات المحدثين فيه بإجماع الرواة ورياسته عليهم من غير اختلاف في ذلك يغني عن وصفه وإطالة ذكر محله. وهو من مخضرمي شعراء الدولتين العباسية والأموية، قد شهر فيهما ومدح وهجا وأخذ سني الجوائز مع الشعراء.
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال قال حميد بن سعيد.
كان بشار من شعب أدريوس بن يستاسب الملك بن لهراسف الملك. قال: وهو بشار بن برد بن بهمن بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز. قال: وكان يكنى أبا معاذ.
ولاؤه لبني عقيل: وأخبرني يحيى بن علي ومحمد بن عمران الصيرفي وغيرهما عن الحسن بن عليل العنزي عن خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال: كان بشار بن برد بن يرجوخ وأبوه برد من قن خيرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة، وكان مقيما لها في ضيعتها بالبصرة المعروفة بخيرتان مع عبيد لها وإماء، فوهبت برادا بعد أن زوجته لامرأة من بني عقيل كانت متصلة بها، فولدت له امرأته وهو في ملكها بشارا فأعتقته العقيلية وأخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان برد أبو بشار مولى أم الظباء العقيلية السدوسية، فادعى بشار أنه مولى بني عقيل لنزوله فيهم.
وأخبرني امد بن العباس العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثني رجل من ولد بشار يقال له حمدان كان قصارا بالبصرة، قال: ولاؤنا لبني عقيل؛ فقلت لأيهم? فقال: لبني ربيعة بن عقيل وأخبرني وكيع قال حدثني سليمان المدني قال قال أحمد بن معاوية الباهلي: كان بشار وأمه لرجل من الأزد، فتزوج امراة من بني عقيل، فساق إليها بشارا وأمه في صداقها، وكان بشار ولد مكفوفا فأعتقته العقيلية.
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال حدثني محمد بن الحجاج قال:
صفحة : 286
باعت أم بشار بشارا على أم الظباء السدوسية بدينارين فأعتقته. وأم الظباء امراة أوس بن ثعلبة أحد بن تيم اللات بن ثعلبة، وهو صاحب قصر أوس بالبصرة؛ وكان أوس أحد فرسان بكر بن وائل بن بخراسان كان أبوه طسانا
وقد
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية5
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية4
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية3
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية2
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin
» من كتاب الشخصية
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin
» نموذج من بناء الشخصية
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin
» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin
» رواية جديدة
الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin