منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي جمال عزوز

أهلا بكم في المنتدى

منتدي جمال عزوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي جمال عزوز

منتدي الادب والفنون والكتابات النثرية والقصة القصيرة

المواضيع الأخيرة

» من كتاب الشخصية6
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:48 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية5
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:46 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية4
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:45 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية3
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:44 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية2
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:42 pm من طرف Admin

» من كتاب الشخصية
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:41 pm من طرف Admin

» نموذج من بناء الشخصية
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:39 pm من طرف Admin

» كيف تنشأ الرواية أو المسرحية؟
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 pm من طرف Admin

» رواية جديدة
الاغاني للاصفهاني53 Emptyالإثنين ديسمبر 09, 2013 5:26 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

نوفمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

تصويت

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 254 مساهمة في هذا المنتدى في 142 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 35 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو sansharw فمرحباً به.

سحابة الكلمات الدلالية


    الاغاني للاصفهاني53

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 150
    نقاط : 444
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    العمر : 50

    الاغاني للاصفهاني53 Empty الاغاني للاصفهاني53

    مُساهمة  Admin الإثنين يناير 04, 2010 3:33 pm

    إذا عب فيها شارب القوم خلته يقبل في داج من الليل كوكبا قال: فقلت له: يا أبا علي هذه مصالته . فقال لي: أتظن أنه يروي لك في الخمر معنى جيد وأنا حي. أخبرني به جعفر بن قدامة عن علي بن محمد بن نصر عن أحمد بن حمدون عن حسين بن الضحاك فذكر مثله.
    أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال: أنشدت إبراهيم بن المدبر قول حسين بن الضحاك:
    كأنما نصب كأسه قمـر حاسده بعض أنجم الفلك
    حتى إذا رنحته سورتهـا وأبدلته السكون بالحرك
    كشفت عن وزة مسنـمة في لين صينية من الفلك فقال لي إبراهيم بن المدبر: إن الحسين كان يزعم أن أبا نواس سرق منه هذا المعنى حين يقول: يقبل في داج من الليل كوكبا فإن كان سرقه منه فهو أحق به لأنه قد برز عليه، وإن كان حسين سرقه منه فقد قصر عنه.
    مدح الواثق حين ولي الخلافة فأجازه
    أخبرني محمد بن يحيى الخراساني قال حدثني محمد بن مخارق قال: لما بويع الواثق بالخلافة ودخل عليه الحسين بن الضحاك فأنشده قصيدته التي أولها: صوت
    ألم يرع الإسلام مـوت نـصـيره بلى حق أن يرتاع من مات ناصره
    سيسليك عما فات دولة مفـضـل أوائلـه مـحـمـودة وأواخـره
    ثنى الله عطفيه وألف شـخـصـه على البر مذ شدت عليه مـآزره
    يصب ببذل المال حتـى كـأنـمـا يرى بذله للمال نـهـبـا يبـادره
    وما قدم الرحـمـن إلا مـقـدمـا موارده محـمـودة ومـصـادره فقال الواثق: إن كان الحسين لينطق عن حسن طوية ويمدح بخلوص نية. ثم أمر بأن يعطي لكل بيت قاله من هذه القصيدة ألف درهم. فأعجبته الأبيات، حتى أمر فصنعت فيها عدة ألحان، منها لعريب في طريقة الثقيل الأول.
    سرقته من شعر أبي العتاهية وأخبرني محمد بن يحيى قال حدثني عون بن محمد قال حدثني محمد بن عمرو الرومي قال: لما ولي الواثق الخلافة أنشده حسين بن الضحاك قصيدة منها:
    سيسليك عما فات دولة مفضل أوائله محمـودة وأواخـره
    وما قدم الرحمن إلا مقـدمـا موارده محمودة ومصـادره قال: فأنشدت إسحاق الموصلي هذا الشعر، فقال لي: نقل حسين كلام أبي العتاهية في الرشيد حتى جاء بألفاظه بعينها حيث يقول:
    جرى لك من هارون بالسعد طائره إمام اعتزام لا تـخـاف بـوادره
    إمام لـه رأي حـمـيد ورحـمة موارده محمـودة ومـصـادره قال: فعجبت من رواية إسحاق شعر المحدثين، وإنما كان يروى للأوائل ويتعصب على المحدثين وعلى أبي العتاهية خاصة.
    في هذين الشعرين أغاني نسبتها: صوت

    جرى لك من هارون بالسعد طائره إمام اعتزام لا تـخـاف بـوادره
    إمام لـه رأي حـمـيد ورحـمة موارده محمـودة ومـصـادره
    هو الملك المجبول نفسا على التقى مسلمة من كل سوء عسـاكـره
    لتغمد سيوف الحرب فاللـه وحـده ولي أمير المؤمنـين ونـاصـره الشعر لأبي العتاهية، على ما ذكره الصولي. وقد وجدت هذه القصيدة بعينها في بعض النسخ لسلم الخاسر. والغناء لإبراهيم، وله في لحنان خفيف ثقيل بالبنصر عن عمرو وثاني ثقيل بالبنصر عن الهشامي.
    صوت

    سيسليك عما فات دولة مفضـل أوائله محـمـودة وأواخـره
    ثنى الله عطفيه وألف شخصـه على البر مذ شدت عليه مآزره الشعر لحسين بن الضحاك. والغناء لعريب ثقيل أول مطلق. وفيه لقلم الصالحية خفيف رمل، وهو أغرب اللحنين ولحن عريب المشهور.
    مدح الواثق وهو في الصيد فأجازه أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني علي بن الصباح قال حدثني علي بن صالح كاتب الحسن بن رجاء قال حدثني إبراهيم بن الحسن بن سهل قال: كنا مع الواثق بالقاطول وهو يتصيد، فصادر صيدا حسنا وهو في الزو من الإوز والدراج وطير الماء وغير ذلك، ثم رجع فتغدى، ودعا بالجلساء والمغنين وطرب، وقال: من ينشدنا? فقام الحسين بن الضحاك فأنشده:

    صفحة : 761


    سقى الله بالقاطول مسرح طرفكا وخص بسقياه مناكب قصركـا حتى انتهى إلى قوله:
    تخين للـدراج فـي جـنـبـاتـه وللغر آجال قـدرن بـكـفـكـا
    حتوفا إذا وجهتهـن قـواضـبـا عجالا إذا أغريتهن بـزجـركـا
    أبحت حماما مصعدا ومـصـوبـا وما رمت في حاليك مجلس لهوكا
    تصرف فيه بين ناي ومـسـمـع ومشمولة من كف ظبي لسقيكـا
    قضيت لبـانـات وأنـت مـخـيم مريح وإن شطت مسافة عزمكـا
    وما نال طيب العـيش إلا مـودع وما طاب عيش نال مجهود كدكا فقال الواثق: ما يعدل الراحة ولذة الدعة شيء. فلما انتهى إلى قوله:
    خلقت أمين الله للخلـق عـصـمة وأمنا فكل فـي ذراك وظـلـكـا
    وثقت بمن سماك بالغـيب واثـقـا وثبت بالتأييد أركـان مـلـكـكـا
    فأعطاك معطيك الخلافة شكرهـا وأسعد بالتقوى سريرة قـلـبـكـا
    وزادك من أعمـارنـا غـير مـنة عليك بها، أضعاف أضعاف عمركا
    ولا زالت الأقدار فـي كـل حـالة عداة لمن عاداك سلما لسلـمـكـا
    إذا كنت من جدواك في كل نعـمة فلا كنت إن لم أفن عمري بشكركا فطرب الواثق فضرب الأرض بمخصرة كانت في يده، وقال: لله درك يا حسين ما أقرب قلبك من لسانك فقال: يا أمير المؤمنين، جودك ينطق المفحم بالشعر والجاحد بالشكر. فقال له: لن تنصرف إلا مسرورا، ثم أمر له بخمسين ألف درهم.
    رغب الواثق في الشراب في يوم غيم حدثنا علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثنا أبو العباس الرياشي قال حدثنا الحسين بن الضحاك قال: دخلت على الواثق ذات يوم وفي السماء لطخ غيم، فقال لي: ما الرأي في هذا اليوم? فقلت: يا أمير المؤمنين، ما حكم به وأشار إليه قبلي أحمد بن يوسف، فإنه أشار بصواب لا يرد وجعله في شعر لا يعارض. فقال: وما قال? فقلت قال:
    أرى غيما تؤلفه جـنـوب وأحسبه سيأتينا بهـطـل
    فعين الرأي أن تدعو برطل فتشربه وتدعو لي برطل فقال: أصبتما، ودعا بالطعام وبالشراب والمغنين والجلساء واصطبحنا.
    وصف ليلة لهو قضاها الواثق أخبرني علي بن العباس قال حدثني الحسين بن علوان قال حدثني العباس بن عبيد الله الكاتب قال: كان حسين بن الضحاك ليلة عند الواثق وقد شربوا إلى أن مضى ثلث من الليل، فأمر بأن يبيت مكانه. فلما أصبح خرج إلى الندماء وهم مقيمون، قال لحسين: هل وصفت ليلتنا الماضية وطيبها? فقال: لم يمض شيء وأنا أقول الساعة، وفكر هينهة ثم قال:
    حثت صبوحي فكاهة اللاهي وطاب يومي بقرب أشباهي
    فاستثر اللهو من مكامـنـه من قبل يوم منغص ناهـي
    بابنة كرم من كف منتطـق مؤزر بالـمـجـون تـياه
    يسقيك من طرفه ومـن يده سقى لطيف مجرب داهـي
    كأسا فكأسا كأن شـاربـهـا حيران بين الذكور والساهي قال: فأمر الواثق برد مجلسه كهيئته، واصطبح يومه ذلك معهم، وقال: نحقق قولك يا حسين ونقضي لك كل أرب وحاجة.
    شعره في جارية للواثق غضبت عليه أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني محمد بن مغيرة المهلبي قال حدثنا حسين بن الضحاك قال: كانت لي نؤبة في دار الواثق أحضرها جلس أو لم يجلس. فبينا أنا نائم ذات ليلة في حجرتي، إذ جاء خادم من خدم الحرم فقال: قم فإن أمير المؤمنين يدعوك. فقلت له: وما الخبر? قال: كان نائما وإلى جانبه حظية له فقام وهو يظنها نائمة، فألم بجارية له أخرى ولم تكن ليلة نوبتها وعاد إلى فراشه، فغضبت حظيته وتركته حتى نام، ثم قامت ودخلت حجرتها، فانتبه وهو يرى أنها عنده فلم يجدها، فقال: اختلست عزيزتي، ويحكم أين هي? فأخبر أنها قامت غضبى ومضت إلى حجرتها، فدعا بك. فقلت في طريقي:
    غضبت أن زرت أخرى خلسة فلها العتبى لدينـا والـرضـا
    يا فدتك النفس كانـت هـفـوة فاغفريها واصفحي عما مضى
    واتركي العذل على من قالـه وانسبي جوري إلى حكم القضا

    صفحة : 762


    فلقد نبهتني من رقـدتـي وعلى قلبي كنيران الغضا قال: فلما جئته خبرني القصة وقال لي: قل في هذا شيئا، ففكرت هنيهة كأني أقول شعرا ثم أنشدته الأبيات.
    فقال: أحسنت وحياتي أعدها يا حسين، فأعدتها عليه حتى حفظها، وأمر لي بخمسمائة دينار، وقام فمضى إلى الجارية وخرجت أنا إلى حجرتي.
    <H6 وأمره أن يقول شعرا في جارية له</H6 أخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثني الغلابي قال حدثني مهدي بن سابق قال قال لي حسين بن الضحاك: كان الواثق يتحظى جارية له فماتت فجزع عليها وترك الشرب أياما ثم سلاها وعاد إلى حاله، فدعاني ليلة فقال لي: يا حسين، رأيت فلانة في النوم، فليت نومي كان طال قليلا لأتمتع بلقائها، فقل في هذا شيئا. فقلت:
    ليت عين الدهر عنا غفلت ورقيب الليل عنا رقـدا
    وأقام النوم فـي مـدتـه كالذي كان وكنـا أبـدا
    بأبي زور تلـفـت لـه فتنفست إليه الصـعـدا
    بينما أضحك مسرورا به إذ تقطعت عليه كـمـدا قال: فقال لي الواثق: أحسنت ولكنك وصفت رقيب الليل فشكوته ولا ذنب لليل وإنما رأيت الرؤيا نهارا. ثم عاد إلى منامه فرقد.
    سرق منه أبو نواس معنى في الخمر
    أخبرني جحظة قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال حدثني حسين بن الضحاك، وأخبرني به جعفر بن قدامة عن علي بن يحيى عن حسين بن الضحاك قال: لقيني أبو نواس ذات يوم عند باب أم جعفر من الجانب الغربي، فأنشدته:
    أخوي حي على الصبوح صباحا هبا ولا تعدا الصبـاح رواحـا
    هذا الشميط كأنـه مـتـحـير في الأفق سد طريقه فألاحـا
    ما تأمران بـسـكـرة قـروية قرنت إلى درك النجاح نجاحا هكذا قال جحظة. والذي أحفظه:
    ما تأمران بقهوة قروية قال: فلما كان بعد أيام لقيني في ذلك الموضع فأنشدني يقول:
    ذكر الصبوح بسحرة فارتاحا وأمله ديك الصباح صياحـا فقلت له: حسن يا بن الزانية? أفعلتها فقال: دع هذا عنك، فو الله لا قلت في الخمر شيئا أبدا وأنا حي إلا نسب لي.
    شرب عند ابن المهدي فعربد عليه
    أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني محمد بن سعيد قال حدثني أبو أمامة الباهلي عن الحسين بن الضحاك، قال محمد بن يحيى وحدثني المغيرة بن محمد المهلبي: أن الحسين بن الضحاك شرب يوما عند إبراهيم بن المهدي، فجرت بينهما ملاحاة في أمر الدين والمذهب، فدعا له إبراهيم بنطع وسيف وقد أخذ منه الشراب، فانصرف وهو غضبان. فكتب إليه إبراهيم يعتذر إليه ويسأله أن يجيئه. فكتب إليه:
    نديمي غير مـنـسـوب إلى شيء من الـحـيف
    سقاني مثـل مـا يشـر ب فعل الضيف بالضيف
    فلـمـا دارت الـكـأس دعا بالنطع والـسـيف
    كذا من يشرب الخـمـر مع التنين في الصـيف قال: ولم يعد إلى منادمته مدة. ثم إن إبراهيم تحمل عليه ووصل فعاد إلى منادمته.
    نشأ هو وأبو نواس بالبصرة
    ثم رحل إلى بغداد واتصل بالأمين:
    حدثني عمي قال حدثني ميمون بن هارون قال حدثني حسين بن الضحاك قال: كنت أنا وأبو نواس تربين، نشأنا في مكان واحد وتأدبنا بالبصرة، وكنا نحضر مجالس الأدباء متصاحبين، ثم خرج قبلي عن البصرة وأقام مدة، واتصل بي ما آل إليه أمره، وبلغني إيثار السلطان وخاصته له، فخرجت عن البصرة إلى بغداد ولقيت الناس ومدحتهم وأخذت جوائزهم وعددت في الشعراء، وهذا كله في أيام الرشيد، إلا أني لم أصل إليه واتصلت بابنه صالح فكنت في خدمته. فغني يوما بهذا الصوت:
    أأن زم أجمال وفـارق جـيرة وصاح غراب البين أنت حزين فقال لي صالح: قل أنت في هذا المعنى شيئا، فقلت:
    أأن دب حساد ومـل حـبـيب وأورق عود الهجر أنت حبيب
    ليبلغ بنا هجر الحبيب مرامـه هل الحب إلا عبرة ونحـيب
    كأنك لم تسمع بـفـرقة ألـفة وغيبة وصل لا تـراه يؤوب فأمر بأن يغني فيه. واتصلت بمحمد ابن زبيدة في أيام أبيه وخدمته، ثم اتصلت خدمتي له في أيام خلافته.
    جفاه صالح بن الرشيد فترضاه


    صفحة : 763

    بشعر فرضي عنه:
    أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني أبو العيناء عن الحسين بن الضحاك قال: كنت يوما عند صالح بن الرشيد، فجرى بيننا كلام على النبيذ وقد أخذ مني الشراب مأخذا قويا، فرددت عليه ردا أنكره وتأوله على غير ما أردت، فهاجرني، فكتبت إليه: صوت

    يا بن الإمام تركتني هملا أبكي الحياة وأندب الأملا
    ما بال عينك حين تلحظني ما إن تقل جفونها ثقـلا
    لو كان لي ذنب لبحت بـه كي لا يقال هجرتني مللا
    إن كنت أعرف زلة سلفت فرأيت ميتة واحدى عجلا - فيه خفيف ثقيل ينسب إلى عبد الله بن العلاء وإلى عبد الله بن العباس الربيعي - قال: فكتب إلي: قد تلافى لسانك بشعرك، ما جناه في وقت سكرك. وقد رضيت عنك رضا صحيحا، فصر إلي على أتم نشاطك، وأكمل بساطك. فعدت إلى خدمته فما سكرت عنده بعدها. قال: وكانت في حسين عربدة.
    أنشد ابن البواب شعره للمأمون
    وشفع له فجفاه المأمون أولا ثم وصله:
    وأخبرني ببعضه محمد بن مزيد بن أبي الأزهر ومحمد بن خلف بن المرزبان، وألفاظهما تزيد وتنقص. وأخبرني ببعضه محمد بن خلف وكيع عن آخره وقصة وصوله إلى المأمون ولم يذكر ما قبل ذلك. قال: وحدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه - ولم يقل وكيع: عن أبيه - واللفظ في الخبر لابن أبي الأزهر وحديثه أتم، قال: كنت بين يدي المأمون واقفا، فأدخل إليه ابن البواب، رقعة فيها أبيات وقال: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في إنشادها، فظنها له فقال: هات، فأنشده:
    أجرني فإني قد ظمئت إلى الوعد متى تنجز الوعد المؤكد بالعهـد
    أعيذك من خلف الملوك وقد بدا تقطع أنفاسي عليك من الوجـد
    أيبخل فرد الحسن عني بـنـائل قليل وقد أفردته بهـوى فـرد إلى أن بلغ إلى قوله:
    رأى الله عبد الله خير عبـاده فملكه والله أعلم بالـعـبـد
    ألا إنما المأمون للناس عصمة مميزة بين الضلالة والرشد فقال المأمون: أحسنت يا عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين، أحسن قائلها: قال: ومن هو? فقال: عبدك حسين بن الضحاك، فغضب ثم قال: لا حيا الله من ذكرت ولا بياه ولا قربه ولا أنعم به عينا أليس القائل:
    أعيني جودا وابكيا لي محـمـدا ولا تذخرا دمعا عليه وأسعـدا
    فلا تمت الأشياء بعد مـحـمـد ولا زال شمل الملك فيه مبـددا
    لا فرح المأمون بالملك بـعـده ولا زال في الدنيا طريدا مشردا هذا بذاك، ولا شيء له عندنا. فقال له ابن البواب: فأين فضل إحسان أمير المؤمنين وسعة حلمه وعادته في العفو فأمره بإحضاره. فلما حضر سلم، فرد عليه السلام ردا جافيا، ثم أقبل عليه فقال: أخبرني عنك: هل عرفت يوم قتل أخي محمد هاشمية قتلت أو هتكت? قال لا. قال: فما معنى قولك:
    وسرب ظباء من ذؤابة هاشم هتفن بدعة خير حي وميت
    أرد يدا مني إذا ما ذكرتـه على كبد حري وقلب مفتت
    فلا بات ليل الشامتين بغبطة ولا بلغت آمالهم ما تمنـت فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة فقدتها بعد أن غمرتني، وإحسان شكرته فأنطقني، وسيد فقدته فأقلقني، فإن عاقبت فبحقك، وإن عفوت فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وقال: قد عفوت عنك وأمرت بإدرار أرزاقك وإعطائك ما فات منها، وجعلت عقوبة ذنبك امتناعي من استخدامك.
    شعره في ابن مسعدة ليشفع له
    أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبي قال: لم أعيت حسين بن الضحاك الحيلة في رضا المأمون عنه، رمى بأمره إلى عمرو بن مسعدة وكتب إليه:
    أنت طودي من بين هذي الهضاب وشهابي من دون كل شـهـاب
    أنت يا عمرو قوتـي وحـياتـي ولساني وأنت ظفـري ونـابـي
    أترانـي أنـسـى أياديك الـبـي ض إذا اسود نائل الأصـحـاب
    أين عطف الكرام في مأقط الحـا جة يحـمـون حــوزة الآداب
    أين أخلاقك الرضـية حـالـت في أم أين رقة الـكـتـــاب

    صفحة : 764


    أنا في ذمة السحاب وأظمـأ إن هذا لوصمة في السحاب
    قم إلى سيد البـرية عـنـي قومة تستجر حسن خطاب
    فلعل الآله يطفىء عـنـي بك نارا علي ذات التهـاب قال: فلم يزل عمرو يلطف للمأمون حتى أوصله إليه وأدر أرزاقه.
    غضب المعتصم عليه فترضاه بشعر
    حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال حدثني الحسين بن الضحاك قال: غضب المعتصم علي في شيء جرى على النبيذ، فقال: والله لأؤبنه وحجبني أياما. فكتبت إليه:
    غضبت الإمام أشـد مـن أدبـه وقد استجرت وعذت من غضبة
    أصبحت معتصما بمعـتـصـم أثنى الآله عليه فـي كـتـبـه
    لا والذي لم يبق لـي سـبـبـا أرجو النجاة به سوى سبـبـه
    ما لي شفيع غـير حـرمـتـه ولكل من أشفى على عطـبـه قال: فلما قرىء عليه التفت إلى الواثق ثم قال: بمثل هذا الكلام، يتسعطف الكرام، ما هو إلا أن سمعت أبيات حسين هذه حتى أزالت ما في نفسي عليه. فقال له الواثق: هو حقيق بأن يوهب له ذنبه ويتجاوز عنه. فرضي عني وأمر بإحضاري.
    هجا العباس ابن المأمون
    قال الصولي فحدثني الحسين بن يحيى أن هذه الأبيات إنما كتب بها إلى المعتصم، لأنه بلغه عنه أنه مدح العباس بن المأمون وتمنى له الخلافة، فطلبه فاستتر وكتب بها إلى المعتصم على يدي الواثق فأوصلها وشفع له فرضي عنه وأمنه فظهر إليه، وهجا العباس بن المأمون فقال:
    خل اللعين وما اكتسـب لا زال منقطع السبـب
    يا عرة الـثـقـلـين لا دينا رعيت ولا حسـب
    حسد الإمـام مـكـانـه جهلا حذاك على العطب
    وأبـوك قـدمـه لـهـا لما تخـير وانـتـخـب
    ما تستطيع سوى الـتـن فس والتجرع للـكـرب
    ما زلت عند أبـيك مـن تقص المـروءة والأدب أمره صالح بن الرشيد أن يقول شعرا
    يغني فيه ابن بانة:
    أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات وابن مهرويه قالا : كنا عند صالح بن الرشيد ليلة ومعنا حسين بن الضحاك وذلك في خلافة المأمون، وكان صالح يهوى خادما له، فغاضبه في تلك الليلة فتنحى عنه، وكان جالسا في صحن حوله نرجس في قمر طالع حسن، فقال للحسين: قل في مجلسنا هذا وما نحن فيه أبياتا يغني فيها عمرو بن بانة. فقال الحسين:
    وصف البدر حسن وجهك حتى خلت أني ومـا أراك أراكـا
    وإذا ما تنفس النرجـس الـغ ض توهمته نسـيم شـذاكـا
    خدع للمنى تعلـلـنـي فـي ك بإشراق ذا ونفـحة ذاكـا
    لأدومن يا حبيبي علـى الـع هد لهذا وذاك إذ حـكـياكـا قال عمرو: فقال لي صالح: تغن فيها ، فتغنيت فيها من ساعتي.
    لحن عمرو في هذه الأبيات ثقيل بالبنصر من روايته.
    شعره في محبوبه يسر
    خادم أبي عيسى بن الرشيد:
    وقد حدثني بهذا الخبر علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثني عبيد الله بن زكريا الضرير قال حدثنا الجماز عن أبي نواس قال: كنت أتعشق ابنا للعلاء يقال له محمد، وكان حسين يتعشق خادما لأبي عيسى بن الرشيد يقال له يسر، فزارني يوما فسألته عنه فقال: قد كاد قلبي أن يسلو عنه وعن حبه. قال: وجاءني ابن العلاء صاحبي فدخل علي وفي يده نرجس، فجلسنا نشرب وطلع القمر، فقلت له: يا حسين أيما أحسن القمر أم محمد? فأطرق ساعة ثم قال: اسمع جواب الذي سألت عنه:
    وصف البدر حسن وجهك حتى خلت أني ومـا أراك أراكـا
    وإذا ما تنفس النرجـس الـغ ض توهمته نسـيم شـذاكـا
    وأخال الذي لثمـت أنـيسـي وجليسي ما باشـرتـه يداكـا
    خدع للمنى تعلـلـنـي فـي ك بإشراق ذا ونـفـحة ذكـا
    لأقيمن ما حييت على الـشـك ر لهذا وذاك إذ حـكـياكـا قال: فقلت له: أحسنت والله ما شئت ولكنك يا كشخان هو ذا تقدر أن تقطع الطريق في عملي فقال: يا كشخان أو شعري الذي سمعته في حاضر أم بذكر غائب والله للنعل التي يطأ عليها يسر أحسن عندي من صاحبك ومن القمر ومن كل ما أنتم فيه.
    مدح المتوكل شعره


    صفحة : 765

    أخبرني علي بن العباس قال حدثني أحمد بن سعيد بن عنبسة القرشي الأموي قال حدثني علي بن الجهم قال: دخلت يوما على المتوكل وهو جالس في صحن خلده وفي يده غصن آس وهو يتمثل بهذا الشعر:
    بالشط لي سكن أفـديه مـن سـكـن أهدى من الآس لي غصنين في غصن
    فقلت إذ نظما إلـفـين والـتـبـسـا سقيا ورعيا لفأل فـيكـمـا حـسـن
    فالآس لا شك أس مـن تـشـوقـنـا شاف وآس لنا يبقى علـى الـزمـن
    أبشرتماني بأسباب سـتـجـمـعـنـا إن شاء ربي ومهما يقـضـه يكـن قال: فلما فرغ من إنشادها قال لي وكدت أنشق حسدا: لمن هذا الشعر يا علي? فقلت: للحسين بن الضحاك يا سيدي. فقال لي: هو عندي أشعر أهل زماننا وأملحهم مذهبا وأظرفهم نمطا . فقلت وقد زاد غيظي: في الغزل يا مولاي. قال: وفي غيره وإن رغم أنفك ومت حسدا. وكنت قد مدحته بقصيدة وأردت إنشادها يومئذ فلم أفعل، وعلمت أني لا أنتفع مع ما جرى بيننا بشيء لا به ولا بالقصيدة، فأخرتها إلى وقت آخر.
    قصته مع شفيع خادم المتوكل
    أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال حدثني أبي قال: أحب المتوكل على الله أن ينادمه حسين بن الضحاك وأن يرى ما بقي من شهوته لما كان عليه، فأحضره وقد كبر وضعف، فسقاه حتى سكر، وقال لخادمه شفيع: اسقه، فسقاه وحياه بوردة، وكانت علي شفيع ثياب موردة، فمد الحسين يده إلى ذراع شفيع. فقال له المتوكل: يا حسين، أتجمش أخص خدمي عندي بحضرتي فكيف لو خلوت ما أحوجك إلى أدب وقد كان المتوكل غمز شفيعا على العبث به. فقال الحسين: يا سيدي، أريد دواة وقرطاسا، فأمر له بذلك، فكتب بخطه:
    وكالوردة الحمراء حـيا بـأحـمـر من الورد يمشي في قراطق كالورد
    له عبـثـات عـنـد كـل تـحـية بعينيه تستدعي الحليم إلى الـوجـد
    تمنت أن أسقـى بـكـفـيه شـربة تذكرني ما قد نسيت من الـعـهـد
    سقى الله دهرا لم أبـت فـيه لـيلة خليا ولكن من حبيب علـى وعـد ثم دفع الرقعة إلى شفيع وقال له: ادفعها إلى مولاك. فلما قرأها استملحها وقال: أحسنت والله يا حسين لو كان شفيع ممن تجوز هبته لوهبته لك، ولكن بحياتي إلا كنت ساقيه باقي يومه هذا واخدمه كما تخدمني، وأمر له بمال كثير حمل معه لما انصرف. قال أحمد بن يزيد فحدثني أبي قال: صرت إلى الحسين بعد انصرافه من عند المتوكل بأيام، ويلك أتدري ما صنعت? قال: نعم أدري، وما كنت لأدع عادتي بشيء، وقد قلت بعدك: صوت

    لا رأى عطـفة الأح بة مـن لا يصـرح
    أصغر الساقـيين أش كل عندي وأمـلـح
    لو تراه كالظبـي يس نح حـينـا ويبـرح
    خلت غصنا على كثي ب بـنـور يرشـح غنى عمرو بن بانة في هذه الأبيات ثاني ثقيل بالبنصر.
    شعره في شفيع وقد حياه بتفاحة عنبر وقد أخبرني بهذا الخبر محمد بن العباس اليزيدي وقال حدثني محمد بن أبي عون قال: حضرت المتوكل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر وقد أحضر حسين بن الضحاك للمنادمة، فأمر خادما كان واقفا على رأسه، فسقاه وحياه بتفاحة عنبر. وقال لحسين: قل في هذا شيئا، فقال:
    وكالدرة البيضاء حـيا بـعـنـبـر وكالورد يسعى في قراطق كالورد
    له عبثـات عـنـد كـل تـحـية بعينيه تستدعي الحليم إلى الـوجـد
    تمنتي أن أسقى بـكـفـيه شـربة تذكرني ما قد نسيت من العـهـد
    سقى الله عيشا لم أبـت فـيه لـيلة من الدهر إلا من حبيب على الوعد

    صفحة : 766

    فقال المتوكل: يحمل إلى حسين لكل بيت مائة دينار. فالتفت إليه محمد بن عبد الله بن طاهر كالمتعجب وقال: لم ذاك يا أمير المؤمنين فو الله لقد أجاب فأسرع، وذكر فأوجع، وأطرب فأمتع، ولولا أن يد أمير المؤمنين لا تطاولها يد لأجزلت له العطاء ولو أحاط بالطارف والتالد. فخجل المتوكل وقال: يعطى حسين بكل بيت ألف دينار. وقد أخبرني بهذا الخبر ابن قاسم الكوكبي قال حدثنا بشر بن محمد قال وحدثني علي بن الجهم: أنه حضر المتوكل وقد أمر شفيعا أن يسقى حسين بن الضحاك، وذكر باقي الخبر نحو ما مضى من رواية غيره.
    شعره في مقحم خادم ابن شغوف: أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن يزيد المبرد، وحدثني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال أخبرني محمد بن مروان عن محمد بن عمرو الرومي قال: اجتمع حسين بن الضحاك وعمرو بن بانة يوما عند ابن شغوف الهاشمي فاحتبسهما عنده. وكان لابن شغوف خادم حسن يقال له مقحم، وكان عمرو بن بانة يتعشقه ويسر ذلك من ابن شغوف. فلما أكلوا ووضع النبيذ قال عمرو بن بانة للحسين: قل في مقحم أبياتا أغن فيها الساعة. فقال الحسين:
    وابأبي مقحم لـعـزتـه قلت له إذ خلوت مكتتما
    تحب بالله من يخصك بالو د فما قال لا ولا نعمـا شعر إسحاق الموصلي في عمرو بن بانة
    وغنى فيه عمرو. قال: فبيناهم كذلك إذ جاء الحاجب فقال: إسحاق الموصلي بالباب، فقال له عمرو: أعفنا من دخوله ولا تنغص علينا ببغضه وصلفه وثقله ففعل، وخرج الحاجب فاعتل على إسحاق حتى انصرف، وأقاموا يومهم وباتوا ليلتهم عند ابن شغوف. فلما أصبحوا مضى الحسين بن الضحاك إلى إسحاق فحدثه الحديث بنصه. فقال إسحاق:
    يا بن شغوف أما علمت بمـا قد صار في الناس كلهم علما
    دعوت عمرا فبات لـيلـتـه في كل ما يشتهي كما زعما
    حتى إذا ما الظلام ألـبـسـه سرى دبيبا فضاجع الخدمـا
    ثمت لم يرض أن يضاجعهـم سرا ولكن أبدى الذي كتمـا
    ثم تغنى لفـرط صـبـوتـه صوتا شفى من غليله السقما:
    وابأبي مقـحـم لـعـزتـه قلت له إذ خلوت مكتتـمـا
    تحب بالله من يخصك بـالـو د فما قـال لا ولا نـعـمـا قال: وشاعت الأبيات في الناس وغنى فيها إسحاق أيضا فيما أظن، فبلغت ابن شغوف فحلف ألا يدخل عمرا داره أبدا ولا يكلمه، وقال: فضحني وشهرني وعرضني للسان إسحاق، فمات مهاجرا له. وقال ابن أبي سعد في خبره: إن إسحاق غنى فيها للمعتصم، فسأله عن خبرها فحدثه بالحديث، فضحك وطرب وصفق، ولم يزل يستعيد الصوت والحديث وابن شغوف يكاد أن يموت إلى أن سكر ونام.
    لحن عمرو بن بانة في البيتين اللذين قالهما حسين في مقحم من الثقيل الثاني بالوسطى.
    قال له أبو نواس أنت أشعر الناس
    أخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة قال حدثني محمد بن موسى بن حماد قال سمعت مهدي بن سابق يقول: التقى أبو نواس وحسين بن الضحاك، فقال أبو نواس: أنت أشعر أهل زمانك في الغزل، قال: وفي أي ذلك? قال: ألا تعلم يا حسين? قال لا، قال: في قولك:
    وابأبي مقحـم لـعـزتـه قلت له إذ خلوت مكتتمـا
    نحب بالله من يخصك بالـو د فما قال لا ولا نـعـمـا
    ثم تولى بمقلتـي خـجـل أراد رجع الجواب فاحتشما
    فكنت كالمبتغي بحـيلـتـه برءا من السقم فابتدا سقما فقال الحسين: ويحك يا أبا نواس فأنت لا تفارق مذهبك في الخمر البتة، قال: لا والله، وبذلك فضلتك وفضلت الناس جميعا.
    مدح أبو العباس ثعلب شعره
    أخبرني علي بن العباس قال أنشدنا أبو العباس ثعلب قال أنشدني حماد بن المبارك صاحب حسين بن الضحاك قال أنشدني حسين لنفسه:
    لا وحبـيك لا أصـا فح بالدمع مدمعـا
    من بكى شجوه استرا ح وإن كان موجعا
    كبدي من هواك أس قم من أن تقطـعـا
    لم تدع سورة الضنى في للسقم موضعـا قال: ثم قال لن ثعلب: ما بقي من يحسن أن يقول مثل هذا.


    صفحة : 767

    قال ابن الرومي عنه إنه أغزل الناس
    أخبرني علي قال حدثني محمد بن الفضل الأهوازي قال سمعت علي بن العباس الرومي يقول: حسين بن الضحاك أغزل الناس وأظرفهم. فقلت: حين يقول ماذا? فقال: حين يقول:
    يا مستعير سوالف الحشـف اسمع لحلفة صادق الحلف
    إن لم أصح ليلي: ويا حربي ومن وجنتيك وفترة الطرف
    فجحدت ربي فضل نعمتـه وعبدته أبدا علـى حـرف شعره في فتن محبوبته: أخبرني علي بن العباس الرومي قال حدثني قتيبة عن عمرو السكوني بالكوفة قال حدثني أبي قال حدثني حسين بن الضحاك قال: كانت تألفني مغنية، وتجيئني دائما، وكنت أميل إليها وأستملحها، وكان يقال لها فتن. فكان يجيء معها خادم لمولاتها يحفظها يسمى نجحا، وكان بغيضا شرس الخلق، فإذا جاء معها توقيته، فمرض، فجاءتني ومعها غيره، فبلغت منها مرادي وتفرجت يومي وليلتي، فقلت:
    لا تلمني علـي فـتـن إنها كاسمهـا فـتـن
    فإذا لـم أهـم بـهــا فبمـن لا بـمـن إذن
    أين لا أين مـثـلـهـا في جميع الورى سكن
    طيب نشـر إذا لـثـم ت وغنج ومحتـضـن
    وال عشرا من الصبـو ح على وجهها الحسن
    وعلى لفـظـهـا الـم نون للام بـالـغـنـن
    لست انسى من الغـري رة إذ بحت بالشـجـن
    قولها إذ سـلـبـتـهـا عن كثيب وعن عكـن
    ليس يرضيك يا فـتـى من هوى دون أن تهن
    فامتزجنا معـا مـمـا زجة الروح للـبـدن
    وكفينـا مـن أن نـرا قب نجحا إذا فـطـن
    وأمـــنـــاه أن ي نم وما كان مؤتـمـن
    كل ما كان من حـبـي بك مستظرف حسـن ناظر مخارقا في أبي نواس وأبي العتاهية فحكم له: حدثني جحظة قال حدثني أبو عبد الله الهشامي: أن مخارقا وحسين بن الضحاك تلاحيا في أبي العتاهية، وأبي نواس أيهما أشعر، فاتفقا على اختيار شعر من شعريهما يتخايران فيه، فاختار الحسين بن الضحاك شيئا من شعر أبي نواس جيدا قويا لمعرفته بذلك، واختار مخارق شيئا من شعر أبي العتاهية ضعيفا سخيفا غزلا كان يغنى فيه لا لشيء عرفه منه إلا لأنه استملحه وغنى فيه، فخاير به لقلة علمه ولما كان بينه وبين أبي العتاهية من المودة، وتخاطرا على مال، وتحاكما إلى من يرتضيه الواثق بالله ويختاره لهما، فاختار الواثق لذلك أبا محلم، وبعث فأحضره وتحاكما إليه بالشعرين فحكم لحسين بن الضحاك. فتلكأ مخارق وقال: لم أحسن الاختيار للشعر ولحسين أعلم مني بذلك، ولأبي العتاهية خير مما اخترت، وقد اختار حسين أجود ما قدر عليه لأبي نواس لأنه أعلم مني بالشعر، ولكنا نتخاير بالشاعرين ففيهما وقع الجدال، فتحاكما فحكم لأبي نواس، وقال: هو أشعر وأذهب في فنون الشعر وأكثر إحسانا في جميع تصرفه. فأمر الواثق بدفع الخطر إلى حسين، وانكسر مخارق فما انتفع به بقية يومه.
    مدح الحسن بن سهل وطلب أن يصلح المأمون له: أخبرني ابن أبي طلحة قال حدثني سوادة بن الفيض قال حدثني أبي قال: لما اطرح المأمون حسين بن الضحاك لهواه كان في أخيه محمد وجفاه، لاذ الحسين بن الضحاك بالحسن بن سهل وطمع أن يصلحه له، فقال يمدحه:
    أرى الآمال غير معـرجـات على أحد سوى الحسن بن سهل
    يباري يومه غـده سـمـاحـا كلا اليومين بان بكل فـضـل
    أرى حسنا تقـدم مـسـتـبـدا ببعد مـن رياسـتـه وقـبـل
    فإن حضرتك مشكـلة بـشـك شفاك بحكمة وخطاب فصـل
    سليل مرازب برعوا حلـومـا وراع صغيرهم بسداد كـهـل
    ملوك إن جريت بـهـم أبـروا وعزوا أن توازنهـم بـعـدل
    ليهنك أن مـا أرجـأت رشـد وما أمضيت من قول وفعـل
    وأنك مؤثر لـلـحـق فـينـا أراك الله من قطـع ووصـل
    وأنك للـجـمـيع حـيا ربـيع يصوب على قرارة كل محـل

    صفحة : 768

    قال: فاستحسنها الحسن بن سهل، ودعا بالحسين فقربه وآنسه ووصله وخلع عليه ووعده إصلاح المأمون له، فلم يمكنه ذلك لسوء رأي المأمون فيه ولما عاجل الحسن من العلة.
    سأله الحسن بن سهل عن شعر له فأجابه: قال علي بن العباس بن أبي طلحة وحدثني أبو العباس أحمد بن الفضل المروزي قال: سمعت الحسن بن سهل يقول لحسين بن الضحاك: ما عنيت بقولك:
    يا خلي الذرع من شجني إنما أشكو لترحمـنـي قال: قد بينته، قال: بأي شيء? قال: قلت:
    منعك الميسور يؤيسني وقليل اليأس يقتلنـي فقال له أبو محمد: إنك لتضيع بالخلاعة، ما أعطيته من البراعة.
    عشق غلام الحسن بن سهل وتغزل فيه فوهبه له: أخبرني علي بن أبو العباس قال حدثني أحمد بن القاسم المري قال حدثني أبو هفان قال: سألت حسين بن الضحاك عن خبره المشهور مع الحسن بن سهل في اليوم الذي شرب معه فيه وبات عنده وكيف كان ابتداؤه، فقلت له: إني أشتهي أن أسمعه منك. فقال لي: دخلت على الحسن بن سهل في فصل الخريف وقد جاء وسمي من المطر فرش رشا حسنا، واليوم في أحسن منظر وأطيبه، وهو جالس على سرير آبنوس وعليه قبة فوقها طارمة ديباج أصفر وهو يشرف على بستان في داره، وبين يديه وصائف يترددن في خدمته وعلى رأسه غلام كالدينار، فسلمت عليه فرد علي السلام، ونظر إلي كالمستنطق، فأنشأت أقول:
    ألست ترى ديمة تهطل وهذا صباحك مستقبل فقال: بلى. فقلت:
    وتلك المدام وقد شاقنا برؤيته الشادن الأكحل فقال: صدقت فمه، فقلت:
    فعاد به وبنا سـكـرة تهون مكروه ما نسأل فسكت. فقلت:
    فإني رأيت له نظرة تخبرني أنه يفعـل ثم قال: مه، فقلت:
    وقد أشكل العيش في يومنا فيا حبذا عيشنا المشكـل فقال: العيش مشكل، فما ترى? فقلت: مبادرة القصف وتقريب الإلف. قال: على أن تقيم معنا وتبيت عندنا. فقلت: له: لك الوفاء وعليك مثله لي من الشرط. قال: وما هو? قلت: يكون هذا الواقف على رأسك يسقيني. فضحك ثم قال: ذلك لك على ما فيه. ودعا بالطعام فأكلنا وبالشراب فشربنا أقداحا. ولم أر الغلام، فسألت عنه فقال لي: الساعة يجيء، فلم نلبث أن وافاني، أين كان? فقال: كنت في الحمام وهو الذي حبسني عنك. فقلت لوقتي:
    وابأبي أبيض في صفرة كأنه تبر على فضـه
    جرده الحمام على درة تلوح فيها عكن بضـه
    غصن تبدى يتثنى على مأكمة مثقلة النهضـه
    كأنما الرش على خـده طل على تفاحة غضه
    صفاته فاتنة كـلـهـا فبعضه يذكرني بعضه
    يا ليتني زودني قـبـلة أو لا فمن وجنته عضه فقال لي الحسن: قد عمل فيك النبيذ، فقلت: لا وحياتك فقال: هذا شر من ذلك. فقلت:
    اسقيانـي وصـرفـا بنت حولين قرقـفـا
    واسقيا المرهف الغري ر سقى الله مرهفـا
    لا تـقـولا نـراه أك لف نضوا مخفـفـا
    نعم ريحـانة الـنـدي م وإن كان مخطـفـا
    إن يكن أكـلـفـا ف إني أرى البدر أكلفـا
    بأبي ما جن الـسـري رة يبدي تـعـفـفـا
    حف أصداغه وعـق ر بها ثم صـفـفـا
    وحشا مدرج القـصـا ص بمسك ورصفـا
    فإذا رمـت مـنـه ذا ك تأبـى وعـنـفـا
    ليس إلا بـــأن يرن حه السكر مسعـفـا
    باكـرا لا تـسـوفـا ني عدمت المسوفـا
    أعجلاه وبالـفـضـا ضة في السقي فاعنفا
    واحملا شغـبـه وإن هو زنـى وأفـفــا
    فإذا هـم لـلـمـنـا م فقومـا وخـفـفـا

    صفحة : 769

    فتغاضب الغلام وقام فذهب، ثم عاد فقال لي: أقبل على شرابك ودع الهذيان. وناولني قدحا. وقام أبو محمد ليبول، فشربت وأعطاني نقلا فقلت: اجعل بدله قبلة، فضحك وقال: أفعل، هذا وقته فبدا له وقال: لا أفعل، فعاودته فانتهرني. فقال له خادم للحسن يقال له فرج: بحياتي يا بني أسعفه بما طلب، فضحك ثم دنا مني كأنه يناولني نقلا وتغافل فاختلست منه قبلة، فقال لي: هي حرام عليك فقلت:
    وبديع الدل قصري الغنـج مره العين كحيل بالدعـج
    سمته شيئا وأصغـيت لـه بعد ما صرف كأسا ومزج
    واستخفته على نـشـوتـه نبرات من خفيف وهـزج
    فتأبى وتـثـنـى خـجـلا وذرا الدمع فنونا ونـشـج
    لج في لولا وفي سوف ترى وكذا كفكف عني وخـلـج
    ذهب الليل وما نـولـنـي دون أن أسفر صبح وانبلج
    هون الأمر عـلـيه فـرج بتأتيه فـسـقـيا لـفـرج
    وبنفسي نفس من قال وقـد كان ما كان حرام وحـرج قال: ثم أسفر الصبح. فانصرفت وعدت من غد إلى الحسن، فقال لي: كيف كنت في ليلتك وكيف كنت عند نومك? فقلت له: أأصف ذلك نثرا أم نظما? فقال: بل نظما فهو أحسن عندي، فقلت:
    تألفت طيف غزال الـحـرم فواصلني بعد ما قد صـرم
    وما زلت أقنع مـن نـيلـه بما تجتنيه بنـان الـحـلـم
    بنفسي خيال عـلـى رقـبة ألم به الشوق فـيمـا زعـم
    أتـانـي يجـاذب أردافــه من البهر تحت كسوف الظلم
    تمج سـوالـفـه مـسـكة وعنبرة ريقـه والـنـسـم
    تضمخ من بعد تـجـمـيره فطاب من القرن حتى القدم
    يقول ونـازعـتـه تـوبـه على أن يقول لشيء نـعـم
    فغض الجفون على خـجـلة وأعرض إعراضة المحتشم
    فشبكت كفي علـى كـفـه وأصغيت ألثـم درا بـفـم
    فنهنهنـي دفـع لا مـؤيس بجد ولا مطمع مـعـتـزم
    إذا ما هممـت فـأدنـيتـه تثنى وقال لـي الـويل لـم
    فما زلت أبسطـه مـازحـا وأفرط في اللهو حتى ابتسم
    وحكمني الريم في نـفـسـه بشيء ولكنـه مـكـتـتـم
    فواها لذلـك مـن طـارق على أن ما كان أبقى سقـم قال: فقال لي الحسن: يا حسين يا فاسق أظن ما ادعيته على الطيف في النوم كان في اليقظة مع الشخص نفسه، وأصلح الأشياء لنا بعد ما جرى أن نرحض العار عن أنفسنا بهبة الغلام لك، فخذه لا بورك لك فيه فأخذته وانصرفت.
    شعره في غلام للحسن بن سهل: حدثني علي بن العباس قال حدثني أبو العيناء قال: أنشدني الحسين بن الضحاك لنفسه في الغلام للحسن بن سهل كان اجتمع معه في دار الحسن، ثم لقيه بعد ذلك فسلم عليه فلم يكلمه الغلام، فقال:
    فديتك ما لوجهك صدعـنـي وأبديت التنـدم بـالـسـلام
    أحين خليتني وقرنت قلـبـي بطرفك والصبابة في نظـام
    تنكر ما عهدت لـغـب يوم فيا قرب الرضاع من الفطام
    لأسرع ما نهيت إلى همومي سروري بالزيادة واللـمـام أخذ جبة من موسى بن عمران كجبة أبي نواس: أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز الجوهري قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثني حسين بن الضحاك الخليع قال: كنت في المسجد الجامع بالبصرة، فدخل علينا أبو نواس وعليه جبة خز جديدة. فقلت له: من أين هذه يا أبا نواس? فلم يخبرني، فتوهمت أنه أخذها من موسى بن عمران لأنه دخل من باب بني تميم، فقمت فوجدت موسى قد لبس جبة خز أخرى، فقلت له:
    كيف أصبحت يا أبا عمران فقال: بخير صبحك الله به. فقلت:
    يا كريم الإخاء والإخوان فقال: أسمعك الله خيرا. فقلت:
    إن لي حاجة فرأيك فيها إننا في قضائها سـيان فقال: هاتها على اسم الله وبركته. فقلت:
    جبة من جبابك الخز حتـى لا يراني الشتاء حيث يراني قال: خذها على بركة الله، ومد كمه فنزعتها وجئت وأبو نواس جالس، فقال: من أين لك هذه? فقلت: من حيث جاءتك تلك.


    صفحة : 770

    وفد هو ومحمد بن عمرو على المعتصم وأنشده شعرا فأجازهما: أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثني محمد بن موسى بن حماد قال أخبرني عبد الله بن الحارث عن إبراهيم بن عبد السلام عن الحسين بن الضحاك قال: دخلت أنا ومحمد بن عمرو الرومي دار المعتصم، فخرج علينا كالحا. قال: فتوهمنا أنه أراد النكاح فعجز عنه. قال: وجاء إيتاخ فقال: مخارق وعلويه وفلان وفلان من أشباههما بالباب، فقال: اعزب عني، عليك وعليهم لعنة الله قال: فتبسمت إلى محمد بن عمرو، وفهم المعتصم تبسمي فقال لي: مم تبسمت? فقلت: من شيء حضرني، فقال: هاته، فأنشدته: صوت
    انف عن قلبك الحزن باقتراب من السكـن
    وتمتع بـكـر طـر فك في وجهه الحسن
    إن فيه شفـاء صـد رك من لاعج الحزن قال: فدعا بألفي دينار: ألف لي وألف لمحمد، فقلت: الشعر لي، فما معنى الألف لمحمد بن عمرو? قال: لأنه جاءنا معك. ثم أذن لمخارق وعلويه فدخلا، فأمرهما بأن يغنيا فيه ففعلا، فما زال يعيد هذا الشعر، ولقد قام ليبول فسمعته يردده.
    الغناء في هذا الشعر اشترك فيه مخارق وعلويه وهو من الثقيل الأول بالبنصر.
    أحب غلام أبي كامل المهندس وقال في شعرا: أخبرني عمي قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن محمد بن مروان قال: كان الحسين بن الضحاك عند أبي كامل المهندس وأنا معهم حاضر، فرأى خادما فاستحسنه وأعجبه. فقال له بعض أصحابه: أتحبه? قال: نعم والله، قال: فأعلمه، قال: هو أعلم بحبي له مني به. ثم قال:
    عالـم بـحـبـيه مطرق من التـيه
    يوسف الجمال وفر عونه في تعـديه
    لا وحق ما أنا من عطفـه أرجـيه
    ما الحياة نـافـعة لي علي تـأبـيه
    النعيم يشـغـلـه والجمال يطغـيه
    فهو غير مكتـرث للـذي ألاقــيه
    تائه تـزهـــده في رغبتي فـيه قال محمد بن محمد: وغنى في هذا الشعر عمرو بن بانة وعريب وسليم وجماعة من المغنين.
    أحب صديق له جارية وعارضه فيها غلام أمرد فمالت إليه فقال شعرا في ذلك: حدثني عمي قال حدثني ميمون بن هارون قال: كان للحسين بن الضحاك صديق وكان يتعشق جارية مغنية، فزاحمه فيها غلام كان في مرودته حسن الوجه، فلما خرجت لحيته جعل ينتف ما يخرج منها، ومالت القينة إليه لشبابه، فشكا ذلك إلى الحسين بن الضحاك وسأله أن يقول فيها شعرا فقال:
    خل الذي عنك لا تسطيع تدفـعـه يا من يصارع من لا شك يصرعه
    جاءت طرائق شعر أنت ناتفـهـا فكيف تصنع لو قد جاء أجمعـه
    الله أكبر لا أنفـك مـن عـجـب أأنت تحصد ما ذو العرش يزرعه
    تبا لسعـيك بـل تـبـا لأمـك إذ ترعى حمى خالق الأحماء يمنعه وقال فيه أيضا:
    ثكلتك أمك يا بن يوسـف حتام ويحك أنت تنتـف
    لو قد أتى الصيف الـذي فيه رؤوس الناس تكشف
    فكشف عن خـديك لـي لكشفت عن مثل المفوف
    أو مثل زرع نـالـه ال يرقان أو نكباء حرجف
    فغدا علـيه الـزارعـو ن ليحصدوه وقد تقصف
    فظللت تأسف كـالألـى أسفوا ولم يغن التأسـف أحب غلاما فاشتراه صالح بن الرشيد: حدثني علي بن العباس قال حدثني عمير بن أحمد بن نصر الكوفي قال حدثني زيد بن محمد شيخنا قال: قلت لحسين بن الضحاك وقد قدم إلينا الكوفة: يا أبا علي شهرت نفسك وفضحتها في خادم، فألا اشتريته فقال: فديتك إن الحب لجاج كله، وكنت أحببت هذا الخادم ووافقني على أن يستبيع لأشتريه، فعارضني فيه صالح بن الرشيد فاختلسه مني ولم أقدر على الانتصاف منه، وآثره الخادم واختاره، وكلانا يحبه إلا أن صالحا يناك ولا أناك والخادم في الوسط بلا شغل. فضحكت من قوله، ثم سألته شيئا من شعره، فأنشدني:
    إن من لا أرى ولـيس يرانـي نصب عيني ممثل بالأمـانـي
    بأبي من ضميره وضـمـيري أبدا بالمـغـيب ينـتـجـيان
    نحن شخصان إن نظرت وروحا ن إذا ما اختبرت يمتـزجـان

    صفحة : 771


    فإذا ما هممت بالأمر أو ه م بشيء بدأته وبـدانـي
    كان وفقا ما كان منه ومني فكأني حكيته وحكـانـي
    خطرات الجفون منا سواء وسواء تحـرك الأبـدان فسألته أن يحدثني بأسر يوم مر له معه، فقال: نعم اجتمعنا يوما فغنى مغن لنا بشعر قلته فيه فاستحسنه كل من حضر، ثم تغنى بغيره، فقال لي: عارضه، فقلت: بقبلة فقال: هي لك، فقلبته قبلة وقلت:
    فديت من قال لي على خـفـره وغض من جفنه علـى حـوره
    سمع بي شعرك الملـيح فـمـا ينفك شاد بـه عـلـى وتـره
    حسبك بعض الـذي أذعـت ولا حسب لصب لم يقض من وطره
    وقلت يا مستعير سالفة الـخـش ف وحسن الفتور من نـظـره
    لا تنكرن الحنـين مـن طـرب عاود فيك الصبا على كـبـره لاطفه غلام أبي عيسى فقال فيه شعرا: حدثني الصولي وعلي بن العباس قالا حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال: كان حسين بن الضحاك يتعشق خادما لأبي عيسى أو لصالح بن الرشيد أخيه، فاجتمعا يوما عند أخي مولى الخادم، فجعل حسين يشكو إليه ما به فلا يسمع به ويكذبه، ثم سكن نفاره وضحك إليه وتحدثا ساعة. فأنشدنا حسين قوله فيه:
    سائل بطيفك عن ليلى وعن سهـري وعن تتابع أنفاسي وعن فـكـري
    لم يخل قلبي من ذكراك إذ نظـرت عيني إليك على صحوى ولا سكرى
    سقيا ليوم سروري إذ تنـازعـنـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:06 pm